أسفرت الاعتداءات التي تعرضت لها مسيرة للمحتجين ضد السلطة ليلة أمس السبت في جولة "كنتاكي" بأمانة العاصمة عن إصابة أكثر من ألف وخمسمائة من المتظاهرين جراء اعتداءات الأمن عليهم بالرصاص الحي وقنابل مسيلة للدموع، أصابت معظمهم باختناقات جراء غازات احتار الأطباء حول نوعها، حيث يجزم البعض أنها سامة. وكان مئات الآلاف من المعتصمين قد احتشدوا السبت في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، كما نظموا مسيرات حاشدة انطلقت إحداها إلى شارع شيراتون وأخرى جابت شارع الستين والزبيري والرباط وحدة والدائري جولة كنتاكي، ومسيرة نسائية توجهت إلى مبنى الأممالمتحدة، إلا أن بلاطجة النظام - حسب مصادر ميدانية- اعترضوا مسيرة النساء وحاولوا إيذاءهن.. وحسب المصادر فإن قوات الأمن وقوات الحرس الخاص واجهت الشباب السلميين الذين خرجوا للتعبير عن حقهم وتضامناً مع شهداء تعز والحديدة بالرصاص الحي والمطاطية والقنابل الغازية ، إذ أصيب مئات المعتصمين في حالة اختناق بالغازات وعشرا ت منهم أصيبوا بالرصاص المطاطي والرصاص الحي .. وفي هذا الصدد قال مصدر طبي في المستشفى الميداني لساحة التغيير ل"أخبار اليوم": بأن المعلومات الأولية التي توفرت لديه تفيد بأن "5" حالات من المصابين خطيرة وأن "25" حالة مصابة برصاص حي، فيما ألف وخمسمائة حالة اختناقات بالغازات المسيلة للدموع، مشيراً إلى أن الاعتداءات بهذه الغازات التي أطلقت على المسيرة في جولة كنتاكي، طالت المعتصمين في ساحة التغيير بجامعة صنعاء أيضاً. وحسب المصابين أنفسهم، فإن وسائل الاعتداء كانت مختلفة، حيث صرح عبدالسلام هزاع حسن -أحد المصابين الذي أصيب بطعنة في رأسه وكدمات هراوات على جسمه- والذي نقل إلى مستشفى أزال التخصصي الذي أكتظ بالمصابين بأن مجموعة من البلاطجة عمدت لمهاجمتهم بالعصي والسلاح الأبيض، فيما الأمن أقدم على قطع الكهرباء في شارع الدائري من اتجاه كنتاكي في الجهة الجنوبية من الاعتصام ليزيدوا في الشباب تقتيلاً. وحسب مصادر موثوقة أن مجموعة من الأفراد بلباس مدني و قناصة يعتلون المنازل في شارع الدائري الجامعة القديمة. وقد أكدت المصادر ل"إخبار اليوم" أن قيام العشرات من الدراجات النارية كبديل لنقل المصابين إلى المستشفى الميداني، لم يكن نتيجة زيادة أعداد المصابين فحسب، بل لأن قوات الأمن المركزي والقوات الخاصة منعت سيارات الإسعاف من المجيء إلى مكان الحادثة، كما منعت سيارات الإسعاف التابعة للفرقة أولى مدرع كانت قد تحركت إلى جانب الستين وشارع حدة فقد اعترضتها قوات الأمن المركزي وقوات الحرس الخاص، مما جعل الشباب أصحاب الدراجات النارية القيام بوظيفة إسعاف المصابين. كما أكد أهالي شارع الدائري المجاور للجامعة القديمة وكنتاكي أنها ليلة صعبة مرت عليهم، فقد تساقطت القنابل الغازية أمام أبواب بيوتهم وتأثروا باستنشاق الغاز السام وسماع الرصاص الحي، مما سبب ذعر للأطفال والنساء. وعلى السياق ذاته قامت الفرقة الأولى مدرع بتعزيزات أمنية في الجهة الجنوبية من شارع الدائري بعد محاولة تقدم قوات الأمن المركزي الزحف تجاه المعتصمين في ساحة التغيير، وبالمقابل هتف الشباب المعتصمون في جميع نواحي ساحة التغيير بشعار واحد، مرددين: "حيوا الفرقة حيوهم وعلي محسن قائدهم". وواجه شباب الثورة هذه المجزرة بحكمة وعدم الانجرار إلى العنف، فهم يؤكدون أن محاولات صالح المتكررة لجرنا إلى مربع العنف لن يكتب لها النجاح، لأننا عاهدنا الله أن نواجه رصاصه بصدورنا العارية. كما أشاد شباب الثورة بأصحاب الدراجات النارية، الذين قاموا بعمل بطولي في إنقاذ حياة المصابين، مؤكدين أن لولا سرعة هؤلاء الثائرين في نقل المصابين لزادت خطورة حالات المصابين، ولتعرض الكثير للموت، ولكن تواجد هؤلاء خففوا على إخوانهم المصابين. وعلى ذات المنوال ورداً على هذه الجرائم نددت نقابة أعضاء هيئة التدريس في جامعتي صنعاء وعمران بجرائم السلطة الوحشية، مطالبة الجهات القانونية التوثيق ومحاكمة القتلة. وتأتي هذه الأحداث والتطورات الدامية قبيل انعقاد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الذي سيعقد في الرياض يومنا هذا الأحد، والذي سيخصص لمناقشة تطورات الوضع اليمن على ضوء المبادرة الخليجية التي باتت اليوم محاصرة بدماء المعتصمين في الساحات اليمنية المختلفة.