ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمين جولة كنتاكي: لازال النظام يريد مزيداً من الدماء والجثث
صاحبه اختطاف وإخفاء قسري للجرحى..
نشر في أخبار اليوم يوم 16 - 04 - 2011

تقرير :محمد الجماعي- عبد الخالق عمران- محمد سراع- رشيد المنيفي- توفيق السامعي
تحدث أطباء ومسعفون ميدانيون وشهود عيان ل"أخبار اليوم"، عن مأساة موقعة كنتاكي ليلة السبت 9/ 4/ 2011م، والتي سقط فيها حوالي "2000" مصاب بالغازات السامة، بينهم "8" بالرصاص الحي و"22" بالجنابي والحجارة والضرب بالهراوات. وبحسب الذين تحدثنا معهم فإن كميناً حربياً منصوباً للثوار المعتصمين نفذته أجهزة الأمن المركزي والحرس الجمهوري ومن يوصفون بالبلاطجة (الشرطة السرية بحسب منظمة هود)، كلا ببزته المعروفة، الأمر الذي كشف عن واقعة وحشية شهدتها جولة كنتاكي تقاطع شارع الزبيري مع شارع الدائري..
الرواية على لسان الجميع: دفعنا للخروج من قبل أفراد دعونا للخروج إلى جولة كنتاكي لتحرير زملائنا المحاصرين والذي هم أيضا دون توجيه من المنصة قرروا الذهاب إلى هناك، ليلة السبت المشهود وأثناء خروجنا من الساحة باتجاه جولة كنتاكي وفي حادثة جديدة علينا من حيث الترتيب الذي تم من قبل قوات الأمن والحرس الجمهوري وبلاطجة الحزب الحاكم، قاموا بمهاجمتنا من الخلف ومن الأمام من فوق جسر كنتاكي ومن فوق عمارة لا إله إلا الله ومن الشارع الخلفي لمركز السعيد التجاري وحوش وزارة الأشغال والأزقة الجانبية للشارع. وبعد إطفاء الأنوار قاموا بإطلاق نار كثيف جداً وقنابل غاز، ورش المياه الحارة علينا وسحب العشرات من المكان قتلى وجرحى واختناق بالغازات، بسيارات خاصة وسيارات جيش وبعضهم كانوا يأخذوا المصابين بالموترات إلى جهات مجهولة لا نعلمها .
أحدهم (م.ن) روى لنا قصة غريبة تضاف إلى ملف الحاكم في تغطية جرائمه الشنعاء، يقول: "عندما كنت في الشارع مغمى علي بعد الحادثة، كنت أحس بشيء له رائحة غريبة، فلمسته بيدي وإذا بي أشم رائحة الدم، دلالة على وجود قتلى تم غسل دمائهم، ثم رأيتهم يسحبون جثث عشرات المصابين، وآخرين كان يضربهم البلاطجة بعد الإغماء وأخذهم فوق السيارات والموتورات وهم مصابين إلى جهات غير معروفة .
كما يروي (م. س) أن البلاطجة كانوا يرتدون ملابساً سوداء موحدة، وأن المسعفين أخذوه من أيدي البلاطجة وأجروا له عملية في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، حيث كان البلاطجة قد هشموا جزءاً من عظام جمجمته كما أفاد المصاب.
أحد الجرحى (عدنان) أكد أنهم كانوا يهربون من الدخان والرصاص باتجاه الحارات وبمجرد أن يخرجوا يواجهون البلاطجة ليواجهوا موتاً آخراً بالجنابي والسكاكين والهراوات. ويضيف: "كان الناس يتساقطون كأوراق الشجر لولا أن الشباب الموجودين في الساحة عززوا وحضروا إلى مكان الحادثة وقاموا بالإسعاف وكذلك تدخل قوات الفرقة الأولى في عملية إنهاء الهجوم بتحذير قوات الأمن من مغبة حدوث مواجهة، (كان أفراد الفرقة خلف الحادثة وكان الشباب متقدمين عليهم مئات الأمتار) .
(فؤاد) أحد المصابين قال: "إطلاق القنابل السامة كثيف جداً لدرجة أنهم أطلقوا أربع قنابل علي أنا وشخص آخر كان بجانبي" .
كما أن من بين المصابين أحد أفراد الحرس الجمهوري ممن انضم إلى الثورة في وقت مبكر حسب ما روى أنه كان من ضمن المسعفين ولكنه أثناء الإسعاف تعرض للغاز السام ولم يع إلا وهو في المستشفى الميداني .
سائق سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأخضر اليمني والذي رافق المسيرة التي انطلقت إلى جسر الزبيري يروي هو الآخر مشاهد مروعة عن مجزرة التي ارتكبوها، حيث يؤكد أنه شاهد بلاطجة يقومون بدعوة المعتصمين الذهاب إلى جسر الزبيري للقيام بمظاهرة وقبل أن يصل الثوار الجسر كان قطعان من البلاطجة –حسب تعبيره- تحاصر حوالي مائتين إلى ثلاثمائة شخص وقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري تقوم بإطلاق قنابل الغازات السامة بكثافة (قدرها ب 700 قنبلة) لتحجب الرؤية عن العائدين من المسيرة وفي نفس الوقت القادمين لإنقاذ رفاقهم المحاصرين من قبل قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري وقطيع البلاطجة حين علموا بالخبر، مضيفاً: "الغازات السامة الكثيفة كانت كفيلة وحدها بشل حركة الشباب ومنعهم من الوصول إلى المنطقة التي حوصر فيها الثوار المغدورون، وعلى الفور استشهد اثنين من المعتصمين، أحدهم تلقى ثلاث رصاصات في الرأس والصدر وأسفل البطن قامت باختطافه سيارة تتبع البلاطجة، وهذا اكتشاف متأخر –كما يقول- فقد كنت إلى ما قبل القبض على سائق باص التويوتا موديل 2010م/ إدخال جمركي/ أعتقد بأنه يؤدي مهمة إنسانية"، مضيفا: "لم نعثر على أحد من المحاصرين الثلاثمائة" قالها بحزن. وأفاد السائق بأنه بعد القبض عليه أفصح عن هويته التابعة لجهاز الأمن القومي، حد قوله.
أسعف هذا السائق الذي قابلناه حوالي 200 شخص، عشرة منهم في حالة خطيرة، 5 تم علاجهم في المستشفى الميداني و5 آخرين في مستشفيات خاصة، إصابتهم تنوعت بين طلق ناري في الرأس وكسور، والأخطر من ذلك أن منفذي الهجوم الوحشي كانوا يعطون المصابين مادة يتم استنشاقها لإبعاد أثر الغاز السام وهي مادة تشبه "الصابونة" تصيبهم بما يشبه الذبحة الصدرية حيث يقوم من استنشقها بالتقيؤ دماً وإخراج مادة فقاعية بعد سقوطه على الأرض فوراً. على مدى ليلة كاملة ونحن نستقبل المصابين.. حسب مشاهدته.
الدكتور سمير السامعي (مشرف لجان طبية ميدانية) يقول: "أبلغونا من لجنة النظام عن إطلاق رصاص في جولة كنتاكي، ولدى انطلاقنا لموقع الحادث، شاهدنا إطلاق قنابل غازية ومسيلة للدموع وإطلاق رصاص حي، كنا في استعداد طوارئ عالي مثل كل اللجان الطبية العاملة في الساحة، بدأنا بنقل الحالات ونقلت إلينا حالات كانت أكثر إصابتها في الرأس، تليها حالات الغاز السام، بعدها مسيلات الدموع، وقد وصلتنا أكثر من 400 حالة، بينها 7 إصابات بالرصاص، فضلا عن الحالات التي كانت تصل إلى المستشفى الميداني واللجان الطبية الأخرى ومستشفى الكويت". وأكد: "فوجئنا ببلاغ بعد ذلك بأن هناك قناصة يضربون بالرصاص الحي من فوق أسطح بعض المنازل القريبة". ويضيف السامعي: "شاهدنا سيارات مدنية بدون لوحات ودراجات نارية تأخذ بعض المصابين ولا ندري أين تذهب بهم ولا كم عددهم إلا أنهم كثير، ويرجح كثير من الأخصائيين أن هذه الغازات سامة، ومن علامات المصاب بها أنه يصاب بتشنج عصبي ويعالج، ثم بعد فترة يعود إليه التشنج العصبي مرة أخرى، وقد حصلنا على بعض تلك القنابل وسلمناها للجنة الأمنية، ونعتقد أن صلاحية بعضها منتهية".
لم تتوقف خطورة هذه الغازات عند المعتصمين بل تعدتها لتصيب الأسر والأطفال داخل البيوت المجاورة، يقول السامعي: "والأخطر من ذلك أنه وفي تلك الليلة وتحديدا الساعة الواحدة قمنا بجولة ومعي بعض الزملاء في ذلك المكان ولدى وصولنا وجدنا أن الغاز منتشر بكثافة، حتى أن بعض الزملاء أصيب باختناق، ووصلتنا أنباء عن حالات اختناق داخل البيوت المجاورة تمت السيطرة عليها"، مفيدا بأنهم لم يتمكنوا من الحصول على المصل المضاد للغاز المذكور والذي يعتقد أنه غاز الخردل.
وتحكي الدكتورة سماح عبدالمغني/ طبيبة إسعاف ميداني/ قصصا مؤثرة وبطولية لبعض المصابين في ساحة التغيير: "أغرب ما رأيت أن شخصاً مصاباً برصاصة حية في رأسه دخلت الطلقة من جبهته في مقدمة الرأس وخرجت من مؤخرة رأسه.."، تقول: "كان يتكلم معنا بشكل طبيعي، لم يفقد وعيه ولم يكن يتألم، قال بشكل طبيعي أنا بخير، عالجوا الأخ الذي بجواري فهو يحتاج للعلاج"، تواصل: "هذه قصة أثرت فيّ كثيراً، تخيلوا رصاصة تدخل من مقدمة رأسه وتخرج من المؤخرة ويقول عالجوا الذي بجواري؟!".. مثل هذه القصص لو لم تكن اليوم مشاهدة وحقيقة واقعة لقال قائل هذا ما كان يحكى في قصص المجتمع المثالي في المدينة الفاضلة.
من جهة أخرى كان لنا حديث مع مدير المستشفى الميداني الدكتور محمد العباهي الذي أكد لنا أن "عدد الحالات التي سجلت في يوم 9/4/2011 وصلت إلى 2000 حالة اختناق بالغاز السام، وحوالي 30 جريحاً بالرصاص الحي والحجارة والسكاكين والجنابي.
ويضيف الدكتور العباهي: "الغازات السامة حتى الآن من خلال الخبرة التي اكتسبناها من خلال التعامل مع الضربات المتكررة على المعتصمين في الساحة، هي عبارة عن غازات متنوعة، منها ماهو غاز سام للأعصاب، وحتى الآن لم تصلنا أي معلومات، عن المصل ولا المصل نفسه، وقد قمنا بالتعامل معها من خلال معرفة الأعراض، فاكتسبنا خبرة والإخوة كادر المستشفى لا بأس بها في كيفية التحكم بالأعراض التي تظهر على هؤلاء المرضى، وبالتالي استطعنا أن نخفف من المضاعفات وأن نقلل من الخطورة الناجمة عن الإصابة بالاختناق بالغاز السام".
مضيفا: بأن هناك أكثر من 4000 ألف حالة سجلها المستشفى من الإصابات التي تعرض لها المعتصمون في ساحة التغيير بصنعاء وحدها.
ليلة المجزرة المسماة ب"مجزرة كنتاكي" كان الدكتور محمد العباهي يتحدث لنا عن المستوى الذي وصل إليه المستشفى الميداني من الجاهزية وقدرته على امتصاص الضربات المتكررة من خلال الخبرة المكتسبة من تكرار الهجوم على ساحة التغيير، ورغم التنوع في حالات الإصابة، وأنه صار بإمكان المستشفى تقديم خدمة طبية أفضل لمثل تلك الحالات التي تصل إلى إليه.
من جهتهم حمل شباب الثورة "صالح" وأبناءه وأبناء أخيه المسؤولية الكاملة عن مجزرة الليلة، مؤكدين تمسكهم بمحاكمة رموز هذا النظام ومن قاموا بتنفيذ الجريمة والتخطط لها، منوهين إلى أن أصحاب المنازل التي اعتلاها قناصة وبلاطجة النظام شركاء في ارتكاب هذه الجريمة وستطالهم المساءلة القانونية.
وكان سكان حي جولة كنتاكي والجامعة القديمة قد ناشدوا المنظمات الدولية والمحلية إغاثتهم جراء الغازات السامة التي أطلقها الأمن مساء السبت الماضي في شارع الدائري ووصلت منازلهم، في ظل امتلائها بالنساء والأطفال، ويتسبب الغاز السام بحالات اختناق وإغماءات وتشنجات شديدة.
وفي ذات السياق كشفت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" عن سقوط عدد من الشهداء لا زالت جثثهم مختفية حتى الآن في هجوم لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي على محتجين سلميين مساء ذلك اليوم في جولة كنتاكي.
ونقلت عن شاهد عيان تم نقله على متن ناقلة جنود تابعة للأمن المركزي بأنه رأى أربع جثث كانت إلى جانبه جميعها لأشخاص فارقوا الحياة والدماء تغطي أرضية الناقلة، في حين أكد ثلاثة شهود آخرين للمنظمة القول "بأنهم شاهدوا جنوداً ومدنيين يحملون جثة متظاهر توفي بالقرب من جسر الزبيري وتم نقله على متن سيارة مدنية بدون رقم إلى جهة مجهولة"
وأكد المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان في منصة ساحة التغيير أول أمس الخميس أن المنظمة تلقت معلومات وشهادات مكتوبة وموثقة حول قيام قوات الأمن المركزي ومسلحين بزي مدني بمهاجمة معتصمين سلميين بالرصاص الحي والأسلحة البيضاء والغازات السامة مساء السبت 9/4/2011م في شارع الزبيري والدائري، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وأفادت بأن شهود عيان حضروا إلى مقرها القريب من مكان الحادث وأكدوا بأن قرابة 20 شخصاً تم سحبهم إلى ناقلات جند وسيارات حكومية اقتادتهم إلى جهة غير معلومة وأن معظم إصاباتهم كانت في الرأس والرقبة والصدر والبطن وبعضهم قد فارق الحياة، كما نقلت عن عدد من أبناء الحارة "أن مسلحين مدنيين اجبروا أصحاب المحلات التجارية القريبة من مكان الحادث على إغلاقها ومنعوا خروج السكان من منازلهم وقاموا بإطلاق النار باتجاه المنازل واقتحموا منزل قاضي وصادروا كاميرا كان يوثق بها اعتداءهم على المعتصمين".
وأشار البيان إلى أن مصادر موثقة أكدت ل"هود" بأن عشرات من الشباب المحتجين قد اعتقلوا ونقلوا إلى معسكر الأمن المركزي وأن أكثر من ستين معتقلاً داخل عنبر واحد، داخل هذا المعسكر قد تعرضوا للتعذيب الجماعي والضرب والصعق بالكهرباء طوال ليلة السبت بل ومنع حتى من النوم والصلاة واستخدام الحمام وهددوا بخطف أطفالهم وأقاربهم بسبب مشاركتهم في الاعتصام" .
وكانت إدارة أمن شرطة 45 قد منعت مندوب "هود" –حسب البيان- من زيارة 18 سجيناً تم اعتقالهم من شارع الزبيري أثناء محاولتهم إسعاف جرحى رغم وجود 6 مصابين أحدهم إصابته في العين ولم يتلقوا أي إسعافات أولية حتى اللحظة.
وقالت "هود" بأنها علمت من مصادر خاصة أن 18 من أفراد الأمن المركزي رفضوا إطلاق الرصاص على المتظاهرين يوم أمس في صنعاء وغادروا ساحة المواجهة وتوجهوا إلى محافظاتهم على متن حافلة ركاب، لكن الأمن المركزي في مدينة ذمار اعترضهم وقام باعتقالهم والتحقيق معهم .
واتهمت "هود" السلطات اليمنية بممارسة جرائم ضد الإنسانية ترتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية منوهة إلى أنه لم يعد هناك شيء محرم لدى أجهزة الأمن والجيش والسلطة في اليمن، داعية في الوقت ذاته المجتمع الدولي بكل مكوناته إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال وممارسة الضغط على الرئيس صالح وحكومته لإيقاف قتل المدنيين.
• "أخبار اليوم" تنفرد بنشر أسماء بعض المختطفين من الجرحى والمصابين لدى الأجهزة الأمنية
1. هاشم محمد عبده المغاوري
2. عبدالله مقبل
3. حبيب يوسف العامري
4. على أحمد راجح
5. مهيب محمد ناجي
6. عصام ناجي القيسي
7. عثمان على أحمد ثابت
8. أنور أحمد محمد غالب السماوي
9. ريان صالح الضبياني
10. ...عبدالله أحمد ناجي الدعدوع
11. رضوان ناصر صالح راشد
12. عزيز أحمد عبده الجرادي
13. شاكر هادي مركاع
14. أبو بكر علي النفيس
15. محمد ناجي المجذوب
16. حافظ محمد الجعدي
17. أحمد علي أحمد داؤود
18. أشرف الشميري
19. يوسف حيدر
20. عادل أحمد علي عبده
21. عبدالله حسن سعد الجرمي
22. خالد أحمد محسن المعاطي
23. مراد صالح حسين المخلوس
24. ياسر الجبلي
25. عرفات ابراهيم عبدالله علي
26. أحمد محمد القحوي
27. سلطان ناجي قاطع
28. جمال محمد ناصر القوسي
29. محمد محمد العتمي
30. حسين علي أحمد الحكيمه
31. محمد مزيد المجلود
32. محمد محمد عبدالله الحكيمي
33. صلاح الطويلي
34. محمود علي علي داحس
35. حسين علي محمد سعد
36. طاهر عبدالله علي اللساني
37. محمد حميد صالح المطري
38. جمعان زهير
39. محمد أحمد العماري
40. محمد يحيى أحمد العفو
41. عبدالرحمن سرحان
42. علي ابراهيم سيف
43. سهيب عياش
44. عمرو محمد أحمد الدرباس
45. مطهر محمد عبدالله الحكيم
46. ناجي محمد المقولي
47. نبيل علي حسين
48. علي محمد محمد الشريف
49. صدام محمد اسماعيل
50. ذياب صالح الضبياني
51. عبد المؤمن اليريد
--
أسماء بعض الذين أفرج عنهم:
1. شعيب عقيل سعد الذبحاني
2. غمدان محمد أحمد سيف
3. عماد كمال الزكري
4. حسين علي أحمد الفقيه
5. علي حسين منصور
6. زكريا محب النبي
7. مراد علي محمد أحمد الخزجة
المصدر منظمة هود


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.