أدى قرابة مليوني مصل جمعة "الفرصة الأخيرة" في ساحة الحرية بمحافظة تعز والساحات المجاورة لها، كما أدوا الصلاة على جنازتي الشهيدين الحاضرين وصلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين سقطوا في عموم محافظات الوطن . وكانت جمعة أمس هي الأكثر حشداً في المحافظة منذ انطلاق الثورة الشبابية وعقبها طاف مئات الشباب بين الجموع الغفيرة بهدية أبناء المحافظات الجنوبية التي سلمت لساحة الحرية مساء أمس الأول وهي عبارة عن ( علم للجهورية اليمنية) يعد الأول من نوعه في محافظة تعز من حيث طوله وكبر حجمه . من جانبه وصف خطيب الجمعة الدكتور/ توهيب الدبعي الثورة بالبركان والزلزال الأقوى عندما يهتف الملايين من الناس بإسقاط النظام , ناصحاً الرئيس صالح بالرحيل بأمان دون مزيد من سفك الدماء احتراماً لكتاب الله الذي أقسم عليه أمام العلماء . وقال الدبعي:"إن تصميم النظام على بقاءه سيجعله ينتظر محاكمتي السماء العادلة والثورة المنتصرة في ميادين التحرير عما قريب انتقاماً للدماء المظلومة". وأضاف :" إن الرئيس/ علي عبدالله صالح منذ أكثر من "30" عاماً وهو يصدر قرارات ومراسيم واليوم الشعب والثوار يصدرون القرار الجمهوري الأول وهو إسقاط نظام الرئيس صالح، يعمل بهذا القرار من تاريخ خروج الشعب وينشر في ساحات التغيير". وتابع الدبعي: المبادرة الخليجية لم تتعامل مع الثورة كثورة بل على أنها أزمة وهو ما يريده هذا النظام والذي قال أحد أعضائه لا ثورة إلا ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر ونقول له صدقت ويجب أن تعلم أن هاتين الثورتين لم تنتهيا بعد وهذه الثورة هي امتداد لتلك الثورتين", داعياً دول الخليج إلى التعامل مع الثورة كما هي وليس كأزمة وأن يتركوها وشأنها بالوصول إلى مبتغاها والتي اقتربت منه حد قوله. من جانبهم انتقد شباب ساحة الحرية بتعز في بيان صادر عن " المركز الإعلامي للثورة " توالي وتعدد المبادرات والوساطات العربية والأجنبية لإنهاء ما يسمى بالأزمة السياسية في اليمن . وقال البيان :"إننا إذ نؤكد بأن ما يحدث الآن في اليمن هو ثورة شعبية حقيقية، لها مطالب ثابتة وعلى رأسها رحيل النظام ومحاكمة رموزه الفاسدة فإننا نؤكد رفضنا المطلق لأي حوارات ومبادرات لا تلبي مطالبنا وبدون أي شروط أو إملاءات أو ضمانات. وتابع البيان: كما يؤكد شباب الثورة على أنه لا توجد هناك جماعة أو حزب أو هيئة تمتلك الحق في التحدث أو التفاوض والحوار باسم الشعب اليمني وأن الشباب ماضون في ثورتهم حتى تتحقق أهدافها كاملة غير منقوصة . وعلى صعيد متصل وبما يعزز عمق الروابط اليمنية وأواصر الدماء بين أبناء الشعب اليمني، استقبلت ساحة الحرية بتعز مساء أمس الأول الخميس وفداً من ساحات الحرية وميادين التغيير من أبناء المحافظات الجنوبية برئاسة الشيخ البرلماني / عبدالخالق بن شيهون عضو مجلس النواب . الوفد الذي وصل يضم قرابة 400 شخصية من أبناء:" عدن – أبين – لحج – الضالع – يافع "بينهم شخصيات برلمانية - سياسية - اجتماعية - وإعلامية , إضافة إلى العديد من رجال المال والأعمال وأعضاء من المجلس المحلي وذلك في إطار الزيارات المتبادلة بين شباب الثورة في مختلف ساحات التغيير في الوطن . وقال المهندس/ وليد علي محمد نور وهو ناشط سياسي وأحد أعضاء الوفد:" إن الهدف من الزيارة هو توحيد الكلمة والأهداف لهذه الثورة السلمية والمتمثلة في إسقاط النظام ورحيل على عبدالله صالح "السفاح" الذي تجزأت اليمن في عهده وكذلك بناء دولة مدنية حديثة خالية من الفساد والظلم وإقامة المساواة بين كافة أبناء الوطن اليمني الواحد , وبناء دولة المؤسسات , وكذلك بناء جيش وطني قوي لا تديره أسرة أو فرد ". وأضاف: " لا خوف على الوحدة وهي باقية برحيل علي عبدالله صالح ونظامه، فهم من يمارسون عملية الانفصال عملياً ويخوفون الناس والعالم من القاعدة والانفصال والإرهابيين وهم أنفسهم أساس الإرهاب والانفصال وممولو القاعدة" . وأهدى الوفد أبناء المحافظة علم اليمن والذي طاف به الشباب بعد جمعة الأمس بين الجموع .