ذكرت مصادر طبية مساء أمس الأربعاء أن أكثر من 10 أشخاص استشهدوا وأصيب نحو 150 آخرين عندما أطلقت قوات الأمن ومسلحون بزي مدني الرصاص الحي باتجاه مسيرة وصفت ب"الحاشدة" شارك فيها مئات الآلاف من المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام عند ملعب الثورة شمال صنعاء. وأوضحت المصادر بأن سقوط الضحايا جاء جراء اعتداءات قناصة، حيث أصيب عدد من الجرحى بطلقات في الرأس والصدر بجولة عمران وشارع التلفزيون بالعاصمة صنعاء في مسيرة المساء. وأضحت مصادر صحفية أن إطلاق الرصاص الحي على المسيرة السلمية قبيل مغرب أمس في شارع التلفزيون تم من قبل بلاطجة كانوا يتمترسون داخل الصالة الرياضية ومنشآت حكومية مجاورة. كما أكد حقوقيون أن هناك عدداً من الجرحى تم اختطافهم من قبل الحرس الجمهوري والأمن المركزي وبلاطجة صالح إلى الصالة الرياضية والمعسكرات المجاورة . وخرجت يوم أمس في صنعاء مسيرة احتجاجية كانت متجهة إلى شارع الستين مروراً بجولة عمران وحتى خط التلفزيون. وبحسب مراسل (أخبار اليوم) المتواجد لتغطية المسيرة أن الاعتداء بدأ بإطلاق الرصاص من قبل شخصين كانا متواجدين أمام بوابة الاستاد الرياضي ثم حاولا الفرار مع مجموعة من البلاطجة إلا أن المعتصمين استطاعوا إلقاء القبض عليهم مع تلك المجموعة، أما بقية البلاطجة فقد استطاعوا الفرار إلى داخل الاستاد وإغلاق الباب ومن ثم لحق بهم مجموعة من الشباب حاولوا فتح الباب لإخراج الأشخاص الذين بادروا بإطلاق النار، حيث حدثت هناك مشادات على الباب تم الاعتداء فيها على الشباب باستخدام السلاح الأبيض، الأمر الذي أدى إلى وقوع عدد كبير من الجرحى بالإضافة إلى اعتقال عدد من الشباب المتواجدين بالقرب من الباب وسحبهم إلى داخل الخيام في الاستاد الرياضي. وأضافت مصادر ل(أخبار اليوم) بأنه بعد هروب البلاطجة إلى الاستاد باشروا بإطلاق الرصاص الحي هم ومجموعة من أفراد النجدة الأمر الذي استدعى من الشباب أن يدافعوا عن أرواحهم إلا أنهم لم يقوموا برمي الحجارة إلا بعد أن باشر البلاطجة برمي الحجارة وهو ما أوقع عدداً كبيراً من الجرحى. الجدير بالذكر أن الشباب قاموا بإحراق سيارة مرسيدس وثلاث دراجات نارية، أوضحت المصادر بأن البلاطجة الذين فروا إلى داخل الإستاد كانوا يستقلونها ويطلقون الرصاص منها بادئ الأمر. من جانبه أوضح عدد من المعتصمين أن بعضاً منهم هربوا باتجاه منطقة الحصبة حيث اعترضهم بعض البلاطجة وفتحوا عليهم النار وأصيب على إثرها عدد من الجرحى. هذا وقد حاولت "أخبار اليوم" الحصول على أسماء الشهداء إلا أنها لم تحصل إلا على الأسماء التالية: ناصر فدعق – عزمي المقرمي – خالد العريفي – مراد العريفي – محمد علي راشد العنسي – عاصم عبدالحميد قاسم الحمادي – عبدالرحمن محمد أحمد عمر – عبدالواحد عبدالرحمن المنصوب – عبدالله علي عبدالله السمري. من جانب آخر اعتبرت أحزاب اللقاء المشترك المجزرة الوحشية التي ارتكبتها أجهزة النظام ضد المتظاهرين سلمياً أمام ملعب الثورة بصنعاء وفي منطقة العريش بعدن والتي أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد 12 شاباً وأكثر من 130 جريحاً عدد منهم في حالة خطرة، بالإضافة إلى تعرض العشرات للاختطاف وإطلاق الرصاص على كل من حاول إسعاف الجرحى ليترك العشرات منهم على الأرصفة ينزفون في مشهدٍ يندى لها الجبين، وبشاعة إجرامية صادمة للضمير الإنساني، تجعل منها جرائم ضد الإنسانية. كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا النظام لا يزال يناور ليقدم على المزيد من سفك الدماء، وأنه غير جاد في الالتزام بالاتفاقيات كما كان شأنه دائماً.. وإن إصراره على مواصلة سفك الدماء يمثل هذه الوحشية ويضع جهود الأشقاء في الوصول إلى توقيع الاتفاق الذي أعلن موافقته عليه محل شك كبير لما عرف عن هذا النظام من المراوغات والمناورات، وهو ما يؤكد أنه سيمضي في سفك المزيد من الدماء لإفشال الاتفاق، فلا يمكن أن تكون هذه المجازر الوحشية التي يرتكبها وبالرصاص الحي إلا دليلاً على أنه يسعى لتوسيع قاعدة الرفض الشعبي للمبادرة ليحقق غايته الحقيقة من وراء ذلك وهو التنصل من الموافقة المكتوبة التي كان قد قدمها للأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية. إن الأشقاء والأصدقاء اليوم مطالبون بموقف جاد وواضح لا لبس فيه إذا ما أريد للاتفاق أن يمضي إلى غايته بنجاح بإدانة هذه المجازر التي ارتكبتها الأجهزة العسكرية والأمنية التي طالما حذرنا ونبهنا من أنها بقياداتها الأسرية والعائلية كانت ولازالت وراء ما أصاب هذه البلد من كوارث، وما يمارس اليوم من عنف وسفك الدماء، وأن استمرار هذه القيادات العائلية على رأس هذه الأجهزة سيجعل أي اتفاق لإخراج البد من أزماته غير ممكن، وهذا ما تؤكده الوقائع والأحداث كلما شارفت الأطراف السياسية إلى الوصول إلى اتفاق بجهد الأشقاء والأصدقاء. وأضاف البيان: أن المهمة المباشرة للأشقاء والأصدقاء اليوم هي حماية المتظاهرين والمعتصمين سلمياً، وما لم يتحقق ذلك عملياً، فإن اللقاء المشترك وشركائه سيجدون أنفسهم غير قادرين على المضي في التوقيع على اتفاق تشير فيه الدلائل إلى أن النظام يريد أن يوظفه لسفك المزيد من دماء الشعب، كما دلل على ذلك خلال الأيام الماضية. ونعتقد أن أشقاءنا يوافقوننا الرأي على أنه لا يمكنهم أن يقدموا لهذا النظام المظلة لمواصلة القتل وارتكاب هذه الجرائم البشعة دون ضمانات حقيقة لوقف هذه الجرائم، مشيراً إلى أنهم وافقوا وستتحمل السلطة وحدها وزر ما ترتكبه من جرائم، فالثورة ماضية في طريقها إلى النصر بإذن الله ونشهد الله على أننا بذلنا ما في وسعنا للخروج بالبلاد إلى مخرج آمن ولكن الطغيان أبى إلا أن يواصل طغيانه وأبت الأسرة إلا أن تواصل سفك دماء الشعب بعد حكم واستنزاف دام ثلاثة عقود.