لوحت أحزاب اللقاء المشترك، برفض المبادرة الخليجية التي من المتوقع التوقيع عليها من قبل الحزب الحاكم والمعارضة مطلع الأسبوع القادم في الرياض، وذلك على خلفية المجزرة التي ارتكبها نظام الرئيس صالح علي عبد الله صالح بحق متظاهرين سلميين مساء أمس في صنعاء، خرجوا للتعبير عن رفضهم للمبادرة الخليجية والمطالبة بالرحيل الفوري للرئيس صالح ومحاكمته. واتهمت أحزاب المشترك، من أسمتها بأجهزة ومليشيات أسرة الرئيس وأبنائه وإخوانه وأبناء أخوته بارتكباب المجزرة التي وصفتها بالوحشية، ضد المتظاهرين أمام ملعب الثورة الرياضيبصنعاء، وفي منطقة العريش بعد، وأدت إلى سقوط 13 شهيدا وإصابة أكثر من 150 جريحا، معظمهم بالرصاص الحي، فضلا عن اختطاف العشرات من الجرحى، وتمنع قوات الحرس الجمهوري إسعاف العديد منهم، قال المشترك بأنها تعتبر جرائم ضد الإنسانية. وأدانت أحزاب المشترك في بيان لها اليوم تلك المجازر، وأكدت بأن إصرار النظام على مواصلة سفك الدماء بهذه الوحشية يضع جهود الأشقاء في الخليج للوصول إلى توقيع على المبادرة الخليجية محل شك كبير، ولوحت بأنها في حال عجز الأشقاء عن حماية المتظاهرين والمعتصمين سلميا ستجد نفسها غير قادرة على المضي في التوقيع على اتفاق المبادرة الخليجية، التي تشير الدلائل على أن النظام يوظفها لسفك المزيد من الدماء. وقال البيان: "لقد وافقنا على الاتفاقية لتجنيب شعبنا المزيد من سفك الدماء، فإذا لم يتحقق ذلك وواصلت أجهزة العائلة قتل أبنائنا وشعبنا فما الذي يتبقى من مبرر لذلك، لتستمر في القتل، ولتستمر في ارتكاب مجازرها، وستتحمل وحدها وزر ما ترتكبه من جرائم، فالثورة ماضية في طريقها إلى النصر بإذن الله". واعتبر المشترك تلك المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام وبالرصاص الحي "دليلاً على أنه يسعى لتوسيع قاعدة الرفض الشعبي للمبادرة ليحقق غايته الحقيقية من وراء ذلك وهو التنصل من الموافقة المكتوبة التي كان قد قدمها للأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية". مشير إلى أن "الأشقاء والأصدقاء اليوم مطالبين بموقف جاد وواضح لا لبس فيه أذا ما أريد للاتفاق أن يمضي إلى غايته بنجاح بإدانة هذه المجازر التي ارتكبتها الأجهزة العسكرية والأمنية التي طالما حذرنا ونبهنا من أنها بقياداتها الأسرية والعائلية كانت ولازالت وراء ما أصاب هذه البلد من كوارث، وما يمارس اليوم من عنف وسفك للدماء".، مؤكدا بأن استمرار هذه القيادات العائلية على رأس هذه الأجهزة سيجعل أي اتفاق لإخراج البلد من أزماته غير ممكن، وهذا ما تؤكده الوقائع والأحداث كلما شارفت الأطراف السياسية إلى الوصول إلى اتفاق بجهد الأشقاء والأصدقاء.