في يومه الخامس على التوالي منذ بدء فعالياته لا يزال اللقاء السابع عشر للجوالة العرب المنعقد في صنعاء لأول مرة يسير في وتيرة عالية وهمة كبيرة خاصة بعد تحقيق النتائج الأولية المرجوة من انعقاده خلال الخمسة الأيام الماضية. وفي فعالية يوم أمس أشاد القائد الكشفي عبدالكريم الضحاك رئيس لجنة البرامج بالدور الذي لعبه ولا يزال يلعبه الشيخ/ حاشد بن عبدالله بن حسين الأحمر ووزير الشباب والرياضة حمود عباد في إنجاح الفعالية، مؤكداً خلوها من أي صعوبات أو عوائق تقف أمام النجاح. وأكد الضحاك أنه اللقاء السابع عشر حقق أهدافه المرسومة بشهادات الأخوة العرب المشاركين في اللقاء. وقال إن هذا شرف كبير لليمن أن تستضيف لأول مرة أربعة أنشطة في وقت واحد حيث تزامن انعقاد اللقاء السابع عشر للجوالة العرب مع اللقاء الحادي عشر للقاء الحضارات واجتماع اللجنة الكشفية العربية بالإضافة إلى الندوة الثالثة عشرة لرواد الرهوط وكلها أنشطة مستقلة عن بعضها، ووصف اللقاء بالناجح والمتميز. وضمن فعاليات اللقاء حاضر الشيخ الداعية الإسلامي المعروف/ زين العابدين علي الجفري في الصالة المنعقد فيها اللقاء وأضاف: إن بالحوار لا بالتخريب والتكسير والإرهاب سوف نستميل قلوب المسيحيين وأهل الأديان الأخرى إلى الإسلام على الأقل نأمن إساءتهم لديننا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وإن التطرف يزيد الاحتقان والتباغض والتناحر بين أفراد بني البشر، وأن الإسلام براء من كل أنواع العنف والتطرف والإرهاب. وأشار إلى أن الإسلام نبذ كل إنسان يسعى إلى التخريب في الأرض وإتلاف مقدرات الأرض من بشر ونبات، ومن يسعى إلى قتل النفس التي حرم الله. وأوضح أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لجعله خليفته في الأرض، وجعله مؤتمناً على عمارة الأرض قبل أن يخلق، وخاطب بهذه الحكمة الإلهية كافة الناس ولم يخاطب المسلمين وحدهم. وأشار إلى أن التطرف ارتبطت به مفاهيم الأخلاق بالعادات، وليس كل عادات المجتمعات حسنة، وأنه حدث تطرف في تفكير الإنسان في فهم الأخلاق في علاقاتهم مع بعضهم البعض إما استيعاب في العلاقة لدرجة التفكك الأسري والإباحية المطلقة التي أضرت بالأسرة والإطاحة بها، أو تمسك إلى حد التعصب المنفر الذي يتحول تسلط طرف على طرف. ولفت إلى أن العبادة بمفهومها الواسع وليس المتمثل بالصلاة والصيام والزكاة والحج امتزجت بمفهوم عمارة الحياة التي تحيط بنا. ووجه الحبيب علي زين العابدين سؤالاً للشباب عن الذي حدث لهذا المخلوق بقوله: كيف تحول الإنسان من خليفة الله في الأرض وعمارتها إلى تخريب لها؟ وقال: "إنه لا نجد مشكلة في حياتنا إلا نجد التطرف أمامها، بل يعتبر التطرف سمة من سمات العصر الذي نعيشه ولا أعني التطرف في الدين وحده، وإنما في حياة الإنسان عامة التي من أبرزها أطماع البشر، ورؤوس الأموال الكثيرة التي بتحالفاتها كادت تقضي على الطبقة المتوسطة في العالم، وتحول الناس في العالم إلى غناء فاحش أو فقر مدقع. واعتبر التطرف أبشع وأصعب عندما يتحول إلى تنطع باسم الدين، وهو بذلك يكون أضر على المجتمعات، فهو أضر من القتل ومن الإضرار بالاقتصاد والسياسة، مشيراً إلى أن التطرف باسم الدين بلية ليس في الإسلام وحسب، وإنما في مختلف الديانات الأخرى، لافتاً إلى أن الدين يعد الأمل في إصلاح هذا التطرف ومشاكله وتصحيح أوضاع البشرية. وقال الجفري: إن على المسلمين مسؤولية زمنية تاريخية تجاه العالم على اعتبار أن آخر الرسالات السماوية التي نزلت كانت رسالة الإسلام، لافتاً إلى أنه عندما يبحث المسلم معنى أنه مسلم يدرك أنه صاحب مسؤولية أخلاقية تجاه العالم، هذه المسؤولية ليس انتقاد الخطأ الذي في العالم، وإنما يكون نموذجاً في العالم الذي سيرى فيه ثمرة أنه مسلم. وأضاف: إن المسلمين اغفلوا سنة مهمة في القرآن الكريم وهي نقد الذات التي وردت في كتابه الحكيم بقوله تعالى على لسان أمرأة العزيز: "وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء"، مشيراً إلى أنه لا ينظر الإنسان إلى نفسه بعين التبرئة ومن حوله كلهم مخطئون. وأوضح أن مفتاح الحلول لهذه النظرة كثيرة أهمها نقد الذات، ولو شعر كل شخص بمسؤوليته تجاه نفسه ونقد ذاته لاستطعنا أن نخطوا خطوة كبيرة لتصحيح العالم والإشكاليات التي يعيشها الإنسان والعالم بأسره. وكان قد حضر المحاضرة وزير الشباب والرياضة حمود محمد عباد، ونائبه حاشد الأحمر، ووكيل محافظة صنعاء فارس الكهالي، وأمين عام المنظمة الكشفية العربية الدكتور/ عاطف عبدالمجيد وطلاب المركز الصيفي التابع لمحافظة صنعاء.