أكد الداعية الإسلامي زين العابدين بن علي الجفري أن الإسلام براء من كل أنواع العنف والتطرف والإرهاب. وقال في المحاضرة التي ألقاها بعنوان: «نقد الذات»، ضمن فعاليات لقاء الجوالة العرب السابع عشر، ولقاء تبادل الثقافات وتبادل الحضارات الحادي عشر أمس: إن الإسلام نَبذ كل إنسان يسعى إلى التخريب في الأرض، وإتلاف مقدرات الأرض، من بشر ونبات، ومن يسعى إلى قتل النفس التي حرم الله. وأوضح أن الله - سبحانه وتعالى - خلق الإنسان لجعله خليفته في الأرض وجعله مؤتمناً على عمارة الأرض قبل أن يخلق، وخاطب بهذه الحكمة الإلهية كافة الناس ولم يخاطب المسلمين وحدهم.. وأشار إلى أن التطرف ارتبطت به مفاهيم الأخلاق بالعادات، وليس كل عادات المجتمعات حسنة، وأنه حدث تطرف في تفكير الإنسان في فهم الأخلاق في علاقاتهم مع بعضهم البعض، إما انسياب في العلاقة لدرجة التفكك الأسري والإباحية المطلقة، التي أضرت بالأسرة والإطاحة بها، أو تمسك إلى حد التعصب المنفِّر الذي يتحول لتسط طرف على طرف.. ولفت إلى أن العبادة بمفهومها الواسع ، وليس المتمثل بالصلاة والصيام والزكاة والحج، امتزجت بمفهوم عمارة الحياة التي تحيط بنا.. ووجه الحبيب زين العابدين بن علي سؤالاً للشباب، عن الذي حدث لهذا المخلوق بقوله: كيف تحول الإنسان من خليفة لله في الأرض وعمارتها إلى تخريب لها ؟. وقال إنه لا نجد مشكلة في حياتنا إلاَّ نجد التطرف أمامها، بل يعتبر التطرف سمة من سمات العصر الذي نعيشه، ولا أعني التطرف في الدين وحده وإنما في حياة الإنسان عامة التي من أبرزها أطماع البشر، ورؤوس الأموال الكثيرة التي بتحالفاتها كادت تقضي على الطبقة المتوسطة في العالم، وتحول الناس في العالم إلى غناء فاحش أو فقر مدقع. واعتبر التطرف أبشع وأصعب عندما يتحول إلى تنطع باسم الدين، وهو بذلك يكون أضر على المجتمعات فهو أضر من القتل ومن الإضرار بالاقتصاد والسياسة .. مشيراً إلى أن التطرف باسم الدين بلية ليس في الإسلام وحسب، وإنما في مختلف الديانات الأخرى، لافتاً إلى أن الدين يعد الأمل في إصلاح هذا التطرف ومشاكله وتصحيح أوضاع البشرية.. وقال الجفري: إن على المسلمين مسئولية زمنية تاريخية تجاه العالم على اعتبار أن آخر الرسالات السماوية التي نزلت كانت رسالة الإسلام .. لافتاً إلى أنه عندما يبحث المسلم معنى أنه مسلم يدرك أنه صاحب مسئولية أخلاقية تجاه العالم، هذه المسئولية ليس انتقاد الخطأ الذي في العالم، وإنما يكون أنموذجاً في العالم الذي سيرى فيه ثمرة أنه مسلم. وأضاف: إن المسلمين أغفلوا سنة مهمة في القرآن الكريم، وهي «نقد الذات» التي وردت في كتابه الحكيم بقوله تعالى على لسان امرأة العزيز : «وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء».. مشيراً إلى أنه لا ينظر الإنسان إلى نفسه بعين التبرأة ومن حوله كلهم مخطئون. موضحاً أن مفتاح الحلول لهذه النظرة كثيرة أهمها «نقد الذات» ولو شعر كل شخص بمسئوليته تجاه نفسه، ونقد ذاته، لاستطعنا أن نخطو خطوة كبيرة لتصحيح العالم والإشكالات التي يعيشها الإنسان والعالم بأسره.. مؤكداًَ أنه بالحوار لا بالتخريب والتكسير والإرهاب سوف نستميل قلوب المسيحيين وأهل الأديان الأخرى إلى الإسلام، على الأقل نأمن إساءتهم لديننا ونبينا محمد «صلى الله عليه وسلم» لا بالتطرف الذي يزيد الاحتقان والتباغض والتناحر بين أفراد بني البشر.. حضر المحاضرة وزير الشباب والرياضة حمود محمد عباد ، ونائبه حاشد الأحمر، ووكيل محافظة صنعاء فارس الكهالي ، وأمين عام المنظمة الكشفية العربية الدكتور عاطف عبدالمجيد ، وطلاب المركز الصيفي التابع لمحافظة صنعاء.