في ليلة استثنائية دون التاريخ حدثا مهما في الأسبوع (34) من الليغا الإسبانية وهو سقوط كل من عملاقي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة في ليلة واحدة، حيث نجح ريال سوسيداد بالفوز بهدفين مقابل هدف واحد على برشلونة غالبا تقدم الأخير عليه بهدف.. وتمكن ريال سرقسطة من قهر ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وبذلك فقد الفريق الملكي حظوظه في المنافسة على لقب الليغا بنسبة كبيرة على الرغم من هزيمة البرسا أمام سوسيداد، حيث أن فارق ال(8) نقاط قبل (4) جولات فقط على نهاية البطولة يجعل الأمور معقدة بدرجة كبيرة بالنسبة للفريق الملكي. صحيفة “sport” قالت: "إن فوز ريال سوسيداد على برشلونة كان قد تعدى الرغبة في حصد النقاط الثلاث التي تجعله يبقى في الدوري، وإنما كان انتصارا معنويا صرع فيه الفريق الكاتاولني الذي ترجف لها الأبدان". ففي يوم أمس الأول كان برشلونة يبحث عن التعادل ليخرج في المباراة (32) دون أية خسارة على التوالي في الليغا، لكن الفريق الباسكي أنقذ رصيده من التأخر بهدف إلى فوز بهدفين ليضع نهاية برشلونة عند (31) مباراة وبذلك ظل ريال سويداد منفردا في (32) مباراة دون هزيمة. وفي هذا الإطار يعتقد بيب غوارديولا مدرب فريق برشلونة أن خسارة فريقه أمام ريال سوسيداد درس يجب أن يعتبر منه قبل مواجهة الإياب في دوري الأبطال ضد ريال مدريد.. وصرح المدرب الشاب قائلا بعد انتهاء المباراة: "لقد كان أداؤنا جيدا فى الشوط الأول، واستطعنا أن نفرض السيطرة على الخصم، ولكن في الشوط الثاني تراجع أداؤنا كثيرا وفقدنا السيطرة على الكرة، أعتقد أننا لم نستفد جيدا من الهدف الذى سجله تياغو فى الدقيقة (29)". واختتم غوارديولا تصريحاته قائلا: "ما جرى درس يجب أن نعتبر منه، فقد أكدت لنا المباراة بأننا فريقي قد يفوز، لكنه معرض للخسارة أيضا، لقد جئنا إلى هذه المباراة بعد فترة صعبة مليئة بالأحداث ولن ألوم اللاعبين على ذلك". ويستعد برشلونة لخوض مواجهة شرسة أمام غريمه التقليدى ريال مدريد يوم الثلاثاء المقبل على ملعب (كامب نو) ضمن إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أن حقق الفوز فى الذهاب بنتيجة (2-0) على ملعب (سنتياغو بيرنابيو). صحيفة “el mundo” الإسبانية قالت: "إنه ربما كانت ليلة السبت أغرب ليلة على الإطلاق منذ انطلاق الموسم الحالى لليغا، حيث امتدت رقعة الحداد على الخسارة من العاصمة مدريد إلى إقليم كاتالونيا ولأول مرة في التاريخ توحدت مشاعر جماهير الفريقين ليربط الحزن والحسرة بينهم". وعلى خلاف عادته تخلى المدرب البرتغالي خوسيه مورينيو عن غطرسته المعهودة وبدا محبطا للغاية ليؤكد أن فريقه لم يستطع التعامل مع مجريات المباراة أمام سرقسطة إلى انتهت بهزيمة ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليتبخر حلم النادي الملكي في منافسة برشلونة على لقب الليغا لهذا الموسم. و نقلت “as” تصريحات مورينيو التي أدلى بها عقب نهاية المباراة: "لقد فشلت في التعامل مع لاعبي فريقي خلال اللقاء وهذا كل ما في الأمر". وحول غياب بعض اللاعبين عن قائمة الفريق خلال المباراة وأبرزهم كريستيانو رونالدو، قال مورينيو: "لقد استطاع هذا الفريق الفوز في مباريات صعبة بكل سهولة مثل مبارياتنا أمام اتليتكو بلباو و فالنسيا وفضلت استبعاد رونالدو لأننا نملك خيارات هجومية كثيرة مثل بنزيمة وهيغوين وكاكا فضلا عن اديبايور علي مقعد الاحتياط". من جهته أكد النجم البرازيلي لاعب وسط الريال أن فريقه استحق ركلة جزاء أثناء مباراته أمام ريال سرقسطة، حيث قال عقب المباراة: "لقد استحق الريال ركلة جزاء والجميع يعلم ذلك ما عدا حكم المباراة الذي تغاضى عنها". وتابع نجم الميلان السابق تصريحاته قائلا: "أعتقد أننا لم نقدم الأداء المناسب فى الشوط الأول، ولكننا استرجعنا البعض من توازننا في فى الشوط الثانى، وكنا الأفضل، ربما يكون التوتر الذى نعانى منه مؤخرا سبب هزيمتنا أمام ريال سرقسطة". رقعة الغضب على الفريقين لم تكتسح الجماهير فقط بل امتدت إلى فالنتين بوتيا رئيس نادى ايراكليس بسبب فوز كلا من سوسيداد وسرقسطة الأندية التي تصارعه على الهبوط على حساب برشلونة وريال مدريد ظل مشاركة ثنائي الصدارة بلاعبي الصف الثاني من أجل إراحة النجوم الأساسيين في لقاء يوم الثلاثاء الحاسم. وصرح بوتيا لصحيفة “sport” الكاتالونية بنبرة يسودها الغضب: "لقد أهان الريال والبرسا أندية الليغا, ففي بداية الموسم سعى كلا الفريقان من أجل الفوز بكل النقاط لكن مؤخرا وخاصة في المباريات الخمسة الأخيرة من الموسم أصبحا يلعبان بكل استهتار وعدم مبالاة، وهو ما أفسد الدوري وأثر على العديد من الأندية ومستقبلها في الليغا". يذكر أن ايراكليس يتواجد فى المركز التاسع عشر فى الليغا برصيد (33) نقطة وابتعد عنه سرقسطة بستة نقاط عقب الفوز فى مدريد كما ابتعد سوسيداد بثمانية نقاط عقب الفوز فى سان سيباستيان على البرسا، وهو ما أضعف حظوظ ايراكليس فى الخروج من دوامة الهبوط هذا الموسم. صحيفة “publico” الإسبانية قالت: "إن خسارة ريال مدريد وبرشلونة كانت في يوم غريب مليء بالنحس وإن الخسارة لم تكن صدفة بل أن عدة عوامل تقف ورائها، حيث قالت الصحيفة أن طباع مورينيو النارية وملامحه المكفهرة وتصريحاته المستفزة كانت تشكل ضغطا على لاعبيه الذين خرجوا من هزيمة دور الذهاب من نصف دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة وبدوا ضائعين في مباراتهم أمام ريال سرقسطة". كما أن غرور مورينيو, استهانته بالخصم كان سببا رئيسا في سقوطه أمام سرقسطة واتهمت الصحيفة مورينيو أيضا بالغباء عندما لم يقم بالزج بكل من رونالدو وأوزيل وألونسو بحجة إراحتهم استعدادا لمباراة برشلونة. وانتقدت الصحيفة الإسبانية أيضا برشلونة ومدربه غوارديولا، حيث قالت: "إن الزخم الكروي أصاب اللاعبين بالملل، حيث أنهم شاركوا في (3) مباريات كلاسيكو في أقل من 15يوما وبدا لاعبو الفريق الكاتالوني مثل الأشباح يلعبون بلا روح أمام ريال سويداد". وأكدت “Publico” أن إقحام غوارديولا لأهم لاعب عنده ليونيل ميسي وإراحة العديد من اللاعبين لم يكن قرارا حكيما، وساهم في إضعاف بنيان الفريق. لكن هذا لم يمنع الصحيفة من الإشادة تياغو الكانترا لاعب برشلونة الذي ولج بوابة التاريخ بهدفه الذي سجله في مرمى ريال سوسيداد.. وسجل تياغو هدف برشلونة فى الدقيقة (29) ليدخل التاريخ بالهدف رقم (45) لبرشلونة خارج ملعبه في الموسم الحالي، وهو رقم قياسي لم يستطع أي ناد تحقيقه من قبل وعلى الرغم من خسارة برشلونة على إقليم الباسك إلا أن سبورت رأت أن الهزيمة تعد بمثابة الفوز بسبب خسارة الغريم التقليدي ريال مدريد أمام سرقسطة. وعنونت “sport” غلافها ب(هدية مورينيو) وقالت الصحيفة: "إن البرسا فاز السبت بسبب هزيمة البرتغالي مورينيو التي أبقت على الفارق فى النقاط بين المتصدر و الوصيف كما هو". وأكدت الصحيفة المناصرة للنادي الكاتلوني أن لقب الليغا الإسبانية أصبح على بعد أربعة نقاط من برشلونة وعن مجريات اللقاء الفنية قالت الصحيفة: "البرسا وبدلاؤه لم يتمكنوا من ضرب الريال بالضربة القاضية".