عقد صباح أمس بعدن مؤتمر صحفي نظمته اللجان الطبية الميدانية العاملة في جميع بساحات التغيير، المتواجدة في مديريات محافظة عدن، دعت له مختلف وسائل الإعلام بهدف التعريف بمهام اللجان الطبية الميدانية والصعوبات التي تواجهها أثناء تأدية الواجب. وفي افتتاح المؤتمر الصحفي الأول للجان الطبية والميدانية أشار د. محمد النسي –مدير العلاقات العامة في اللجان الطبية- إلى أن المؤتمر يهدف إلى إيصال رسالة للمجتمع المحلي وكذا الخارجي، لمعرفة طبيعة نشاط اللجان الطبية الميدانية التي تعمل لإنقاذ ومعالجة جرحى ومصابي ساحات التغيير بمحافظة عدن التي قدمت شهداءً وجرحى ولا زالت تقدم في سبيل الثورة المباركة، معرباً عن شكره لشباب كلية الطب العاملين طوعياً في الميدان، الذين قدموا تضحيات في المخاطرة بأنفسهم من أجل إنقاذ المصابين، واصفاً إياهم بالجنود المجهولين. من جانبه قال د. مهيب عوض –رئيس اللجان الطبية الميدانية، أستاذ كلية الطب بجامعة عدن: تشكلت اللجان الطبية الميدانية منذ بدء الثورة الشبابية قبل ما يزيد عن "3" أشهر وهي مكونة من طلاب كلية الطب وأساتذة واختصاصين في مختلف التخصصات بكلية الطب ومن مستشفيات محافظة عدن. وأضاف: نشأت اللجان الطبية مبتدئة بعيادات متواضعة في ساحات ومواقع الاعتصام بكريتر والمعلا والمنصورة والشيخ عثمان، وتم التوسع وإقامة المركز الإسعافي بالمنصورة، بالإضافة إلى المستشفى الميداني بكريتر الذي سيتم استكماله الأسبوع القادم، مشيراً إلى أن أعضاء اللجان الطبية كلهم من المتطوعين ويعملون على مدار الساعة بكثير من الإخلاص، تتنوع مهامهم بين عملية الإسعاف والمعالجة والمجارحة لمختلف المصابين في التظاهرات، وكذا المرضى المعتصمين بالساحات، مؤكداً تلقي الكادر الطبي الدورات التدريبية عن طريق تنسيق اللجان الطبية مع كثير من المنظمات الدولية كالصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة الصحة العالمية والمستشفيات الحكومية، حيث أقامت اللجان الطبية "4" دورات في الإسعافات الأولية ومعالجة الجروح والحروق لمتخصصين أجانب، بالإضافة إلى قيام اللجان الطبية بالتنسيق مع أجهزة الأمن ومع بعض المنظمات الأجنبية لضمان سلامة المسعفين التي تكفلها المواثيق الدولية. * صعوبات: وتطرق د. مهيب خلال المؤتمر إلى الصعوبات التي تواجه اللجان الطبية الميدانية، منها شحة الإمكانيات، كون اللجان شفافة تقبل فقط الموارد العينية دون الدعم المادي، مشيراً إلى أهمية الدعم المادي لنجاح وتطوير عمل اللجان. وتابع: من الصعوبات التي تواجهنا منع قوات الأمن سيارات الإسعاف والمسعفين من الدخول إلى مناطق الاعتصام، ما نتج عنه وفاة حالات بسبب النزيف بعد تعثر وصولها إلى المستشفى السبت الماضي في أحداث المنصورة وهي نفس الحالة التي تعرضت فيها سيارات الإسعاف لإطلاق نار من قبل الأمن في كريتر وتم إلغاء القبض على طاقم الإسعاف، بالإضافة إلى تعرض المصابين للتحقيق أثناء إسعافهم إلى المستشفيات الحكومية. * غازات منتهية الصلاحية: وقال رئيس اللجان الطبية الميدانية: تبين للأطباء أن معظم القنابل المسيلة للدموع والمستخدمة ضد المعتصمين في ساحات عدن هي غازات منتهية صلاحيتها منذ أكثر من عشر سنوات، لافتاً إلى أن ذلك بحد ذاته ساماً وخطراً على الإنسان حتى ولو كان غازاً مسيلاً للدموع. * تدمير العيادة: وأوضح رئيس اللجان الطبية الميدانية بعدن أن قوات الأمن دمرت العيادة الطبية بساحة المنصورة والتي جدرانها جزء من المسجد واستولت على كافة المعدات والأجهزة الطبية والأدوية، مشيراً إلى أن اللجان الميدانية عملت بكل حيادية وقدمت الخدمات الطبية لجميع أبناء الوطن من الجنود أو من المواطنين، من منطلق الواجب الوطني والإنساني، محضرة نفسها لأسوأ السيناريوهات. * شكر ونداء: ووجهت اللجان الطبية الميدانية عبر وسائل الإعلام خلال المؤتمر نداءً عاجلاً للمنظمات الطبية بضرورة عمل خطة لكيفية نقل المصابين ودعت الكادر الطبي في عدن والمحافظات المجاورة إلى تسجيل أسمائهم ضمن اللجان الميدانية ومد يد العون والمساعدة، كما توجهت اللجان الطبية الميدانية بعدن بالشكر والعرفان لكل طواقم الإسعاف الذين يعملون في ظل إطلاق النار، كما عبرت عن شكرها للمستشفيات الخاصة التي استقبلت الحالات ومنها مستشفى النقيب * بين القتل والإعاقة: وخلال المؤتمر الصحفي للجان الطبية قال د. عبدالفتاح عباس السعيدي –نائب رئيس اللجنة الطبية لشؤون الجرحى والمرضى: إن "95%" من الحالات التي استقبلتها اللجان الميدانية مصابة برصاص حي معظمها في الرأس والرقبة والصدر والبطن وأن "80%" من المصابين هم من الشباب والأطفال ما دون سن "25" عاماً، وأن عدداً كبيراً منهم تنتهي حالته إلى إعاقة كاملة أو شللاً نصفياً وحالات إعاقة دائمة. * نقص الكادر: من جانبه قال د. عبدالحكيم المهندس –نائب رئيس اللجنة الطبية لشؤون الموارد بعدن: هناك نقص كبير في الكادر الطبي المتخصص، لكون أغلب العاملين في اللجان هم من طلبة وخريجي كلية الطب، بالإضافة إلى شحة الإمكانيات المادية مع الحاجة الماسة للمال من أجل تجهيز المستشفى الميداني في المعلا وكريتر. وفي ختام المؤتمر الصحفي تم فتح باب الأسئلة لجميع المراسلين والمندوبين من كافة الصحف والقنوات والإعلامية المحلية والخارجية.