أكد رئيس الوزراء اليمني الأسبق/ حيدر أبوبكر العطاس أن المبادرة الخليجية فرصة أخيرة أعطيت للرئيس/ علي عبدالله صالح. وقال في حوار أجرته معه صحيفة "الخليج الإماراتية" :"إن الرئيس اليمني هو الوحيد الذي سيكون المسؤول تاريخياً لا من يوسوس في أذنه عن الالتزام بتنفيذها بخياره إما مع الشعب بالحفاظ على سلمه الاجتماعي وتعايشه الوطني، وإما مع ذاته وزمرة الموسوسين والمنشدين من حوله " مستدركا بالقول :" ولمعرفتي الشخصية بالرئيس/ علي عبدالله صالح فإنه لن يجازف بمستقبل اليمن، بأمنه واستقراره وبأمن واستقرار محيطه وبمستقبله الشخصي ومستقبل أولاده وأولاد إخوته ,مشيراً إلى أن ساحات التغيير في اليمن شمالاً وجنوباً غيرت وجه البلد. وأضاف العطاس :" أن كل جهد من قبل الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي مطلوب ومرحب به ولن يكون إلا مع وفي صف الشعب لأنه الباقي، أما الأنظمة فمتغيرة والأشخاص زائلون وفانون". ونفي حيدر أبوبكر العطاس أن يكون من المشاركين في صياغة المبادرة الخليجية الأخيرة وقال :"إن الشعب اليمني يولد من جديد بزخمه الشبابي الناصع الذي يحمل روحه بيد وباليد الأخرى يحمل مستقبله ومستقبل الأجيال ويمضي بعزم لا يلين وتصميم لا يقهر لإزالة نظام الحق به عن قصد بالغ الضرر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً متطلعاً إلى إعادة بناء وحدته التي دمرها نظام أسري فاسد وبناء نظام يحترم الخصوصية والتنوع". وأضاف :"كان على المعارضة ترك الأمر لساحات التغيير، فهي قادرة بسلمية تضحياتها تحتضنها إرادة شعبية عارمة وترعاها عناية الله وبعونه أن تنجز مهمتها". واتهم العطاس نظام الرئيس صالح بأنه لا يكرس تفكيره في المخارج والنوايا الطيبة والمخلصة التي تتضمنها المبادرات والنصائح وإنما في كيفية اللف والدوران وإيجاد الحجج الواهية لتجنبها وتعطيلها، غير مدرك أن الأمور التي أوصلت البلد إليها قد تجاوزت ألاعيبه وأن الفرص أمامه محدودة جداً وتكاد تكون معدومة بعد هذه المبادرة الخليجية المدعومة أوروبياً وأميركياً . وحيا العطاس الشباب الصامدين في ساحات التغيير شمالاً وجنوباً , مؤكداً أنهم بنضالهم السلمي وبكل الدماء الزكية التي تراق بآلة قمع النظام المتهالك إنما يصنعون فجراً جديداً من الحرية والكرامة لمستقبل آمن ومستقر . وفيما يتعلق بالجيش اليمني قال العطاس :"أنا على ثقة بأن في هذه المؤسسات العسكرية التي يرأسها الأولاد وأبناء الأخوة قيادات وأفراد وطنيون، لن يسمحوا بالتمادي في قتل إخوتهم وأبنائهم وبناتهم ولن يكونوا أقل وطنية من الجيش المصري". ووصف انضمام اللواء/ علي محسن الأحمر إلى صفوف الثورة الشبابية بالموقف الموفق جداً, داعيا جميع القيادات الوطنية في القوات المسلحة والأمن وكذا الضباط وصف الضباط والأفراد بأن يسارعوا إلى الانضمام لثورة الشباب وألا يكونوا أداة وسبباً في قتل شباب الثورة، فهم بذلك يسهمون بوعي أو من دون وعي في اغتيال حاضر ومستقبل أبنائهم إلى جانب تعريض أنفسهم للمساءلة القانونية ولا أحد يتمنى لهم ذلك، فالوقت مازال يتسع لأخذ مثل هذه المواقف الوطنية والشجاعة التي سيسجلها لهم التاريخ وسترفع رؤوس أبنائهم وأحفادهم الانجرار إلى حرب أهلية في اليمن .