شنت قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومعهم آخرون بلباس مدني يوم أمس الأربعاء ومنذ الصباح الباكر هجوماً عنيفاً على المتظاهرين في شارع جمال باستخدام الرشاشات والأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى استشهاد الشاب/ عرفات عبدالجليل شرف 24 عاماً من أبناء مديرية المواسط، كما أسفرت اعتداءات قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري عن إصابة الشاب/ محمد هزاع الهياجم 26 عاماً بطلقة في الرأس وصفت بالخطيرة، فيما أصيب الشاب/ أنيس الحمادي بشظايا في الرقبة وآخر يدعى ماجد هزاع الصبري أصيب بطلقة في مؤخرته، إضافة إلى "46" حالة بالرصاص الحي "250" حالة اختناق بالغازات المسيلة للدموع وتم إسعاف هذه الحالات إلى مستشفى الصفوة الواقع في ساحة الحرية بالمحافظة والمستشفى الميداني بذات المكان . وللتنديد بمجازر النظام الوحشية التي ارتكبت مساء أمس تجاه المعتصمين بالعاصمة صنعاء، فقد نظم شباب تعز مساء أمس مسيرة غاضبة جابت عدة شوارع بالمحافظة وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا صنعاء". وفي ظل العنف الدموي الذي يمارس تجاه الشباب بتعز، فقد علمت " أخبار اليوم " وأثناء كتابة الخبر عن تحريك "36" دبابة من معسكر خالد بن الوليد في طريقها إلى تعز , كما قامت القوات الأمنية بالمحافظة وبالتزامن مع أحداث صنعاء بانتشار العديد من المدرعات العسكرية الثقيلة في المحافظة ومن ذلك "3" دبابات في النقطة الرابع جوار المستشفى السويدي للأطفال و "4" دبابات بجانب مشروع المياه المجاور مبنى المحافظة و "3" دبابات أمام مقر المؤتمر الشعبي العام، إضافة إلى "7" مصفحات مدعمة ب "3" أطقم عسكرية بجانب مكتب المالية . وقال شاهد عيان من موقع الحدث إن قوات السلطة أقدمت على استخدام أسلحة ثقيلة في قمع المعتصمين، علاوة على إطلاق النار الكثيف تجاه المسيرة الشبابية، مما أسفر عن إصابة العشرات من الشاب والمتظاهرين بالرصاص الحي، إضافة إلى القنابل الغازية التي ملأت بدخانها سماء المحافظة وخاصة وادي القاضي، حيث سقط مئات المختنقين بالغاز وخاصة في الحارات والأزقة المنتشرة بين المنازل. شهود عيان تحدثوا أيضاً عن إصابة سائق دراجة نارية بطلقة في الرأس وذلك في جولة التحرير القريبة من شارع جمال وتم سحبه من قبل مسلحين بلباس مدني إلى مكان مجهول , كما تحدث البعض عن نصب بعض المهمشين وبدعم من مؤيدي الحاكم نقاط تفتيش في معظم المداخل المؤدية إلى شارع جمال وقيامهم بتفتيش ركاب الباصات والمسافرين والاعتداء على من يعثر معه على كاميرا أو وثائق تشير بانتمائه إلى ثورة الشباب الشعبية السلمية . وأثناء تنظيم الشباب لمسيرة سلمية انطلقت من شارع جمال إلى جولة وادي القاضي ووسط إطلاق النار الكثيف عليهم أقدم القائمون على قسم شرطة الجديري بالمحافظة والقريب من جولة القاضي بإطلاق الرصاص على المسيرة، مما أدى إلى إصابة بعض المعتصمين بجروح متفاوتة، الأمر الذي أثار غضب الشباب وقاموا بالسيطرة على قسم الشرطة . وذكرت مصادر حقوقية عن قيام قوات السلطة باعتقال العديد من الناشطين والشباب وخاصة عند ساعات الصباح الأولى واقتياد المعتقلين إلى أماكن مجهولة ومن ضمنهم الشاب أحمد سعيد الوافي رئيس لجنة الرصد التابعة للمركز الإعلامي لساحة الحرية والذي تم اعتقاله للمرة الثانية بعدما تم الإفراج عنه ظهر أمس الأول بعد مصادرة تلفونه وكاميرا المركز الإعلامي . وفي ظل الهجوم الكاسح الذي شنته قوات السلطة على المعتصمين بغية تفريقهم من شارع جمال – أهم شوارع المحافظة – إلا أن الشباب وقفوا بثبات أمام نيران السلطة وامتد صمودهم إلى نهاية شارع جمال وقاموا بإغلاق فرع الشركة اليمنية للنفط ومكتب التربية والتعليم ومكتب الخدمة المدنية ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل ومكتب النقل الموجودين بشارع جمال , وكتب الشباب على بوابات هذه المكاتب " مغلق من جانب الشعب " .