اعتبر الرئيس/ علي ناصر محمد الهجوم الذي قامت به قوات أمن السلطة على منزل الشيخ الأحمر محاولة لإجهاض ثورة الشعب السلمية المستمرة وإخراجها عن طريقها السلمي لتغيير وإسقاط النظام، لم يعد أمامه من خيار إلا الرحيل الفوري. وحذر ناصر محمد في لقاء خاص مع «الشروق» من مغبة الانجرار إلى دائرة العنف والحرب الأهلية، متهماً السلطة بمحاولة «توريط» الثورة اليمنية في هذا المربع ، مؤكدا في ذات السياق أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية تشكل الفرصة الأخيرة أمام الرئيس علي عبد الله صالح، داعياً إياه إلى التنحي فورا. . وفيما أدان ناصر الهجوم الذي قامت به قوات أمن السلطة على منزل الشيخ الأحمر .. قال أن تنحي الرئيس لم يعد مطلب الشعب اليمني وثورة شباب التغيير فحسب، بل بات مطلباً ملحاً للقوى الإقليمية والدولية التي ترى في بقائه واستمراره على رأس النظام خطرا ليس على اليمن وأمنه واستقراره بل على أمن الجيران والعالم. وأضاف أن هدف تفجير النظام للأوضاع والهجوم المسلح على منزل الشيخ عبد الله الأحمر هو إظهار الأمور وكأنها نزاع شخصي بين الرئيس علي عبد الله صالح وأسرة آل الأحمر... وهو ما لا يمكن أن ينطلي على أحد ورفضه الشيخان صادق الأحمر وشقيقه الشيخ حميد الأحمر الأمين العام للجنة الحوار الوطني، مؤكدين تمسكهم بالطابع السلمي للثورة السابقة وعدم انجرارهم إلى مربع العنف والاقتتال الأهلي كما تريد السلطة. وقال: لزم الغرب الصمت المشوب بالحذر إزاء الأوضاع الحالية في اليمن نتيجة الدعاية الإعلامية للرئيس علي عبد الله صالح بأن البديل له هو الفوضى والانقسام وانتشار إرهاب «القاعدة» على الرغم من أن وجوده في السلطة هو ما أوصل اليمن إلى ما هو عليه اليوم من تردّ وأزمات سياسية واقتصادية، لكن الموقف الغربي أصبح واضحاً بعد أن أيدت كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي جهود حل الأزمة في اليمن والتي من أهم شروطها تنحي صالح عن منصبه وتسليم السلطة سلميا...وهم اليوم يطالبون بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح فورا وبالانتقال السلمي للسلطة، أما فيما يخص ازدواجية الغرب عموما وواشنطن خاصة مع ملف الأزمة اليمنية، فلا يخفى على أحد أن المصالح الإستراتيجية هي التي تحدد سياسات هذه الدول وليس المبادئ أو العواطف ومصالحها هي التي تحدد طبيعة مواقفها هنا وهناك...والأمر بات معروفا وليس جديدا. وأوضح الرئيس الجنوبي الأسبق بأن العنف يمارس من طرف السلطة فقط، بينما المعتصمون والمعارضة متمسكون بسلمية ثورتهم حتى تحقيق مطالبهم الحقة على عكس الأمور في ليبيا التي أخذت منحى عسكرياً وحربيا بين الثوار وبين قوات القذافي منذ البداية، مما أدى إلى تدخل قوات «الناتو» لحماية المدنيين بطلب من الجامعة العربية. وأشار إلى أن اليمن سيمرّ بمرحلة انتقالية هامة جدا بعد سقوط نظام الرئيس صالح تكون نواة لبناء دولة اتحادية بدستور جديد....هذه الدولة الديمقراطية الوليدة ستواجه حتما الأزمات والمشاكل التي سيخلفها النظام بعد رحيله وسوف يكون من أولويات الدولة الديمقراطية الجديدة لحل القضية الجنوبية وقضية صعدة بالطرق السلمية والحوار الوطني. وحول اللقاء التشاوري الجنوبي حول الأزمة اليمنية... أجاب: إن هذا اللقاء شكل فرصة تاريخية لاستكمال مشروع التصالح والتسامح بين الجنوبيين وخرج برؤية موحدة حول الأوضاع الجارية في اليمن وبرؤية لحل شامل لأزمته الراهنة ولحل القضية الجنوبية العادلة ...فالحراك السلمي الشعبي الجنوبي هو الحاضن لتلك القضية... والجنوبيون كانت لهم مشاركة إيجابية وبناءة في ثورة شباب التغيير السلمية والجهود المخلصة لإنقاذ اليمن من المنزلقات والمخاطر التي يخطط النظام لجرّ البلد إليها، مضيفاً:إن هذا اللقاء التشاوري أكد على أن الوحدة ستظل خيارا سياسيا وعقدا للشراكة المتكافئة بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية والشعبية والجمهورية العربية اليمنية، كما عبر المجتمعون عن موقفهم الثابت بإعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية بدستور جديد كواحد من أرقى أشكال الوحدة السياسية والوطنية وان ذلك يقدم حلاّ موثقا للقضية الجنوبية، بعيدا عن المصالح الذاتية والفئوية ومكونا أساسيا للخروج من الأزمة والحفاظ على الوحدة اليمنية المرتكزة على الشراكة المتكافئة بين شريكي الوحدة.