سقط "6" شهداء وأصيب قرابة "100" آخرين بالرصاص الحي، حالات بعضهم وصفت بالخطيرة بالإضافة إلى مئات الحالات المختنقة الناتجة عن استخدام غازات مجهولة والقنابل المسيلة للدموع إثر الهجوم العنيف والهستيري الذي شنته قوات السلطة المشتركة ( أمن عام – حرس جمهوري – أمن مركزي – بلطجية ) على شباب ساحة الحرية بتعز مساء أمس. ومن ضمن الشهداء الذين تم التعرف عليهم: عمران قاسم العتريسي – فاروق محمد سعيد - فؤاد عبده غانم – محمد عبدالرقيب عبدالرزاق. وحتى ساعة كتابة الخبر مازالت المواجهات مستمرة بين شباب الثورة السلمية والقوات المشتركة التي تحاول اقتحام الساحة، مستخدمة بذلك العديد من الأسلحة بما فيها الرشاشات الثقيلة "12/7" غير أن استماتة الشباب بالدفاع عنها حال دون ذلك، مما أدى إلى سقوط هذا الكم الهائل من القتلى والجرحى. بالمقابل شوهد انتشار للأسلحة الثقيلة في أكثر من منفذ لساحة الحرية وتمثلت هذه الأسلحة بالمصفحات والمدرعات والأطقم العسكرية. ويأتي الهجوم على ساحة الحرية بعد أن قام الشباب عصر أمس بتنفيذ مسيرة سلمية للمطالبة بإطلاق سراح السجناء الذين تم احتجازهم في مديرية أمن القاهرة وكانت نتيجة هذه المسيرة الهجوم السالف الذكر. ويرى محللون عسكريون أن مسيرة الأمس كانت بمثابة الفزاعة التي استخدمتها السلطة لضرب ساحة الحرية، مما يؤكد أن النية كانت مبيتة بتنفيذ الهجوم وبدا ذلك واضحاً من خلال الحملة العسكرية المجهزة بالعدة والعتاد التي هاجمت المعتصمين بما ينبئ عن خطة مسبقة باقتحام الساحة وخاصة مع توارد أنباء عن قيام مدير أمن المحافظة باستئجار إحدى الشقق المطلة عليها. من جانبهم شباب ساحة الحرية بتعز حملوا مسؤولية مجزرة الأمس التي ارتكبت بحقهم مدير أمن المحافظة وقيادات الحرس الجمهوري والأمن المركزي وأمين عام المجلس المحلي بالمديرية ومدير أمن القاهرة. إلى ذلك شهدت مدينة التربة بمديرية الشمايتين صباح أمس مسيرة جماهيرية حاشدة بمشاركة عشرات الآلاف من أبناء المديرية وعدة مديريات مجاورة للمطالبة بسرعة رحيل الرئيس ورفضا للحرب الأهلية وتنديداً بمجازر النظام في صنعاءوأبين, كما حمل المتظاهرون المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث في اليمن من أعمال إبادة وتخاذله عن اتخاذ أي قرار جاد بإيقاف هذه الجرائم. وعلى صعيد متصل تظاهر الآلاف في مدينة تعز صباح أمس أيضا للتنديد بالمجازر التي يقوم بها صالح ومسلحيه ومليشياته في صنعاء وزنجبار أبين, مؤكدين رفضهم للحرب الأهلية التي يريد النظام جر البلاد إليها. وطالب المتظاهرون جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي بسرعة اتخاذ خطوات عاجلة لتضييق الخناق على صالح وإجباره على سرعة الرحيل حفاظاً على أمن اليمن وسلامة المنطقة واستقرارها ورفع الغطاء الدولي والإقليمي عنها.