"سلمية.. سلمية.. لا للحرب الأهلية" هذا هو الشعار الذي يردده الشباب في ساحة التغيير بصنعاء احتجاجاً وتنديداً بالمجازر التي ترتكب بحق المواطنين الأبرياء وبحق أنصار الشيخ الأحمر وبحق الجنود من أفراد النجدة والأمن المركزي. من هو سبب هذه المجازر وهل ما حدث الأسبوع الماضي هو تفسير عملي لما صرح به علي صالح قبل أيام عن تحمل أولاد الأحمر وأحزاب اللقاء المشترك مسؤولية الدماء التي سفكت والتي ستسفك إذا ارتكبوا حماقاتهم – حسب قوله -. هذه التساؤلات وغيرها أثارت جدلاً كبيراً داخل الساحة وخارجها، "أخبار اليوم" استطلعت آراء عدد من المعتصمين البارزين من مختلف الشرائح، فإلى حصيلة الاستطلاع.. كانت البداية مع المحامي/ باسم الشرجبي – رئيس اللجنة القانونية في ساحة التغيير وعضو مجلس النقابة العامة للمحامين اليمنيين حيث قال: إن الثورة بدأت سلمية وتحت هذا الشعار استمرت وما حدث من تداعيات مؤخراً حول واقعة الاعتداء على منزل الشيخ المناضل المتوفي/ عبدالله بن حسين الأحمر من قبل السلطة أعتقد أنها محاولة بائسة من النظام لجر الثورة إلى مربع العنف وفي تصوري أيضاً أن الدخول في صراعات أو في حروب أهلية واستخدام العنف من قبل أي طرف لا يفيد الثورة في شيء باعتبار أن الثورة بدأت سلمية وأعتقد أن المعتصمين استطاعوا في كل ساحات التغيير والحرية في اليمن أن يضربوا أروع الأمثلة في إدارتهم لهذه الثورة وفي تمسكهم بهذا الشعار الرائع وهو أن الثورة سلمية واستطلاع الشباب أن يواجهوا كل عنفوان السلطة ووحشيتها بصدور عارية حتى هذه اللحظة. وأنا أعتقد أن استمرار الثورة الشبابية الشعبية سلمية هو سيخدم اليمن أولاً لأنه سيحافظ على دماء الكثير من أبناء اليمن وسيحقن الدماء وسيمنع جر البلاد إلى مسلسل الحرب الأهلية التي يهدف إلى صنعها هذا النظام الفاشل. ووجه الأستاذ/ الشرجبي رسالة إلى المشائخ وإلى النظام قائلاً: مشائخ اليمن وفي مقدمتهم الشيخ صادق الأحمر وأخيه الشيخ حميد الأحمر أثبتوا بانضمامهم لهذه الثورة الشبابية السلمية منذ الوهلة الأولى أنهم حريصون جداً على أمن وسلامة المواطن اليمني وفي تصوري أن ما حدث مؤخراً من اعتداء من قبل السلطة الحاكمة هو من دفع الشيخ صادق للدفاع عن نفسه، محاولاً بذلك المحافظة على حياته وعلى حياة أفراد أسرته وأنا أعتقد أن الاعتداء حدث بحضور الوساطة التي أرسلها هذا النظام الفاشل وهذا يؤكد أن النظام كان يخطط لتصفية الشيخ صادق وأفراد أسرته وكذلك أفراد الوساطة الذين حضروا إلى منزله، وأوجه إلى كل مشائخ اليمن أن يلتزموا بخط الثورة وأن يحافظوا على مبدأ سلمية هذه الثورة وأن يحقنوا دماء اليمنيين. مستدركاً: لكن هذا لن يتأتى أيضاً إلا بامتناع النظام المطلوب رحيله عن استخدام العنف ضد المشائخ وإقحامهم في مسلسل صراع قد يقود البلاد إلى حرب أهلية لن يسلم منها لا القاصي ولا الداني. وفي نهاية حديثه أكد الشرجبي أهمية التمسك بسلمية الثورة، مستشهداً على ذلك بما قام به شباب التغيير من الخروج في مسيرة سلمية إلى شارع الستين ووقفوا وقفة، مؤكدين من خلال هذه الوقفة الاحتجاجية على سلمية هذه الثورة وعلى رفضهم للسياسة التي يتخذها النظام الحاكم لجر البلاد إلى مسلسل العنف والزج بها في حرب أهلية. علي صالح سينتهي به المطاف إلى محاكمة عادلة من جانبه تحدث إلينا الناشط الحقوقي والبارز الأستاذ/ خالد الآنسي حيث قال: بالنسبة لنا كمعتصمين وشباب نحن متمسكون بخيار سلمية الثورة ومتمسكون بأننا سلميون نواجه الرصاص بصدور عارية لمواجهة العنف، نحن نعرف أن لعلي صالح سيناريو يريد من خلاله جر اليمنيين إلى مربع العنف كما يريد لهم أن ينقسموا، وقيامه الآن بالاعتداء على منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأولاده هو في إطار هذا السيناريو. وأضاف: نحن في الوقت الذي نؤكد فيه أسفنا على هذا الحادث وتضامننا مع أولاد الشيخ ورفضنا للعنف الذي كان يشنه علي صالح وتأكيدنا أن ما يقوم به علي صالح هو في إطار حربه على الثورة السلمية من خلال استهداف بعض الشخصيات السلمية القبلية والعسكرية التي أيدت الثورة واعترفت بها منذ وقت مبكر وفي نفس الوقت نحن نشعر بأسف على المواطنين الذين سقطوا ضحايا سوءً من مشائخ أو مواطنين أو جنود ونعتبر أن علي صالح هو المسؤول عن هذه الدماء التي سقطت ويجب أن يساءل عنها ويجب أن يحاكم عليها، باعتبار أن هذا جزء من جرائم الإبادة التي يرتكبها في حق اليمنيين وحتى الآن تجلت حكمة اليمنيين بأنهم مدركون لهذا السيناريو ولم ينساقوا إلى مربع العنف وإنما هم في حالة الدفاع عن النفس، وتستجيب لأي نداءات تدعو لوقف إطلاق الرصاص وتعتمد سياسة الدفاع عن النفس ومن الواضح أن العنف الذي قام به علي صالح مؤخراً ضد الشيخ صادق خلق حالة من التعاطف وخلق صورة مغايرة لما كان يريده، فهو مؤمن بسلمية الثورة ومؤمن أيضاً برفض هذا العدوان وعلي صالح الآن يعتبر معزولاً. وأضاف الآنسي بأن اليمنيين أثبتوا أنهم لن ينجروا إلى العنف ولن تنجر البلد إلى الفوضى على الرغم من غياب دور الأمن، وعلى الرغم من قيام علي صالح بنشر ميليشياته في الشوارع والأحياء. كما أن استجابة القبائل لوقف إطلاق النار توضح أن اليمنيين منحازين لخيار السلمية، ومنحازين لخيار اللاعنف ومؤمنين بخيار اللاحرب، على الرغم من قيام علي صالح بالغدر بالوسطاء وقتلهم حسب تعبيره. واستطرد في حديثه عن مستقبل الثورة وسلميتها بالقول: لا زال إيماني راسخاً بأن الله سيكتب لهذه الثورة أن تصل إلى ما تريده وهو سقوط علي صالح بثورة سلمية وبأقل كلفة من الدماء وآخر ورقة كان علي صالح يريد أن يلعبها هي ورقة جر اليمنيين إلى حرب أهلية لم تنجح وظهر معزولاً مع ميليشياته يحاول أن يقتل أبناء الشعب سواء كمعتصمين في الساحات أو كمؤيدين لهذه الساحات من مشائخ أو قادة عسكريين وسينتهي في نهاية المطاف في أحد سجون الجمهورية وسيكون مصيره قفص الاتهام ليحاكم عن الجرائم التي ارتكبها. وفي سياق حديثه الآنسي للصحيفة تطرق إلى تفسير كلمة الرئيس وتهديده للقاء المشترك بأنهم سيتحملون ما قد سفك من دماء وما سيسفك، حيث عبر بالقول إن علي صالح على مدى تاريخ عمره يقتل الضحية، ثم يعمل له حداد وبيان نعي فدائماً ما يحمل الآخرين الجرائم التي يرتكبها ويظهر هو بثياب الواعظين ويظهر في دور من يقدم العزاء – حد تعبيره -. ويضيف: الآن هذا الرجل أمام المجتمع لدولي وتاريخياً وفي الإعلام ظهر في صورته الحقيقية بالشخص الذي لا يتورع عن القتل وسفك الدماء وإلصاق جرائمه بغيره، هو الآن لن تبرؤه لا قناة سبأ ولا قناة اليمن ولا الخطباء الذين يستأجرهم ولا من يسميهم علماء مأجورين، ولن يبرؤه مستشاروه هناك قواعد للمسؤولية الجنائية على المستوى المحلي والدولي وهو الآن وفقاً لهذه القواعد هو المسؤول الأول عن تلك الجرائم ولن يفلت منها لكونه يرتكبها عن طريق ما يسمى بالبلاطجة أو رجال أمن بلباس مدني أو ميليشيات، ففي الأخير سيكون مسؤولاً عن كل تلك الجرائم سواء باشرها بنفسه أو باشرها من يسميهم أنصاره أو محبيه أو مرتزقته، ومثلما يتم الآن التحقيق مع حسني مبارك وأولاده بجرائم التحريض على قتل المتظاهرين هو سيحاكم على هذه الجرائم وعلى ما سبقه من جرائم كان الله قد سترها عليه ولكنه طغى في الأرض واستكبر فأراد الله أن يفضحه على رؤوس الخلق دنيا ودين. أرادوا له خروجاً مشرفاً مكرماً وأراد لنفسه الإهانة الدكتور/ صالح سميع – وزير المغتربين السابق عبر عن المشهد الأمني بقوله: هو المشهد الأمني هو مشهد متوتر جداً، وطالما علي عبدالله صالح موجود سيظل متوتراً، هو الذي اعتدى على أولاد الشيخ الأحمر وهم دافعوا عن أنفسهم وهو الذي أرسل الوساطة، ولم يعتبر بالأحداث الماضية، فالمرة الماضية حاول قتل اللواء/ علي محسن شريكه في السراء والضراء ولولا علي محسن لما بقي علي صالح ثم اعتذر لقبائل سنحان وبلاد الروس وبني بهلول ويقول لهم أنا آسف فعلاً ما قاله علي محسن صحيح أنه كان من بين القبائل مندسين، فوالله لم يدسهم إلا علي عبدالله صالح، المرة الثانية في بيت الأحمر يرسل واسطة وكان يريد أن يضرب أكثر من عشرة عصافير بحجرة واحدة أي بقذيفة واحدة فخيب الله ظنه، وأبرز ما حصل في الأسبوع الماضي هو محاولة اغتيال الواسطة مع أولاد الشيخ والحضور الذين حضروا مع الواسطة هذا كان أهم حدث. معتبراً أن ما نعيشه الآن في هذه المرحلة هي أعراض جنون من قبل علي صالح. وأكد الدكتور/ سميع في نهاية تصريحه أن علي صالح تكمن قوته في أمرين الأمر الأول أن علي صالح يركن إلى الوهم كونه يملك قطعتين سلاح، والأمر الثاني يراهن على وطنية الثوار والأحزاب المعارضة وتعقلهم ويتصور له أنه بالإمكان أن يحقق كسب وقت من خلال تعقل هؤلاء وهو واهم في الأمرين، خلاصة الأمر أن علي عبدالله صالح انتهى ولكن بقي أن يجعل الله منه العبرة في قادم، أرادوا له أن يخرج شريفاً مكرماً وأراد لنفسه الإهانة ومن يخطئ الرأي لا يستعتب القدر. إتقان فن الاغتيالات والكيل بمكيالين ياسر الشاوش أحد المعتصمين الأوائل يسرد لنا قراءته للأحداث الأخيرة ومن تسبب فيها بقوله: على مدار العشر السنوات الأخيرة الماضية بانت حقيقة علي صالح المعروفة بمكره وخداعه ودهائه في صنع الحيل، فقد استطاع أن يسوق أفكاره الشريرة للداخل والخارج بأن هذا البلد موطن التطرف والإرهاب، ومنذ انطلاق ثورتنا الشبابية وعلي صالح يلوح بالحرب الأهلية التي يتقن أسلوبها. وأضاف: ولهذا أرى أن نحافظ نحن الشباب على سلمية ثورتنا التي انطلقت منذ أكثر من مائة يوم مستخدمين كافة وسائلنا التصعيدية الصحيحة حتى نجاح ثورتنا السلمية بإذن الله، وبرأيي أن علي صالح وبقايا جلساءه هم المتسببون بهذه الأحداث الأخيرة فهو الذي أشعلها ضد أولاد الأحمر لكي يشعلها حرباً أهلية، فهو من يتحمل المسؤولية الكبرى، لأنه في فترة توليه السلطة لم يتقن القيادة (قيادة الدولة) وإنما أتقن فن الاغتيالات والكيل بمكيالين.