تصحو العاصمة صنعاء هذه الأيام وتنام على أصوات المدافع ودوي الانفجارات في جميع أرجائها، هذا المشهد المتداعي الذي استمر منذ عشرة أيام أخذ استراحة على مدى يومين لدخول وساطة لتعود قوة الانفجارات الناتجة عن ثقل السلاح الذي تستخدمه السلطة بصورة لم تشهد العاصمة لها مثيلاً من قبل.. فيما إن تدوي الانفجارات المتتالية في منطقة الحصبة شمال العاصمة حتى يسارع ساكنو أحياء حدة وشميلة ودار سلم في الطرف الآخر جنوبي العاصمة، للاتصال هاتفياً بأقاربهم قاطني الأحياء القريبة من منطقة الأحداث لمعرفة مصدر ومكان الانفجارات والمواقع التي استهدفتها هذه القذائف والدانات والصواريخ. القصف المدفعي المكثف والصاروخي أحياناً جعل الساكنين في العاصمة صنعاء يشعرون بأنهم سوف يستيقظون في اليوم التالي وقد ألغى القصف حي الحصبة من خارطة العاصمة نتيجة كثافته ولا وجود سوى لقوات النخبة من الحرس الجمهوري والأمن المركزي، والقوات الخاصة وقوات التدخل السريع ومكافحة الإرهاب" هناك في الحصبة بعد إجهازها على جميع مناصري الشيخ الأحمر، إلا أنهم يفاجأون بأن منطقة الحصبة مازالت قائمة بمساكنها ولم ينتج القصف سوى ترويع الآمنين وبعض الأضرار المادية في المنشآت الحكومية التي يسيطر عليها أنصار الشيخ الأحمر، إضافة إلى بعض الأضرار في منزله وبعض المنازل المجاورة لمنزل الشيخ الأحمر، وكذا الواقعة بالقرب من بعض المنشآت الأمنية والعسكرية التي يستهدفها أنصار الشيخ الأحمر بما يمتلكون من أسلحة لا تتجاوز المتوسطة. أمس الأربعاء كان أحد الأيام التي لم يغب عنها القصف المدفعي الكثيف والانفجارات التي تهز أحياء العاصمة لتعلن بعد ذلك السلطة في منتصف اليوم أنها تمكنت من استعادة السيطرة على وزارة الإدارة المحلية وأخرجت أنصار الشيخ الأحمر منها تحت قوة السلاح والهجوم الذي نفذته قوات النخبة في الحرس الجمهوري والأمن المركزي لتأتي بعد ذلك رؤية مغايرة تؤكد أن سيطرة قوات النظام على الإدارة المحلية لم يتم بمواجهات مسلحة وإنما تم إخلاء المبنى عبر لجنة وساطة أقنعت الشيخ/ الأحمر بإخلاء الوزارة مقابل تسليمها لطرف محايد، إلا أن هذا الطرف ما إن تسلمها إلا وسرعان ما سمح بدخول قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي إليها وهو ما أكده الشيخ/ حسين الأحمر مساء أمس في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة"، حيث قال في رده على صحة سيطرة قوات النظام على وزارة الإدارة المحلية: في الحقيقة هناك وساطة سعت لذلك وكانت يوم الثلاثاء الماضي تطلب منا إخلاء وزارة الإدارة المحلية واتفقنا على إخلائها صباح الأربعاء وقمنا بذلك وأبقينا فيها مجموعة من أصحابنا وإخواننا لا يتجاوزون سبعة أو ستة أشخاص، إلا أننا فوجئنا في الصباح بهجوم مكثف وواجه رجالنا المتواجدون بالوزارة ذلك الهجوم باستماتة، موضحاً أنهم لا يريدون احتلال المؤسسات الحكومية وأن ما يطالبون به هو إخلاء مؤسسات الدولة التي هي ملك للشعب من التمترس والأسلحة الثقيلة الموجهة إلى بيوتهم وتهدد حياة أطفالهم ونسائهم. وتابع: وإلا لماذا قامت الثورة؟ لأننا نريد دولة مؤسسات، دولة مدنية والفرق بين الدولة المدنية والعسكرية ما يحدث الآن في صنعاء وزنجبار ونهم وأرحب ومناطق أخرى. وعلى صعيد متصل حصلت الصحيفة على معلومات في وقت متأخر من ليلة أمس الأربعاء تفيد بأن أنصار الشيخ/ الأحمر تمكنوا من استعادة السيطرة على مبنى وزارة الإدارة المحلية، بما فيها من معدات كانت قد تموضعت بها قوات النخبة داخل الوزارة، هذه المعلومات لم يتسن للصحيفة التأكد منها من مصدر مطلع عن كثب على مجريات المستجدات، نظراً لتأخر الوقت. وفي هذا السياق، اعتبرت مصادر محلية بصنعاء دوي الانفجارات التي هزت العاصمة وأصوات القذائف والرصاص التي سمعت عند الساعة الواحدة والربع واستمرت إلى الثانية والنصف من منتصف ليلة أمس تأتي رداً على تمكن أتباع الشيخ/ الأحمر من استعادة السيطرة على وزارة الإدارة المحلية. وبحسب تلك المصادر فإن مواجهات واشتباكات مسلحة تلت هذه الانفجارات، حيث تجددت المواجهات في منطقة جولة سبأ وشارع مأرب وحيي الحصبة والجراف، بعد أن كانت قد انحسرت منذ صباح أمس الأول في محيط وزارة الداخلية واستمر القصف المدفعي المتبادل.