منذ بدأت الحالة السياسة المتأزمة في بلادنا ونحن مثل كثيرين غيرنا نطالب بإيقاف أو إلغاء الدوري، ومع تعقد الحالة السياسية والأمنية في البلد وصلت مطالباتنا إلى حد المناداة بإلغاء الموسم الكروي كاملا، إلا أن الاتحاد اليمني لكرة القدم بقي متجاهلا لكل ما يحدث، وكل من يطالب مصرا على الاستمرار.. وبعد تأخر وتردد، وشد وجذب اقتنع اتحاد العيسي أخيرا واتخذ قرار التعليق للمباريات إلى أجل غير مسمى. والحقيقة أن الاتحاد اليمني لكرة القدم لم يتخذ قراره المتأخر هذا من واقع قناعته وتقديره لضرورة توقف الكرة عن دورانها في هذا الوضع الصعب، فقد كان حاله هو الاستمرار في التجاهل لكل تطورات الأحداث الدامية في البلد، كالنعامة التي تدس رأسها في الأرض، ووحدها الانسحابات المتكررة لفرق حسان والرشيد وشعب حضرموت هي التي أفرغت الدوري من مضمونة وانتزعت منه شرعيته وبالتالي فإنها هي التي أرغمت اتحاد العيسي على اتخاذ قرار التعليق بالرغم من قوة ضغط وزارة الزوكا عليه بمواصلة الدوري بمن حضر وكيفما حصل.. وفي هذا المقام يمكنني التأكيد على أن قرار التعليق بحد ذاته لم يعد كافيا، إذ أن العالم كله كمل موسمه الكروي وسيكون من الغباء أن تتداخل مواسمنا، وأن ننتظر إلى ما شاء الله حتى نكمل الموسم. إذا فقرار التعليق لم يعد مجديا، والإلغاء أصبح هو الحل الوحيد أمام هذا الاتحاد، وعلى الاتحاد اليمني وحده البحث عن حلول قانونية يعالج بها مسألة الصعود والهبوط وأحقية تمثيل الأندية اليمنية في البطولات العربية والقارية، كما أن عليه من الآن الترتيب لانطلاق الموسم المقبل بشكل مبكر مثل خلق الله التي تحترم المواعيد وتعمل بأجندات ثابتة وواضحة. نعم انتهى الموسم الكروي اليمني وإن كان لم يبدأ بعد، لكنه انتهى، ويجب أن ينتهي بأي شكل، وعلى اتحاد العيسي أن يبحث عن الآن مسألة إعداد نفسه للموسم المقبل وقبل ذلك عليه أن يجتهد في التفرغ لإعداد المنتخبات الوطنية المتخلفة التي تنتظرها استحقاقات كروية على مختلف المستويات. نتمنى أن يتم ذلك قريبا، وننتظر أن يكشف الاتحاد عن أجندته للموسم المقبل بشكل سريع حتى يتم الترتيب بشكل مبكر لمباريات ودية للمنتخبات الوطنية فقد كنا نتوق ومازلنا نحلم باليوم الذي نرى فيه منتخباتنا تلعب في أيام الفيفا وديا مثل كل منتخبات الأرض.. ودمتم. نقلا عن صحيفة النادي السعودية