تستأنف اليوم مجدداً منافسات الدوري العام لكرة القدم لأندية الدرجة الأولى في نسخته ال19 بانطلاق الجولة ال 19 بعد توقف اضطراري لفترة دامت أكثر من شهر بسبب الأوضاع التي يمر بها اليمن حالياً على خلفية الأزمة السياسية المحتقنة والاحتجاجات والمظاهرات في معظم المدن الرئيسة في البلاد منذ أكثر 90 يوماً. يأتي قرار اتحاد القدم رسمياً باستئناف الدوري تلبية لمطالب أغلب الأندية والتي على ضوءها ألغى الاتحاد دعوته لرؤساء فروع الاتحاد بالمحافظات ومندوبي أندية الدرجتين الأولى والثانية لكرة القدم لعقد اجتماع طارئ كان مقرراً اليوم السبت لحسم مسألة استئناف دوري النخبة أو إلغاءه بصورة نهائية وبموافقة الأندية المشاركة. كان اتحاد اللعبة أقر في وقت سابق جدول المباريات المتبقية للدوري للمراحل (19 إلى 26)، ابتداءً من 15 مايو الحالي على أن ينتهي الدوري بفي 11 يوليو المقبل. وحذر اتحاد الكرة في تعميم وزعه على فروعه بالمحافظات والأندية المشاركة الفرق المتخلفة عن استئناف مباريات البطولة دون عذر مسبق بأنها ستتعرض إلى أقصى العقوبات وفقاً للائحة المسابقات للموسم الكروي 2010 /2011م من أبرزها الهبوط لدوري الدرجة الثانية. وتغيبت أندية حسان وشعب حضرموت عن مباريات الجولتين ال 17 و18 قبل أن يلحقها التلال بطلب تأجيل المباريات نتيجة للأوضاع التي تمر بها البلاد التي قدرها اتحاد اللعبة ، وأعلن في 12 أبريل الماضي عن إيقاف الدوري إلى أجل غير مسمى في رابع تأجيل يقره هذا الموسم منذ بدء الاحتجاجات في اليمن في 11 فبراير الماضي وحتى الآن. وتفتتح منافسات الجولة ال 19 اليوم الأحد بقمة ساخنة وقوية تجمع المتصدر التلال عدن 37 نقطة ومضيفه حامل اللقب الصقر تعز 29 نقطة المتقدم للمركز الثاني ، في مواجهة تكتسب أهمية كبيرة كونها تجمع فريقين كبيرين ومتقاربين في مستواهما ويعيشان نفس الظروف بعد ان اختتما مشواريهما ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أخيراً بصورة متواضعة للغاية حيث احتلا المركزين الأخيرين في المجموعتين الأولى والثانية وودعا البطولة مبكراً. المواجهة المرتقبة للفريقين تشكل مفترق طرق كونها ستكون بمثابة مباراة الدوري كما حدث الموسم الماضي حينما خاض الفريقين تنافساً شديداً على إحراز لقب الدوري حتى الجولة قبل الأخيرة من البطولة الكروية التي حسم الصقر اللقب لصالحه في نهاية المطاف وأحرز درع الدوري. ويسعى التلال بقوة إلى مواصلة عروضه الجيدة هذا الموسم وتحقيق فوز جديد يعزز موقعه في الصدارة والابتعاد بالصدارة كثيراً عن أقرب منافسيه في ضوء اتساع الفارق بينه والصقر والعروبة وشعب اب إلى 8 نقاط، لكن المباراة لن تكون سهلة للتلال سيما أنها تقام خارج قواعده وبعيداً عن جماهيره العريضة وفي ظل الحالة الفنية الجيدة التي يعيشها الصقر حالياً بقيادة مدربه المصري إبراهيم يوسف الذي قاده في آخر الجولات الخمس الماضية واستطاع انتشاله من أوضاعه المتردية ونتائجه السيئة في مرحلة الذهاب ليحقق عددا من الانتصارات عززت موقعه في لائحة الترتيب وقفز إلى المقدمة في المركز الثاني لأول مرة هذا الموسم من المرتبة السابعة وله مباراة مؤجلة. ويتطلع الصقر إلى تعويض إخفاقه وخروجه مبكراً من منافسات كأس الاتحاد الآسيوي من خلال الظفر بنقاط المباراة الثلاث الثمينة من التلال بغية تعزيز موقعه في المنافسة على إحراز اللقب والمحافظة عليه للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه وامتلاك الدرع للآبد للمرة الأولى. ستكون مواجهة قمة دوري النخبة بين التلال والصقر بين مدربين أجانب من أفريقيا هما المصري إبراهيم يوسف مدرب الصقر والإثيوبي سيوم كبدي مدرب التلال الذي سبق وان قاد الصقر في الموسم 2005 / 2006 لإحراز أول بطولة دوري له في تاريخه. وكان لقاء الذهاب بين الفريقين بعدن انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله. على الجانب الأخر يلتقي العروبة 29 نقطة الثالث في الافتتاح أيضا جاره شعب صنعاء 27 نقطة السادس في مباراة يأمل العروبة مواصلة عروضه اللافتة هذا الموسم وتحقيق فوز جديد يعزز حظوظه القوية للمنافسة على إحراز اللقب الغالي لأول مرة في تاريخه سيما ان لديه مباراة مؤجلة. وتختتم منافسات هذه المرحلة بعد غد الاثنين بخمس مباريات ساخنة لفرق المقدمة والمؤخرة على حدٍ سواء ، حيث يلتقي أهلي صنعاء 22 نقطة السابع ضيفه القادم من المدينة الساحلية الحديدة الهلال 28 نقطة الخامس. يطمح الأهلي إلى استعادة نغمة الفوز من جديد بعد ان خسر الجولة الماضية من المتصدر التلال بعدن بهدف وحيد ، وهي الهزيمة الأولى للأهلي بعد خمسة انتصارات متتالية قاده لتحقيقها مدربه المصري محمد حلمي الشهير ب " توتو "عززت من موقعه في قائمة الترتيب في دائرة الأمان صعوداً من المراتب الأربعة المتأخرة المهددة بالهبوط لدوري المظاليم وله مباراة مؤجلة. فيما يستضيف حسان أبين 20 نقطة العاشر شبابالبيضاء 18 نقطة ال 12 ، في المقابل يسعى شعب حضرموت 21 نقطة التاسع إلى استعادة توازنه المفقود وكسب مباراته مع ضيفه المترنح وحدة صنعاء 14 نقطة قبل أخير القائمة بهدف تحسين صورته في ترتيب الفرق والابتعاد عن دائرة الهبوط لدوري المظاليم، سيما ان ضيفه الوحدة يعيش ظروفاً صعبة للغاية وبات شبح العودة لدوري المظاليم للمرة الثالثة في تاريخه العريق يلف حوله بقوة هذا الموسم. وفيما يحل شعب اب 29 نقطة الرابع ضيفاً ثقيلاً على أهلي تعز 19 نقطة الحادي عشر، يخوض اتحاد اب 22 نقطة الثامن مباراة سهلة نسبياً أمام ضيفه الرشيد القابع في ذيل القائمة بنقاطه ال 13. يذكر أن توقف الدوري بسبب الأوضاع التي يمر بها اليمن حالياً أجبرت بعض المدربين واللاعبين المحترفين الأجانب بفرق الدوري على مغادرة البلاد، عائدين إلى بلدانهم من دون سابق إنذار وغير مبالين بإمكانية استئناف المسابقات الكروية أو إلغائها مما يجعلها في ورطة حقيقية بعد قرار استئناف الدوري. وفيما اضطرت بعض الأندية بسبب التوقفات المتكررة للدوري إلى الاستغناء عن لاعبيها المحترفين الأجانب لتحملها أعباء مالية كبيرة، لا تزال أندية أخرى تحتفظ بأوراقها من المدربين واللاعبين. وكان رئيس اتحاد كرة القدم أحمد صالح العيسي قال ان توقف الدوري لأكثر من شهر جاء مخالفاً لتوجهات مجلس إدارة الاتحاد وسعيه الدائم لاستمرار النشاطات والبطولات المحلية وعدم توقفها كون استمرار البطولات هدفها رئيسي عمل الاتحاد على تحقيقه لتثبيت مواسمه الكروية ومسابقته وبما يعود بالنفع والفائدة على مستوى اللاعبين وتطور الأندية. وأكد العيسي في تصريحات صحافية مؤخراً استمرار المشكلة المالية التي يعاني منها الاتحاد منذ بداية العام 2011 رغم المحاولات الكبيرة لتجاوزها. مشيرا إلى ان ما يعانيه الاتحاد في هذا الجانب تعاني منه أيضا وزارة الشباب والرياضة التي تشكو من عدم وفاء بعض الجهات لتسديد ما عليها من أموال لصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة. وأضاف ان الاتحاد اليمني عمل خلال السنوات الماضية على تجاوز أية صعوبات مالية وقام بتوفير المال اللازم لإقامة البطولات .. موضحاً ان اتحاده أقر استئناف الدوري في 15 مايو الجاري وغالبية الأندية المشاركة في دوري النخبة تطلب ذلك باستثناء ناد أو ناديين يعانيان من صعوبات مالية ومن المفترض ان يتم الوقوف لجانبهما لتواصل مشاركتهما في الدوري وان تقف السلطات المحلية بالمحافظات مع الأندية الممثلة لها لدعمها وتوفير المواصلات ولن يتأخر الاتحاد في تقديم أي دعم مالي مرصود لأي نادٍ. وكان اتحاد الكرة حذر في وقت سابق من عقوبات دولية ربما تطال المنتخبات والأندية المشاركة في البطولات والاستحقاقات الخارجية والقارية المقبلة على خلفية الأزمة المالية الخانقة التي يعانيها بسبب عدم صرف وزارة الشباب والرياضة لمستحقات الاتحاد منذ بداية العام 2011 مما يهدد بعقوبات دولية نظرا لعجز الاتحاد عن تجهيز المنتخبات الوطنية التي ستشارك في الاستحقاقات الدولية القادمة مما قد يعرقل.
