صدمة قوية وجهها مدرب المنتخب الوطني الأول الكابتن أمين السنيني إلى الشارع الرياضي بعدما فاجأ الجميع بإعلانه ضم خمسة لاعبين إلى تشكيلة منتخبنا الوطني الذي يستعد لمواجهتي العراق في تصفيات مونديال البرازيل 2014م .. كانت في معظمها بعيدة عن توقع أي متابع ولو من المستوى الأدنى للشأن الكروي في بلادنا. فاختيارات السنيني التي لا تعرف مدى أهميتها في هذا التوقيت باعتبار المنتخب إلى اليوم لم يقم بتجربة من يتواجد في التشكيلة، إضافة إلى توقف كرة القدم في البلاد بفعل الأحداث المتسارعة جاءت في مسار الغربة عطفا على الأسماء المختارة التي ضمت ثلاثة لاعبين من التلال وهم حسين الغازي وأحمد الصادق ثم الحارس الذي لم يسمع عن أخباره من وقت طويل، يضاف إليهم لاعب الصقر محمد فيصل وأخيرا لاعب الجيل جميل السريحي. والحقيقة التي يجب أن يعترف بها الجميع حتى من محبي السنيني أن الخماسي الجديد اختلفت لأدود الأفعال عليهم كلا على حده، فحسن الغازي وأحمد الصادق اللذان يبدو أنهما الأقرب إلى الاقتناع بقدراتهم كانا إلى وقت قريب في قوام تشكيلة المنتخب الأولمبي قبل أن يبعدوا بقرار الجهاز الفني وفق سببين مختلفين، وهو ما يعني أنهم معاقبان.. ثم يأتي التلالي الآخر سعود السوادي الذي غاب من الموسم الماضي ولم يخض أية مباراة في الدوري العام منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، بل إن فريقه التلال لم يعد يكلف نفسه بالسؤال عليه، بعد أن أصيب بالرباط الصليبي، وهو النداء الذي لم يستوعبه أحد.. بعد ذلك يأتي جميل السريحي الذي لم يعد يذكر على خارطة كرة القدم إلا من حين إلى آخر بعد أن تاهت سككه وتنقل من نادٍ إلى آخر حتى استقر به الحال في الموسم الحالي في صفوف شباب الجيل دون أية بصمة تلامس ما كان يقدمه في سنوات تألقه الوحيدة مع التلال، أما آخر الأسماء محمد فيصل لاعب الصقر، فهو أمر من الممكن تقبله باعتبار اللاعب متواجد في تشكيلة فريقه الأساسية وخاض تجربة آسيوية في الفترة الأخيرة. ومن خلال الوقوف على أحوال اللاعبين الخمسة كان السنيني الذي أثار الدهشة في تسمية تشكيلته منذ اللحظة الأولى ثم بعد ذلك ببعض الإضافات السابقة يرسم الحيرة على الشارع الرياضي، ويبدو وكأنه يستعرض بقدرات خارقة، تعتمد رؤى بعيدة في أن يدرك أحد مفاهيمها وجدواها على المرحلة.. فمن غير المعقول أن ينسف السنيني قرار عقلي اتخذ من مدرب المنتخب الأولمبي بموافقة اتحاد كرة القدم، ويقوم باستدعاء الغازي والصادق وهو ما يعتبر تحديا صارخا، وخصوصا فيما يخص الغازي الذي اتخذ فيه عقوبة، إذا ما اعتبرنا أن الصادق كان في قوام تشكيلة السنيني التي أعلنها بعد تسلمه المهمة.. كما السنيني الذي غيب في اختياراته حارسي التلال فرج بايعشوت وعمروس المتألقين بشكل لافت على الواقع في مباريات الدوري والمشاركة الآسيوية، كان يجبر الناس عموما على طرح أكثر من سؤال في استعداء حارس لم يتواجد تحت عارضة المرمى في لقاء رسمي أو حتى ودي خلال موسمين، وهو على بعد أقل من شهر ونصف عن الاستحقاق الرسمي أمام العراق.. وهو ما ينطبق على اختياره للسريحي الذي لم يعد يمتلك الثلث من إمكانياته السابقة التي كان فيها واحد من كتيبة السنيني المعدلة في كأس العالم في فلندا. وكل تلك المعطيات يكون اختيار محمد فيصل والصادق فقط في اتجاه مقنع باعتبار أن الأول لاعب صاعد وربما شاهد فيه السنيني قدرة على التطور وخدمة مشاوير المنتخب، فيما الثاني يعتبر أحد القدرات الخاصة في مركز الدفاع في الدوري اليمني.. أما دون ذلك فقد كان السنيني يسبح لوحده في اتجاه غير مقرؤ من المتابع وخصوصا من الفنيين، ويضع نفسه في مساحة حرج تقلل من شأنه الذي نقدره بعد سنوات التجربة التي خاضها في مجال التدريب مع الأندية والمنتخبات حتى وإن كان حلقة في الفشل الذريع في خليجي 20. من هنا نحن أيضا نوجه السؤال إلى السنيني، وهو مطالبا بالإجابة لإقناع الناس بما رآه ولم يراه الآخرون في اختياراته للخمسة، حتى لا يزداد الهمس واللمز باتجاهه التي كان لها حضور في مناسبات سابقة وفي الاتجاه نفسه، بعدما ضم لاعبين لم يعد لهم ريحة في تشكيلات فرقهم الأساسية.. فأما أن يكون فعلا خارقا للعادة ولديه رؤى تغيب عن الجميع.. وإما فليسمح لنا بالقول إنه فاقد لأدنى مستوياتها.