نال المدافع التلالي الواعد كرم رياض خصوصية الظهور في ملاعب كرة القدم، بعدما خطى بشكل جيد نحو النجومية، فكان في اختيارات تمثيل الوطن في قائمة بطولة خليجي 20 للمدرب الكرواتي ستريشكو.. ليسجل حضورا ذات شأن على واقع نادي التلال، كونه أول لاعب بعد سنوات طويلة يظهر من بين ثنايا هذا النادي العملاق من بوابة فئاته العمرية كلاعب مميز وواعد بالكثير. المدافع الواعد يمر في هذه الفترة بحالة انعدام للتوازن، بعدما غاب عن تشكيلة مدرب الفريق الإثيوبي سيوم كبدي إلا فيما ندر، وعدم استدعائه من قبل مدرب المنتخب أمين السنيني لتشكيلة المنتخب.. "أخبار اليوم الرياضي" التقته وناقشته في كثير من الأمور من خلال عدد من الأسئلة التي رد عليها بصراحة مطلقة نضعها لك عزيزي القارئ في السطور القادمة. * بعد الانطلاقة والتواجد في اختيارات ستريشكو خفت اسمك كثيرا.. ترى ما الذي حصل؟ - سؤال مهم، ولكن أنا نفسي لم أجد له إجابة، فأنا أقوم بما هو عليه كلاعب على أكمل وجه، ولا أدري على ماذا اعتمد مدرب التلال سيوم في تقييم أدائي لا أبقى بعيد عن التشكيلة الأساسية في التلال التي وصلت إليه بجهد وتعب ومثابرة خلال ثلاثة مواسم وأكثر في صفوف الفريق.. لا أظن أنني منقص في ما هو مطلوب مني، فأنا أحافظ على لياقتي وجاهزيتي، والدليل أنه حين يتم إقحامي في الملعب أكون قادرا على تقديم الشكل الذي تعوده الجمهور مني.. ومع ذلك أجد نفسي في المباراة القادمة خارج حسابات المدرب. * إذا المشكلة تتعلق برؤية المدرب سيوم كبدي؟ - أكيد أنها رؤية مدرب الفريق الذي لم أجد معه فرصة كاملة رغم أننا مع قدومه كنت قد جئت من قوام تشكيلة منتخبنا الوطني الذي استعد وخاض غمار بطولة خليجي 20 مع ستريشكو الذي اختارني من خلال أدائي في مباريات الدوري مع التلال.. ومع ذلك وجدت هناك إصرارا عجيبا من المدرب بأن أبقى بعيد عن التشكيلة، واعتماد كامل على اللاعبين المحترفين الجدد الذي غزو تشكيلة الفريق. * ألم يكن هناك حديث بينك وبينه، ومن خلال الجهاز المعاون ممثل في الكابتن عبدالرحمن سعيد؟ - بصراحة أنا ومن خلال استمرارية تعند سيوم وإبقائي بعيدا عن التشكيل، وندرة فرص مشاركتي مع الفريق، ناقشت الكثير، وشكيت تلك الجزئية التي نالت مني وأصابتني بالإحباط، لكن بكل أسف الجميع أدار ظهورهم لي، وفضل السكوت رغم أننا لاعب قادم من المنتخب الوطني، ووفق اختيارات مدرب كبير مثل ستريشكو، ووصلت إلى حالة يأس وإحباط، واستمرت في التواجد وتأدية الجرعات التدريبية بحرص، ومقتنع بما هو حاصل. * تقييمك للوضع مع سيوم.. كيف كان ختامه مع قرب انتهاء الدوري؟ - طبعا أنا احترم قناعته، ولكنها لم تقنعني، لأنني لاعب جاهز ولدي الكثير لأقدمه خدمة للفريق في مراكز الدفاع، ولكن إذا كان لي تقييم فهو عند ربما لشيء في نفسه لأنني حين سألته عن السبب قال لي "مازلت صغير والمستقبل أمامك".. هل هذا رد مقنع؟!.. الحكم لك ولمن يقرأ هذا الموضوع. * وإدارة النادي؟ - إدارة النادي لم تحرك ساكنا، وقالوا: "إن هذا شأن فني".. قلت لهم: "كيف شأن فني، وهو يقتل لاعب من أبناء النادي، وصل إلى أن يكون في تشكيلة المنتخب بوجود ستريشكو".. فكان هناك صمت مطبق بعدما وجدوا أن الفريق يتصدر، فارتضيت السكوت أيضا، لأنني وقعت في طريق مسدود مع سيوم الذي بدا لي أنه مع كثرة المحترفين الذين استقطبهم الفريق كان في وضعية ملخبطة. * كيف ترى حظوظ الفريق في التتويج بعد ما مر به الفريق من مشاكل، وتغيير خارطة المنافسة بتهبيط حسان والرشيد، ثم الصقر المنسحب؟! - الأمر مازال في أيدينا كلاعبين، ولكن يجب أن يكون للإدارة دور سابق في توفير مستلزمات اللاعبين، وخصوصا في صرف رواتبهم المتأخرة التي أرى أنها من أسباب ما مر به الفريق في المباريات الأخيرة.. إذا أردت الإدارة أن نحقق اللقب، فيجب أن يكون هناك قدرة على توفير مستحقات اللاعبين المالية حتى لا تزداد أمور الفريق ومعاناة في ظل غياب المحترفين ولاعبي المنتخب. * في حال بقي سيوم لموسم ثانٍ مع التلال؟ - سأعلنها على الملأ "إنني لن أبقى.. وسأرحل". * وهل أنت مع عودة الدوري في هذه الظروف؟ - طبعا لا.. لأن الأوضاع لا تخدم الفرق، ولعل وضع نادينا بسفر المحترفين أمر شاهد على ذلك، لكن نحن اللاعبون نخضع لقرار الإدارات التي هي المخولة باتخاذ المواقف والقرارات. * بعيدا عن التلال.. كنت ضمن اختيارات ستريشكو لخليجي 20 غير أنك لم تخض أية مباراة؟ - وجودي ضمن قائمة بطولة خليجي 20 شرف لي كلاعب مازال في بداية مشواره.. وعدم مشاركتي كانت من خلال رؤية مدرب كبير، وهو أمر لم يزعجني نهائيا، لأنني في بداياتي.. ويكفيني شرف أنني كنت موجود ودخلت في تشكيلة مباراة الكويت. * بتصورك.. لماذا أخفق ستريشكو ؟ - سؤال جاء في وقت متأخر.. لكنني أقول: "إن ستريشكو مدرب لدية من القدرات ما يكفي ليضيف شيئا للاعب اليمني، وقد لاحظت ذلك على الواقع في الفترة التي تواجدت فيه معه التي كانت في فترة الإعداد والتي خضت فيها مباريات في معسكر هولندا.. وستريشكو مر بظرف صعب في البطولة، ولم يخدمه اللاعبون من خلال الضغوطات التي تعرضوا لها في أول بطولة بذلك الزخم على أرضنا وبين جماهيرنا".. لذلك لم يتفوق في قيادة المنتخب أمام فرق جامدة تمتلك كل أمور الأفضلية عنا. * وهل إبعاده كان خطأ؟ بكل تأكيد.. المدرب كان قادرا على تحقيق النقلة في أداء ونتائج المنتخب، وكان يجب الصبر عليه، وإعطاؤه فرصة أخرى، لأنه قد بدا يعرف الكثير في بواطن اللاعب اليمني، لكن حتى الاتحاد مر من بوابة الضغوطات وأبعده مباشرة بعد البطولة.. لو بقى لكان استطاع أن يكون منتخب جديد دون اعتماد على لاعبين قد مر عليهم الوقت، بمعنى آخر انتهى عمرهم الافتراضي.. فالمنتخب ليس مملكة يجلس فيها اللاعب فترة طويلة، كما هو حاصل مع بعض اللاعبين.. فقد تعلمنا منه كيف تلعب كرة القدم بوجهها الحقيقي من خلال رؤية محترفة وحديثة. * لماذا غبت عن اختيارات السنيني الذي كان أصلا مساعد لستريشكو؟ - الكابتن أمين السنيني تربطني به علاقة جيدة، ليس من المنتخب فقط، وإنما منذ أن كان مدربا للتلال، ووقتها كنت لاعبا أساسيا معه، ولا أعرف سبب مباشر لعدم استدعائي رغم أنه ركز في تلك الاختيارات على مجموعة من اللاعبين الشباب، ولكن هي وجهة نظر احترمها وبشدة من قبل الكابتن السنيني الذي أتمنى له التوفيق. * هل ترى أننا قادرون على عمل شيء، وتحقيق نتيجة جيدة أمام العراق؟ - نحن نتمنى.. ولكنني أظن أن ذلك مستبعد في ظل حال المنتخب، وفترة إعداده التي مرت من بوابة ظروف البلد. * لكن المنتخب الآن في خارج البلد يخوض معسكر؟ - الإعداد يجب أن يكون من خلال مباريات مع خصوم أقويا يستفاد من مواجهتهم، وليس الفوز عليهم كما كان في بطولة خليجي 20، والمباريات الإعدادية التي أصبحت قضية بعد الإخفاق. * يبدو أن جلوسك على مقاعد احتياط التلال كان سبب غياب العين عنك؟ - لا أظن ذلك منطقيا، فقد استدعي للمنتخب لاعبون بعيدين عن الملاعب، وقد عفا عنهم الزمن.. ذلك أمر خارج الحدود في تفسير عدم وجودي مع المنتخب بعد أن كنت في قائمة خليجي 20. * كابتن هناك سؤال خاص.. رحيل لاعب بحجم الوادي من التلال هل حمل لكم شيئا؟ - نعم.. وهو أمر يخصنا نحن أبناء النادي.. بكل أسف إبعاد.. إبعاد.. الوادي جاء في إطار مخطط مخيف باتجاه لاعبي التلال، ولا نعرف إلى أين سيصل؟!، فلم يكن أحد ينتظر أن يكون جزاء الوادي الذي قدم أحلى سنوات عمره للتلال بتلك الصورة التي أساءت للإدارة التلالية قبل أي أحد.. ومع ذلك أقولك إنها رسالة علينا أن نقرأها بعناية تامة، حتى لا يكون قادم السطور فيها صوب لاعبين آخرين، كما حصل أيضا لزملائنا الآخرين أمين عوض وماجد صالح. * وهل تتذكر بداياتك مع التلال؟ - طبعا الباديات لا تنسى، وإن كنت محظوظ في أن تكون بدايتي في العام 2005م مع المدرب الوطني الكبير سامي النعاش الذي تبنى خطاي الأولى، وزرع فيَّ ثقة كيف أن تكون لاعبا، والحمد لله تمرست مع الأمور حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. * وعلى خطى من سرت كلاعب؟ باختصار أنا سرت على خطى صلابة محمد صالح، وعقل خالد عفارة، وثقل حمادة الوادي.. هؤلاء هم اللاعبون الذين سرت في طريقهم مع كرة القدم ومركز الدفاع. * كابتن يقال إنك تتكلم عن نفسك كثيرا.. وبأن الغرور قد أصابك من بدري؟ - كلام غير صحيح، هناك من يحكم عليك من بعد، أنا بعيد عن تلك الصورة، ولم يركبني الغرور لسبب بسيط، مازلت في أول المشوار، ومازال لديه طموحات كثير لا أحققها في ملاعب كرة القدم في التلال ومع المنتخب بإذن الله تعالى. * بماذا ترد عن هؤلاء؟ - لا أرد عليهم بشيء، إذا أرادوا أن يعرفوا مكونات شخصيتي فيقربوا مني، وسيجدون أنهم مخطئون. * ماذا تتمنى في قادم الأيام؟ - أمور كثيرة، لكن في السماحة التلالي أتمنى أن نحقق الدوري، وأن يعود حمادة الوادي كقائد للفريق، ويعود النعاش مدربا. * هل لك بصمات في شباك الخصوم؟ - نعم لي هدف اعتز به في شباك الهلال في اللقاء الذي فزنا به بأربعة أهداف، وكذا هدف آخر في شباك تعاون بعدان في كأس الرئيس. * كيف هي علاقتك بالإعلام والإعلاميين؟ - باختصار أنا مظلوم من قبل الإعلاميين لأنهم لم يعطوني أية مساحة وحتى بعد أن استدعيت للدفاع عن ألوان المنتخب في تظاهرة خليجي 20. * ومن تحب من اللاعبين في الأندية الأخرى؟.. وبمن تعتزمن المدربين؟ - أكرم الوافي، فهو لاعب بنكهة خاصة في التعامل مع كرة القدم.. أعتز بالسنيني، وأكرم سلمان، وشرف محفوظ، وسعيد دعالة في الناشئين، وهؤلاء المدربون أصحاب بصمة في أدائي. * كيف تقييم أداءك في المباريات؟ - بصراحة أنا اعتمد أشخاص على مقربة مني، كما أنني أدرك في أوقات كثيرة إن كنت في حالتي من عدمها، كما كان في لقاء العهد اللبناني في البطولة الآسيوية في صنعاء، يومها كلفت برقابة العراقي صلاح سدير، وكنت في الموعد لأقطع عنه الماء والكهرباء. * وماذا تحب أن تقول في نهائية لقائنا بك؟ - أقدم الشكر لك كابتن خالد على هذه الفرصة، وأتمنى لوطننا الخير والسعادة في قادم الأيام.. وشهر كريم على الجميع.