* ورحل عنا.. نحن معشر الرياضيين عامة أستاذ الأجيال الرياضية (أحمد عبدالله حيدرة) الشهير بلقب (الباشا) يوم 29 أبريل 2011م.. ليرحل عن الجميع.. هكذا فجأة حتى دون كلمة وداع.. ورغم هذا الرحيل الموجع الذي حل عليَّ شخصيا بطعم الحرائق في عمق أعماقي، لأنه كان بمثابة الأب الروحي عن ابن.. بهذا المصاب الجلل افتقدت جزاءً مهما في مشوار حياتي.. كيف لا.. وهو من علمني الحروف في مختلف مجالات حياتي الإبداعية عامة.. الباشا وأنا عشرة عمر من عام 1962م منذ أولى ابتدائي.. وصاحب أفضال لا تحصى. * قبل رحيل هذا الرجل كقائد ناجح بامتياز في مجالي الأندية الرياضية والتربوية.. ونجاحه الأخير مع قلمه والكلمة الرياضية في وعموده الأسبوعي الثابت في الصفحة الرياضية مع عشقه الأبدي صحيفة "الأيام" التي تطل على القراء الكرام صباح كل أربعاء من أيام الأسبوع، بعنوان (روشته رياضية).. بعمود صغير الحجم.. وكلمات قلمه مليئة بالرصاص.. لينتقد فيه كل الهموم الرياضية في الزمن الوحدوي الذي عندما شعر بأن (الرياضة) كانت شطرية في زمان الحزب الحاكم.. فقال لي: "تأكد إننا عيال الخالة"!!. * ذات يوم قريب كنا معا نتبادل الحوار الذي طبعا يسود حديثه التعصب الشديد لرياضة ونجوم كرة زمان.. وفجأة سألته قائلا: "أستاذ باشا لماذا لا تعاود كتابة عمودك الرياضي الأسبوعي الجميل (روشته رياضية) في أية صحيفة رياضية طالما وصحيفة "الأيام" موقوفة.. ما رأيك بوجهة نظري - وكأننا اقترفت جرما أو خيانة وطنية - نظر نحوي كثيرا.. ثم قال يا كابتن أعتقد هكذا أني خلقت لأكتب في صحيفة "أيام" هشام وتمام باشراحيل).. والاعتقاد نفسه عندي أن الأيام خلقت من أجل (الباشا) بالمختصر (أنا و"الأيام" معا إلى للقبر).. إنما لو جاءني أمر الله أحملك (أمانة) بأن تكتب الروشته أنت بدلا عني كتكريم لي.. وأن تنشرها كل أربعاء في صحيفة اعتز بها وهي "أخبار اليوم".. لأنها من أجمل الصحف عندي.. فقط تكرمني قيادة الصحيفة بأن تكون أنت كاتبها". هنا قلت: "بالله يا أستاذ (باشا) لنغلق الحوار.. وربنا يخليك لنا.. وإذا بالأيام تدور لأجد نفسي أردد (رحمة الله عليك أستاذنا الباشا)".