شهر شعبان من الشهور التي جاءت السنة بتعظيمه و تفضيله، و من رحمة الله أن النبي صلى الله عليه و سلم قد بينا لنا ما نصنع فيه مما يقربنا إلى الله . في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وكان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا ً). و لتعلم يا عبدالله أنه في هذا الشهر يتكرم الله على عباده بمنتين عظيمتين؛ نحن أحوج ما نكون إليهما: 1- عرض الأعمال على الله و بالتالي قبوله ما شاء منها. 2- مغفرة الذنوب للعباد من عند الله تكرما، و تفضلا. و لكي تنال هاتين المنتين؛ فما عليك إلا أن تقوم بما أرشدك إليه النبي صلى الله عليه و سلم:ثبت عند النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:قلت:يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر ما تصوم من شعبان، فقال صلى الله عليه و سلم:(ذاك شهر يغفل فيه الناس؛ بين رجب و رمضان ، وهو شهر ترفع في الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي و أنا صائم ). فالحكمة من إكثاره صلى الله عليه و سلم الصيام في شعبان؛ أمران: الأمر الأول:أنه شهر تغفل الناس عن العبادة فيه؛ و معلوم أن أجر العبادة يزداد إذا عظمت غفلة الناس عنها، وهذا أمر مشاهد؛ فأكثر الناس على صنفين: صنف انصرفوا إلى شهر رجب و أحدثوا فيه من البدع و الخرافات ما جعلهم يعظمونه أكثر من شعبان. و الصنف الآخر لا يعرفون العبادة إلا في رمضان. الأمر الثاني :أن الأعمال ترفع إلى الله فيه، و أفضل عمل يجعل أعمال العبد مقبولة عند الله هو الصيام؛ و ذلك لما فيه من الانكسار لله تعالى، و الذل بين يديه، و لما فيه من الافتقار إلى الله . فيشرع لك يا عبدالله أن تصوم شعبان إلا قليلاً، أو تكثر من الصيام فيه حتى تقبل أعمالك عند الله .