دعا أمين مجلس صيانة الدستور الفارسي المدعو أحمد جنتي في صلاة الجمعة الماضية إلى فتح(احتلال) البحرين إسلاميا على يد المسلمين(عسكريا حسب المفهوم الفارسي) بعد المجازر التي تعرض لها الشعب البحريني على يد النظام الحاكم!"، حد تعبيره. وتعتبر هذه الدعوة العدائية وهي الأولى من نوعها تصدر من مسئول رفيع المستوى في الدولة الفارسية يدعو فيها إلى احتلال بلد عربي ذات سيادة بشكل مباشر. وتحدث المدعو جنتي عن أحداث البحرين و مؤتمر المصالحة الذي دعت إليه السلطات في البحرين للوصول إلى حل توافقي للأزمة التي حلت بالبلاد نتيجة للتدخلات الفارسية وعملاءها، موضحاً أن ما يقوم به النظام في البحرين من قتل واعتقالات شبه يومية للطلاب الجامعيين والأطباء سوف يفشل هذا المشروع ولا طائل منه وهذا ما يعطي الشرعية لمطالب المتظاهرين الذين رفعوا شعار " صوت واحد لكل مواطن" و هذا الشعار لا يستدعي هذا الغضب الشديد من قبل النظام ليقتل على إثره الشعب!! ، وأكد جنتي على وجوب فتح البحرين فتحاً إسلامياً ليحكمها نظام إسلامي في إشارة واضحة إلى نظام إسلامي تابع لولاية الفقيه. من جانبه أكد المدير العام لشؤون الشرق الأوسط والخليج الفارسي في الخارجية الإيرانية حسين اميرعبداللهيان أن بلاده تعتبر كل خطوة نحو انسحاب القوات العسكرية الأجنبية من البحرين، خطوة إيجابية، كما تعتبر انطلاق الحوار في هذا البلد شأناً داخلياً. وقال أمير عبد اللهيان في تصريح صحفي لموقع " عصر إيران" : لم تصلنا أخبار مؤكدة بخصوص خروج هذه القوات من البحرين، لكن إيران أعلنت منذ البداية أن دخول القوات العسكرية الأجنبية إلى البحرين لن يساعد على معالجة الأزمة بل يزيد الأمور تعقيدا. وأضاف: لكنه في الوقت الحالي تعتبر إيران كل الخطوات التي تؤدي إلى خروج القوات العسكرية الأجنبية من البحرين إيجابية. وبخصوص موضوع انطلاق الحوار بين المعارضة والنظام البحريني قال المسئول الإيراني: إن هذا الأمر شأن داخلي ونأمل أن تأخذ السلطات البحرينية مطالبات الشعب بعين الاعتبار وبجدية وأن تستعيد ثقة الرأي العام باتخاذ خطوات عملية وفعالة. وتابع أمير عبداللهيان: نعتقد أن أنسب طريقة للخروج من الظروف المعقدة الحالية في البحرين هو الحوار، مؤكدا أن الشرط المسبق لتحقق ذلك هو اتخاذ تدابير حكومية لبناء الثقة من أجل إعادة الأوضاع إلى طبيعتها. وتأتي هذه التصريحات وعلى لسان أحد أبرز رموز الدولة الفارسية بعد يوم واحد من اجتماع ضم جهات رسمية ومعارضة من ضمنها جمعية الوفاق الشيعية المعارضة و القريبة لنظام ولاية الفقيه و هي رسالة تؤكد وقوف الدولة الفارسية وراء انسحاب جمعية الوفاق من الحوار الوطني، ورسالة أخرى لبقية المعارضة في البحرين لإفشال مشروع المصالحة التي أطلقها العاهل البحريني، مما يكشف قوة وحجم المؤامرة والدور الفارسي في أحداث البحرين وتأثر ما يطلق عليها المعارضة البحرينية لمواقف الدولة الفارسية، من جهة، ومؤشر على دخول هذه الدولة مرحلة المواجهة المباشرة مع البحرين من جهة أخرى، وهذا الأمر يستدعي من دول الخليج العربي الحذر الشديد من مخططات العدو الفارسي الرامية إلى خلق الفوضى والتوتر في منطقة الخليج العربي في المستقبل القريب... فهل من متعظ؟.