تخوض الأوروغواي فرصتها الأخيرة لبلوغ الدور ربع النهائي لنهائيات كأس أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2011م) التي تستضيفها الأرجنتين عندما تلتقي مع المكسيك فجر الأربعاء في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة. وتملك كل من تشيلي والبيرو (4) نقاط من فوز وتعادل بفارق نقطتين أمام الأوروغواي التي سقطت في فخ التعادل معهما في الجولتين الأوليين، وبالتالي فهي تدرك جيدا بأن الفوز وحده يضمن لها التأهل إلى ربع النهائي ومواصلة سعيها لإحراز اللقب والانفراد بالرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة التي تتقاسمه مع الأرجنتين (14 لقبا لكل منهما)، لأنها سترفع رصيدها إلى (5) نقاط ستكون كافية لتخطيها الدور الأول سواءً كمتصدرة أو صاحبة المركز الثاني أو في أسوأ الحالات المركز الثالث. وتبدو كفة الأوروغواي راجحة أمام المكسيك على اعتبار أن الأخيرة تشارك بمنتخبها الأولمبي (تحت 22 عاما) معززا بخمسة لاعبين من المنتخب الأول، وذلك حفاظا على لاعبي المنتخب الأول كي لا يشاركوا في بطولتين كبيرتين في مدى شهرين بعدما توجوا بالكأس الذهبية الشهر الماضي في الولاياتالمتحدة بالفوز على المنتخب المضيف في المباراة النهائية، بيد أن مدرب الأوروغواي أوسكار تاباريز حذر لاعبيه من الاستهانة بالمنتخب المنافس.. مشيرا إلى أن المكسيك ليس لديها ما تخسره بعدما خسرت مباراتيها أمام تشيلي والبيرو، وهي ستبذل كل ما في وسعها لتحقيق الفوز على أمل التأهل كأحد صاحبي أفضل مركز ثالث. وتملك الأوروغواي منتخبا مدججا بالنجوم القادرة على قلب نتيجة المباراة في أي وقت، خصوصا لويس سواريز ودييغو فورلان وايدينسون كافاني بيد أن هذا الثلاثي لم يكشر عن أنيابه حتى الآن، وإن كان سواريز مهاجم ليفربول الإنجليزي هز الشباك في المباراة الأولى أمام البيرو (1-1).. في المقابل لم يظهر فورلان أفضل لاعب في مونديال 2010م في جنوب أفريقيا بمستواه المعهود حتى الآن، والأمر ذاته بالنسبة إلى كافاني ثاني أفضل هداف في الكالشيو مع فريقه نابولي الذي لن يخوض مباراة الأربعاء بسبب الإصابة. وستكون مباراة المنتخبين بعد يومين من فوز ناشئي المكسيك بمونديال تحت (17) عاما على حساب ناشئي الأوروغواي (2-صفر) على استاد الازتيك وأمام (105) آلاف متفرج، وقد يكون الفوز حافزا أمام شباب المنتخب المكسيكي للإطاحة بالأوروغواي رابعة مونديال 2010م وإحباط آمالها في مواصلة المشوار في المسابقة. ووسط موجة هائلة من الإشادة يأمل منتخب تشيلي لكرة القدم في مواصلة عروضه القوية، وحجز بطاقة التأهل إلى دور الثمانية عندما يلتقي نظيره البيروفي اليوم الثلاثاء، وعلى مدار الجولتين السابقتين قدم منتخب تشيلي أفضل العروض من بين جميع المنتخبات المشاركة في البطولة، واستحق تصدر مجموعته برصيد (4) نقاط بعد فوز مستحق على المكسيك (2/1)، ثم تعادل ثمين (1/1) مع أوروجواي. وفي المقابل كان المنتخب البيروفي من المفاجآت الحقيقية في البطولة الحالية، بل ويمكن اعتباره الحصان الأسود للبطولة، حيث استهل الفريق مسيرته في البطولة بتعادل رائع مع أوروجواي (1/1) ثم حقق فوزا غاليا على المنتخب المكسيكي (1/صفر) ليحتل المركز الثاني في المجموعة بفارق الأهداف المسجلة فقط خلف تشيلي.. ولذلك ستكون المباراة بين الفريقين غدا مواجهة على قمة المجموعة، وإن كان التعادل كافيا لتأهل الفريقين سويا بينما ستهدد الهزيمة صاحبها بإمكانية الخروج من الدور الأول في حالة فوز أوروجواي على المكسيك في المباراة الثانية بالمجموعة وطبقا لنتائج المجموعتين الأخريين في الدور الأول للبطولة، ويأمل كل من الفريقين في تحقيق الفوز من أجل تصدر المجموعة بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية في المجموعة بين منتخبي أوروجواي والمكسيك. وخطف منتخب تشيلي الأنظار من الجميع في البطولة الحالية، وأكد أنه مرشح بقيادة مديره الفني الأرجنتيني كلاوديو بورجي للمنافسة على لقب البطولة، وينتظر المتابعون للبطولة مواجهة مثيرة تتسم بالطابع الهجومي الذي يتمتع به الفريقان، حيث يعتمد المنتخب التشيلي على المهاجم الخطير أليكسيس سانشيز نجم هجوم أودينيزي الإيطالي الذي سجل هدف التعادل في مرمى أوروجواي، بينما يعتمد المنتخب البيروفي على المهاجم الخطير باولو جيريرو الذي يقتسم مع الكولومبي راداميل جارسيا فالكاو صدارة قائمة هدافي البطولة حتى الآن برصيد هدفين لكل منهما. وأبدى لاعب خط الوسط التشيلي آرتورو فيدال ثقته في قدرة بلاده على التتويج بلقب البطولة قائلا: "إننا واثقون من إنجاز أمر مهم، وأتمنى أن نكون الأبطال".. مشيرا إلى ثقته بقدرة الفريق على مواصلة المشوار حتى النهاية. مؤكدا أن المنتخب التشيلي يقدم كرة القدم الأكثر جاذبية في البطولة الحالية.. مضيفا "إن المباراة أمام بيرو ستكون صعبة، ولكن الفريق سيتمكن من الصعود إلى دور الثمانية إذا ما استغل الفرص العديدة التي يصنعها".