وعلى عجلة كان اتحاد كرة القدم ممثلا بلجنتي المسابقات والطوارئ يظهر في صورة مغايرة في التعامل مع موقف نادي الصقر الرياضي (الانسحاب من دوري الأولى) من خلال حالة دوام لا تنقطع على مدار الساعة منذ جولة الأحد التي غاب فيها الصقر عن مواجهته مع شعب حضرموت، ليعلن أمس وحسب قراره أنه من خلال توصيات لجنة المسابقات كانت لجنة الطوارئ التي لا يعلم أين اجتمعت تقوم بتهبيط فريق الصقر إلى دوري الثانية مع تغريمه، واحتساب نتيجة مباراتيه لصالح أهلي تعز، وشعب حضرموت. صورة جديدة لاتحاد كرة القدم في التعامل مع مستجدات الظروف التي تستجد في مسابقات الدوري بكل فئاتها على واقع كرة القدم اليمنية، واتضحت فيها كثيرا من المعالم التي أراد فيها الاتحاد التخاطب مع الصقر وفقا لتراكمات كثيرة يبدو أن قيادة الاتحاد كانت تنتظر فيها مساحة لإفراغها على نادٍ أنموذجي بحجم الصقر.. فاتحاد كرة القدم الذي سن سيفه باتجاه موقف الصقر الكبير والمشرف، كان يضع نفسه أمام المتابعين في صورة مكشوفة، ومغززة بعدما غير من طلته، والإمساك بلوائحه التي لا يعرف عدد صفحاتها وبنودها، فالعجلة التي اتبعها وبعد يوم واحد فقط من تخلف الصقر عن المواجهة الثانية، كانت يؤكد تربص الاتحاد وقيادته بالصقر عطفا على مواقف سابقة كان الصقر فيها بمبادئه يقود رباط أربعة أندية (التلال، شباب الجيل، 22مايو والصقر) وقفت حينها في وجه عشوائية القرار ورغبة البعض في كسر أجنحة الحضور المشرف للأندية ورجالاتها، من خلال موقف رائع تجسد حينها في صورة رائعة بعدما كانت فيها قيادات هذه الأندية تخاطب العقل والمنطق ومصالح الشباب وأنديتهم، في فترة ليست ببعيدة كان حسان المنكوب يغيب، ثم الرشيد المعاني، ثم شعب حضرموت.. وحينها لم يحرك الاتحاد بلجانه ساكنا، وانتظر لأسابيع قبل أن يزيد محن حسان والرشيد ويعلن تهبيطهما، متجاوزا في قراره شعب حضرموت دون توضيح منه عن أي بند اعتمد في لوائحه التي تفصل ما بين حين وآخر وفقا لرغبات وأهواء هذا وذك.. ليظهر الاتحاد بشكله المختلف، ويعلن أنه انتصر للوائح وأن لا أحد فوقها، وأن على الجميع الانصياع لما يريدوه أصحاب المقام الرفيع في مواقع السلطة أكان في وزارة الشباب أم المواقع الأخرى ذات العلاقة المباشرة بما يدور في البلاد في هذه الأيام من ثورة شبابية عامة قدمت فيها أعداد هائلة من الشهداء في كل المحافظات. وهكذا كانت لوائح الاتحاد ولجنة الطوارئ التي أتحدى أن يكون لها قوام، وأنها اجتمعت في طاولة اجتماع، وناقشت أي شيء من تداعيات ما حصل، لتتجه لمعاقبة الصقر ليس لفعلته اليوم لأنها عادية وقد سبق لأندية السير على خطاها ولم يتخذ فيها شيء، وإنما بدا أن على الصقر أن يدفع ضريبة أمور عدة، منها مواقفه في وجهة تسلط الاتحاد في أوقات كثيرة، ثم قدرته على انتزاع البطولات، ثم أنموذجيته التي أصبحت أنموذجا جميلا لشباب أندية الوطن.. وهكذا ظن الاتحاد ومن يصدرون الأوامر له في هذا التوقيت أنهم استطاعوا ان يكسروا شيئا في شموخ هذا النادي ورجالاته الذين يسجل لهم التاريخ تلك المواقف التي رفعوا بها رؤوسهم ورؤوس كل الشرفاء في هذا الوطن الذي يدنسه صناع هذا القرار. قرار تهبيط الصقر الذي ظهرت فيه لجنتي المسابقات والطوارئ في اتحاد كرة بأنهم أبطال لم يكن سوى قرار سياسي بحت صنف فيه الصقر بأنه فريق يعاند رغبات السياسيين وقيادات النظام الذي يواجه ثورة شبابية عارمة في معظم محافظات الوطن، ارتبطت فيه رغبة قيادة الاتحاد اليمني لكرة القدم في استعادة كبرياها الذي كسره الصقر قبل سنوات من الآن، ليتم صناعة المشهد المسيء لمن كتب فقراته. والمشرف للصقر ومن يقوده من أبنائه والرياضيين الشرفاء في كل بقاع الوطن.. ليتأكد للجميع أن شئون كرة القدم اليمنية ما هي إلا لعبة يديرها الفاسدون الذين عبثوا بقدرات البلد بما فيها قدرات الشباب والرياضيين والأندية.. وأنها لا تحتكم إلى لوائح حقيقية، وإنما تصنف الأندية وفقا لألوانها وموقفها. لهذا كان لزاما من موقف سياسي بحت - حتى وإن قيل بأنه رياضي - في وجهه النادي الوحيد الذي قال لا لرغبات هؤلاء، وانتصر لمبادئه، معلنا أنه قادر على التعامل مع تبعات قرار جمعيته العمومية مهما كانت، انطلاقا من إدراكه أن علو شأنه وبهاء صورته لم تكن يوما في مساحة الرضا ممن يصنعون قرارات العبث بالوطن.