هذا ما قاله رئيس الإدارة الأمريكية، بعد ان أشار إلى أن مليشيا الحوثي: " استسلمت". رقة الخطاب: " رجاء" لا تتناسب مع عنتريات المليشيا: " ما نبالي.. ما نبالي" إذ سريعا ما تلاشت ( الانتفاشة) و ظهرت الجماعة على حقيقتها : أسد في البيت، خروف في الشارع ..!!
" رجاء" ! تُقال لمن؟ ل : " الموت لأمريكا " ! أمّا : ما نبالي فيبث الخراب، و ينشر الدمار ، و يزرع الألغام، و يمتهن القتل في نَواحٍ عدة من وطن عاش يمشي آمنا في مناكبه، و ينعم بخيراته، و يتمتع بنعمه، فتنكر لكل ذلك ؛ تنكر لسماء وطن يظلّله ، و لهوائه الذي يستنشقه ، و لشعب احتضنه على عِلله و علّاته ، و ضلالاته ، و خرافاته .. فراح يطفح بكراهيته، و أحقاده على أرض آوته، و شعب قبل بمعايشته ؛ لكنه أبى أن يكون واحدا من آحاد المجتمع، أو فئة من فئات الشعب ؛ فزعم أنه من طينة أخرى، و مُنْحَدِر من نطفة مقدسة عظمى، إدعاء بلا برهان ، و مزاعم بلا بيان ، جاهلا أو متجاهلا أن في جَدّه نزلت : « تَبّتْ » فلم تغنه النطفة شيئا ، يوم أن عصى و تجبر ، و كذّب و استكبر. و لايزال حبل المَسَد يمتد ؛ لِيطوِّق جيد كل متكبر غشوم ، و ظالم جحود ، يستعلي على أهله ، و يركع مُترجّيا خصومه ؛ متجبرا على إخوته ، و مستجديا أعداءه، أو مَن تظاهر بأنهم أعداءه.
نزيل الكهف ! تنكر حتى للكهف الذي تَخَلّقت ضلالاته فيه، و هو في نكرانه و تنكره ؛ إنما يتنكر لوطن آواه، و شعب احتضنه ، و بدلا من أن يقابل إحسانهما بإحسان؛ تنكر للشعب و الوطن مُوَلّيهما دُبره ؛ ليرتهن لإيران، و يريدك زنبيلا و عبدا تابعا ، فيما هو يتزنبل لطهران ، و عبدا ذليلا لخرافات " قُم " !
و على طريقته التي اختطها: " ما نبالي" فلم يبال أن يترجّى : " الموت لأمريكا " و أن يستسلم راضيا مختارا لها ، و على مرأى من العالم . فَعَل ذلك على أنغام " ما نبالي".
أفما كان أولى أن يكون تَفاهُمٌ بلا ترجّي مع وطن يؤويك ، و شعب تحتمي فيه ؟ أم سلكت مسلك : أسد عليّ و في الحروب نَعامة ..!!
لسنا في مقام تَشَفٍّ و من يتشفى بنفسه ؟ فالخَسران الشعب والوطن، و أما الحوثي لا يبالي و إنما في مقام تنبيه و مراجعة، فهل في الحوثية رجل رشيد، يوقظهم من غفلة، و ينصح لهم؟ أم لا يحبون الناصحين؟!
لم تكن غزة غير وسيلة اتخذتها الحوثية لتبييض سواد قبيح متأصل فيها، يعرفه اليمن و اليمنيون، و يعرفه التاريخ لمن أرد أن يدّكّر أو يكون عليما ، و أما أنها أغنت عن غزة شيئا ؟ فلم تُغنها أكثر من ( حُفَيْرة ) كان ثمنها مقدرات ، و ممتلكات و مرافق خدمات الشعب اليمني التي ليس للحوثية، و لا لأجدادها منذ (الرسي) إلى يومها هذا الذي تدّعيه شيئا أبدا، و لا لها في أيٍّ منها يدا.
فهَلاّ غسلت حَوْبَك ؟ و سوادك و حقدك ؟ بترجّي وطن يحتضنك ، و شعب يؤويك ، و ترجّيتهما ، و اعتذرت لهما ؛ ليقبلا أوبتك ، و يتقبلا توبتك، بعد أن تتخلى عن خرافاتك، و أوهامك، و الضلال؟