إقامة مجلس التنسيق حلم طالما راود أندية عدن لفترة طويلة من الزمن، ففي فترة التسعينات وجدت أندية عدن نفسها وهي تحاول جاهدة أن تتعايش وبصعوبة بالغة وواضحة مع الوضع الجديد التي وجدت أندية عدن فيه، كنتاج حتمي من نتائج قيام الوحدة اليمنية في 22/مايو/1990م. وهو بالطبع كان وضعا مختلفا بكل تفاصيله الدقيقة والجانبية، ناهيك عن تفاصليه الأساسية عن ما الفته أندية عدن منذ تشكيلها في فترة مبكرة منذ بدايات القرن العشرين المنصرم وحتى لحظة قيام الوحدة المباركة. وفي هذا الوضع المستجد لم تعد موارد أندية عدن الشحيحة تكفي ولو حتى لسد الرمق أو أبسط متطلباتها، وهكذا وجراء هذا الأمر افتقدت أندية عدن القدرة على المنافسة القوية واحتلال المراكز المتقدمة اللائقة بها وبتاريخها العريق وارتقاء منصات التتويج في مختلف ساحات التنافس الرياضي المتعددة، وهذا الأمر كان له الأثر النفسي البالغ على إجمالي الأداء العام لأندية عدن في هذه المرحلة الجديدة، حيث تخلفت أندية عدن عن ركب الرياضة اليمنية بخطوات واسعة وبعدت من مواقعها الحقيقية والمناسبة والائقة بها. * من أجهض واغتال مجلس التنسيق لأندية عدن برئاسة الحاضري؟! ولذا سعت أندية عدن بكل ما تبقى لها من قوة دفع وإرادة وعزم وتصميم وإصرار لانتهاج والتعلق بأهداف فكرة طموحة بهدف توحيد الجهود من خلال إيجاد شكل لتنسيق جهودها، وتقديم الدعم اللازم في حدود المتاح والاستطاعة، وكذا السعي الدؤوب والعمل الجاد لحل إشكالاتها وصعوباتها، ليتحقق بذلك جزء يسير من الطموح المنشود والمشروع ويسهم في الدفع بعجلة التطور الرياضي والثقافي والاجتماعي المنشود لأندية عدن، وذلك على قاعدة أن توحيد الجهود يكون له بالمقابل أفضل المردود والنتائج والحصاد الإيجابي المثمر. ولكن برزت معضلة أمام أندية عدن، تتمثل في كيفية بلورة وتجسيد هذه الفكرة الطموحة على أرض الواقع وذلك من خلال الإسراع في إقامة مجلس التنسيق المرتقب والذي طال انتظار لحظة ميلاده وإشهاره وإعلانه كحقيقة واقعة على الملأ كشكل إيجابي ومتطور لتوحيد كافة جهود وإمكانيات أندية عدن في بوتقة موحدة الإيقاع والهدف والأداء، ويخدم في المحصلة النهائية التنفيذ الخلاق لآمال وطموحات أندية عدن المشروعة والمنشودة والمأمول ترجمتها وتحقيقها على مدى المنظورين القريب والبعيد. وشرعت أندية عدن في وضع إجراءات وخطوات إقامة مجلس التنسيق الخاص بها موضع التنفيذ، وقطعت أندية عدن في هذا الجانب خطوات متقدمة واثقة على طريق التنفيذ الفعلي والتجسيد الشامل والإعلان وإشهار مجلس التنسيق لأندية عدن يشكل جامعا لجميع أندية عدن مستفيدة في ذلك من تجربتها الكبيرة على امتداد بالغ في الطول، اكتسبت من خلاله تجربتها الفريدة، هذا بالإضافة إلى ريادتها الأولى والمبكرة في مجال ممارسة الرياضة اليمنية. ولكن ما إن تم إشهار وإعلان إقامة مجلس التنسيق لأندية عدن في اللحظة التي اعتقد فيها الجميع بأن الحلم المرتقب والمنشود قد تحقق على صعيد الواقع وأصبح حقيقة ساطعة وواقعية وملموسة.. في هذه اللحظة الغامرة بالفرحة وبالسعادة والابتهاج لاستقبال هذا الوليد الجديد المنتظر في هذه اللحظة البالغة السعادة الشديدة الدفء والحافلة بالأمل والرجاء سرعان من أطل الشقاق والخلاف برأسه القبيح مع الأسف الشديد حيث برز الخلاف، وتعاظم حول قضايا تفصيلية وجزئية وغير ذات أهمية تذكر ولا علاقة لها بجوهر الموضوع الأساسي محل البحث، والبلورة والتجسيد للكيفية المثلى لإيجاد الأجواء المناسبة والملائمة لاستقبال هذه الثمرة الخلاقة التي هي ثمرة كل الجهود والعطاءات. من يصدق أن هذا الخلاف التافه والعادي قد دار حول قضية بسيطة إلى أبعد الحدود ألا وهي كيفية إيجاد أفضل الوسائل التي يمكن أن يتم بها اختيار رئيس مجلس التنسيق حتى لقد اقترح الدبلوماسي الرياضي المعروف د.حميد شيباني أن تكون رئاسة مجلس التنسيق بطريقة دورية، حيث يتم في كل شهر اختيار رئيس لمجلس التنسيق لأندية عدن على طريقة مجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة. وللأسف الشديد كان ذلك الخلاف التافه الذي نشب في غلفه من الزمن كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر مجلس التنسيق لأندية عدن، وكان السبب المباشر والأول مع جملة من الأسباب الأخرى التي تجمعت في لحظات نحس غير محسوبة بالمرة، وأدت كنتيجة حتمية وطبيعية إلى "وأد" فكرة إقامة مجلس التنسيق لأندية عدن وهي مازالت في مهدها قبل أن ترى النور ولو للحظات قصيرة، ويا لها من قسوة بالغة. والغريب أن أحدا لم يكلف نفسه عناء السؤال بأي ذنب وئدت ودفنت هذه الفكرة النبيلة والإيجابية لإقامة مجلس التنسيق لأندية عدن. ورغم قسوة انهيار فكرة إقامة مجلس التنسيق لأندية عدن إلا أن هذه الفكرة الجيدة والنبيلة ظلت تراود هذه الأندية لفترة أخرى طويلة استمرت كحلم يعاود مخيلة وذاكرة أندية عدن التي ظلت على إصرارها الشديد وعزمها البالغ لتحقيق هذا الحلم ولو طال الزمن، وكما يقولون لا مستحيل تحت الشمس. حسن سعيد.. قاد أنجح تجرية: ****** مساء السبت 12/يوليو/2008م وفي ظل أجواء من الشفافية والنقاش الجاد والطرح الرياضي الموضوعي احتضنت قاعة نادي الروضة الرياضي الثقافي بالقلوعة بمديرية التواهي وقائع تدشين اللقاء المشترك لقيادات أندية (التلال وشمسان والميناء والروضة) وفي بداية اللقاء رحب الأخ صلاح سالم الجلادي نائب رئيس نادي الروضة بالحضور شاكرا لهم تلبية الدعوة والاستجابة السريعة لها، مما يدل على الرغبة الكبيرة لدى أندية عدن لإعادة إحياء مجلس التنسيق لها، واقتراح في ختام كلمته بأن يترأس الأخ/ حسين سعيد قاسم نائب رئيس نادي التلال الرياضي هذا اللقاء. وأعرب الأخ حسين سعيد قاسم نائب رئيس نادي التلال الرياضي عن سعادته بمشاركته في هذا اللقاء الودي الرياضي، الذي جاء تلبيه لدعوة طبية من إدارة نادي الروضة الرياضي ومنتداها الثقافي.. وأن لقاءنا هذا يعكس الأجواء الجيدة التي تسود أندية عدن هذه الأيام، التي تدفعنا إلى بذل المزيد من الجهود لإعادة أحياء مجلس التنسيق لأندية عدن بشكله الجديدة والمتطور بما يخدم تطور الرياضية والأندية في عدن الرائدة في مجال ممارسة الرياضية بمختلف مسمياتها وإنها لفرصة جيدة علينا جميعا أن نحسن استغلالها وبالشكل المناسب وبما يعود علينا جميعا بالنفع والفائدة والاستفادة. خطوات واثقة في الاتجاه الصائب: ******* وبعد النجاح الذي حققه اللقاء المشترك الأول لأندية (التلال، شمسان، الميناء، الروضة) تواصلت الخطوات الواثقة في الاتجاه الصائب نحو إعادة إحياء مجلس التنسيق لأندية عدن، حيث تواصلت اللقاءات التشاورية التي احتضنتها مختلف أندية عدن، وتوسعت دائرة المشاركة في مجلس التنسيق العدني لقيادة مهندس الرياضة العدنية الأخ/ حسين سعيد قاسم نائب رئيس نادي التلال الذي أدار هذا المجلس واللقاءات التشاورية لأندية عدن بالطريقة المثلى التي كانت موضع تقدير وثناء وإعجاب الجميع، وصولا نحو إعاقة تشكيل وإنشاء مجلس التنسيق لأندية عدن بشكل جيد ومتطور. * حسن سعيد قاسم قاد أنجح تجربة لمجلس التنسيق العدني ومن الخطوات الإيجابية والواقعة البارزة التي تمثلت في إقرار أندية عدن برنامج النشاط الرياضي والثقافي خلال شهر رمضان المبارك، وذلك على النحو التالي: 1. مسابقة الكرة الطائرة للشباب في نادي الشعلة الرياضي. 2. مسابقة السلة للكبار والناشئين في نادي التلال الرياضي. 3. مسابقة الكرة الطائرة للكبار في نادي الميناء الرياضي. 4. مسابقة الشطرنج في نادي شمسان الرياضي. 5. مسابقة البطولة الخماسية لكرة القدم ومسابقة الداعم في نادي الروضة الرياضي 6. مسابقة كرة الطاولة نادي الجلاء الرياضي. 7. المسابقة الثقافية في نادي الروضة الرياضي. وللعلم فإن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إعداد برنامج رياضي وثقافي متكامل في أندية عدن، وقد تم تنفيذ فقرات هذا البرنامج بنجاح كبير وملحوظ أثلج الصدور وأشاع البهجة والسرور والفرج في نفوس الرياضيين في عدن. ولكن هذا هو قدر أندية عدن فلم تدم الفرحة طويلا بهذه الإنجاز الرائع، حيث في عام 2009م ابتعد مهندس الرياضية العدنية حسين سعيد قاسم عن المعترك الرياضي إثر استقالته من منصبه كنائب رئيس نادي التلال الرياضي وبابتعاد هذا القائد المخلص والقدير تلاشت للمرة الثانية محاولات إعادة تشكيل وإنشاء مجلس التنسيق لأندية عدن، وهكذا تبدد الحلم الكبير مرة أخرى. الحاضري.. وبدايته الناجحة: ********* صباح الخميس السابع من يناير 2010م كان الموعد المنتظر لانعقاد اللقاء الموسع لقيادات أندية عدن الذي احتضنته قاعة نادي الروضة الرياضي الثقافي في القلوعة مديرية التواهي بحضور الأخ/ فؤاد عبدالكريم عضو مجلس النواب والشخصية الوطنية والاجتماعية والإعلامية البارزة الأستاذ/ سيف محمد الحاضري وقيادات أندية (الوحدة والشعلة وشمسان والميناء والروضة والمنصورة والجلاء)، وقد ترأس هذا اللقاء وأداره باقتدار وشفافية الأستاذ/ سيف الحاضري، حيث جرت مناقشة مستفيضة حول تجربة إقامة مجلس التنسيق لأندية عدن خلال الفترة المنصرمة والهموم والمشاكل والنجاحات والإخفاقات التي رافقت مشوار إقامة مجلس التنسيق. ووسط أجواء من الشفافية والروح الرياضية العالية جرت وقائع هذا اللقاء العام الذي تم اختتامه بإقرار تشكيل وإشهار مجلس التنسيق بين أندية عدن برئاسة الأستاذ / سيف محمد الحاضري واختيار الأستاذ/ عيدروس العبسي نائبا للرئيس، وتم ذلك بالإجماع ووسط مشاعر من الحب والفرح والابتهاج لتحقيق حلم تجديد إقامة مجلس التنسيق لأندية عدن مرة أخرى. أمر دبر بليل!!: ******* وما أن نشرت صحيفة "أخبار اليوم" خبراً حول إقامة مجلس التنسيق لأندية عدن برئاسة الأستاذ/ سيف الحاضري حتى قامت الدنيا ولم تقعد، وجرت أمور كثيرة في وقت كانت أشبه "أمر دبر بليل"، حيث سعى الأخ / حافظ معياد بكل ما أوتي من نفوذ وصلاحيات لإجهاض واغتيال إقامة مجلس التنسيق لأندية عدن برئاسة الأستاذ القدير/ سيف الحاضري، حيث سادت الأجواء غيوم سوداء تنبئ بمؤامرة دنيئة لإجهاض هذا المجلس، وذلك من خلال التحركات المريبة لعقد لقاء موسع ومضاد لأندية (عدن ولحج وأبين)، وفي سرعة البرق تم عقد هذا اللقاء وإشهار وتشكيل مجلس التنسيق لأندية عدن ولحج وأبين برئاسة الأخ/ عارف عوض الزوكا، متمثلا أسلوب "الجزرة والعصا" وكأي شيء فاقد للقدرة والعطاء تم بطريقة سلق البيض ولد هذا المجلس ميتا. ويحسب للأستاذ القدير/ سيف الحاضري أنه تسامى بأخلاقه الرفيعة عاليا، حيث دعا أندية عدن خاصة التي شاركت في إقامة مجلس التنسيق برئاسته إلى المشاركة في اللقاء الموسع المضاد.. وهكذا نجد بأن الحظ العاثر لأندية عدن ظل يلازمها طيلة مشواره ومحاولاته الجادة لإقامة مجلس التنسيق لها، ولكن لا عسير أمام قدرات وطاقات وطموحات شباب أندية عدن.