سار اتحاد كرة القدم المصري أمس على خطا الجار التونسي وأعلن إلغاء الهبوط من خلال قرار اتخذ بناءً على مناشدات الأندية التي هبطت والتي أكدت أنها تأثرت بشكل كبير جراء الثورة المصرية التي أطاحت بنظام حسني مبارك، ليكون المصريون بذلك في اتجاه الاتحاد التونسي الذي اتخذ القرار نفسه بحيثيات لم تختلف، فيما يخص الثورة التونسية التي أطاحت هي الأخرى بنظام زين العابدين بن علي. ومن تلك الجزئية يكون الاتحاد اليمني لكرة القدم في بلادنا التي تمر هي الأخرى باتجاه لا يختلف عما جرى في تونس ومصر بثورة شبابية تسير في اتجاه تحقيق أهدافها وانتصار ثورة الشباب والتغيير التي تلبس ثوبها محافظات الوطن كافة مطالبا بتغيير الظروف الصعبة التي مرت به أندية دوري كرة القدم في بلادنا، واتخاذ القرار الأنسب الذي سيحفظ من خلاله شيئا من سماته كاتحاد يدير لعبة شعبية. المتابع للأوضاع السياسية في البلدان الثلاث سيجد أن ما حدث في تونس ومصر لم يكن ذات أثر سلبي على الأندية كما كان هنا في مدن الأندية التي كانت في واجهة الأحداث الرياضية الكروية، بعدما اتخذ في حقها قرارات تهبيط إلى دوري الثانية، على عكس تونس ومصر اللتين استكملتا مباريات دوريهما حتى النهائي، واتخذ القرار من خلال دراسة وافية شافية لما مرت به الأندية من حالات توقف جراء التأجيلات التي كانت مساحة لكثير من الأمور التي عطلت الكثير في جاهزية الفرق لتخوض غمار منافسات صعبة عادة ما تكون أقوى المراحل مع اقتراب النهاية. حال أنديتنا التي اتخذ في حقها قرار التهبيط أصعب إذا ما استثنينا فريق الصقر الذي انسحب وفق قناعة بعدما اشترط عودته بإلغاء الهبوط.. فحسان الذي كتب عليه المعاناة على مر السنين كان يجد نفسه في محنة الظروف الصعبة التي كان فيها الوضع الأمني عنوان للمشهد، حتى إنه فقد أحد لاعبيه، وهو عثمان القعر قبل أن تشتعل في أبين حرب طاحنة حولت زنجبار وجعار والمدن المحيطة إلى مدن أشباح خالية من سكانها، بعدما أجبروا على النزوح والسكن في مدرس عدن ولحج.. فهل مرت أندية تونس ومصر بما هو شبيه بذلك؟!!.. ثم هناك الرشيد الذي يعيش في مدينة اسمها (تعز) تقصف بالدبابات ومدافع الهاون، ويسقط فيها الشهداء في كل يوم.. فهل يستطيع فريق هو جزء لا يتجزأ من المحافظة أن يخوض مباريات، وأن يتنقل، وأن يتناسى أحزان أهله وناسه، ويذهب ليلعب كرة قدم؟!!.. طبعا لا وألف لا!! مادام هناك خلق وسلوك اجتماعي لا يتغير بفعل فاعل. تلك بعض المعطيات في معاناة أنديتنا التي لم تكن مساحة ممكنة لما أراده الاتحاد، وبالتالي كيف يكون هناك قرار تهبيط بحق حسان والرشيد والصقر؟!!.. الأمر بحاجة إلى نظرة أخرى تتمثل في قرار عاجل لاتحاد كرة القدم المسير للشأن الكروي ليحذو من خلاله حذو التوانسة والمصرارية أصحاب التاريخ الكروي الكبير الذين وصلوا يوما إلى مونديال كأس العالم، إضافة إلى تتويج إفريقي في أكثر من مناسبة.. فإلغاء الدوري لم يعد مطلب لتلك الأندية وحدها، وإنما مطلب يلامس أعدادا كبيرة من أبناء الشعب اليمني الذي أطلق لشبابه ممرات الثورة العارمة التي تضع قضايا ومصلحة الشعب أمامها. الجميع ينتظر أن يكون أصحاب الشأن في اتجاه شجاع دون إعطاء أي اعتبار لمواقع يتواجد فيها السياسيون الذين يرتبطون بالنظام، مازال لديهم رغبات في تحقيق المزيد على حساب شعب بأكمله.. وذلكم باتخاذ القرار الذي سيرمم شيئا في ما نسفته المرحلة السابقة في علاقة الاتحاد ببعض الأندية التي هي جزء لا يتجزأ من جمعيته العمومية بتلك القرارات التي يعرف الجميع مصادرها!!.