أتراني سوف أقوى على الثبات؟.. أتراني سوف أتمكن من التمسك بهذه الخيوط التي تشدني إلى الأمل؟.. أتراني إستطيع أن ابقي قدمي راسختين مع كل ما يدميهما من شوك؟.. أتراني أتمكن أن اشد بصري نحو مطلع النور مع كثير ما يحول بيني وبينه من ضباب؟.. يا الله، أي ضباب هو هذا الذي تكاثف ويتكاثف لكي يحجب عني بريق الضياء؟.. نعم، أي ضباب هذا الذي يأبى إلا أن يلاحقني فيسد علي منافذ الحياة بعدما أحاول أن افتحها واسعة رحيبة لكي أنفذ منها ما أريد؟.. ولكنني طالما نفذت من خلاله وأنا اعرف انه ضباب!.. ولكنه الآن عاد أكثر ظلمه وأعمق كثافة.. انه تمكن أن يستغفلني فيرسل بعض خيوطه إلى فكري لتعشعش فيه ولهذا فأنا أتساءل كما لم أتساءل من قبل أتراني سوف أقوى على الثبات؟.. أية قوة هذه التي ستشد من عزيمتي التي أكاد افتقدها.. وأي حارس الذي سوف يحرس فكري عن انفتاحه على خيوط الضباب الكثيف التي سربتها إليه قساوة الحياة.. انه يشيع في القلق ليل نهار, والقلق ما هو إلا أداة لدك الإرادة مهما كانت قويه.. ولكن أية إرادة هذه التي سوف يبقي عليها الضباب؟.. أتراني سوف أعود فأزهو بإرادتي من جديد؟.