نظم البيت الألماني للتعاون والثقافة ورشة عمل رمضانية : ليومي الأربعاء والخميس في إدارة "المسارح حافون" بمديرية المعلا . ورشة عمل عبارة عن عروض فنية ونقاشات فكرية بمشاركة عدد كبير من الأساتذة المتخصصين في مجال الفن والثقافة وتخللت عروض مسرحية بعنوان " ابتسامات ولكن" مدتها أربعون دقيقة عن قصة "أنجلوشولتسيه" وأعدها وكتبها للمسرح الأستاذ عبد العزيز عباس ومن إخراج الشاب أختر عبد الملك ومسرحية ألمانية قدمت على مسرح جيربس الألماني وفيلم سينمائي يمني قصير فكرة وسيناريو وحوار وثمتيل أختر عبد الملك وإخراج أحمد شرف. وكان بداية الحديث الفكري في اليوم الأول عن الكاتبة والقاصة الألمانية الراحلة " أنجي باخمان "، بالإضافة إلى حديث عميد المسرح اليمني الأستاذ القدير علي يافعي عن تجربته الخاصة بالمسرح الألماني في ورقة عمل قال فيها: (عندما حلقت بي الطائرة في العام 78م إلى ألمانيا أحسست بدقات قلبي وكأنها ترقص طربا أقول هذا لأن السفر يومها لم يكن من السهولة بمكان ودونه إجراءات تشيب لها الولدان في مهادها . وأضاف "في المعهد تجتمع العديد من شعوب الأرض ومدى الجهود الصادقة التي يبذلها المدرسون للطلاب . أضاف :الألمان كافة من الأمم الأكثر حضوراً على كافة المستويات ويمكن أن يتعلم الكثير من هذا الشعب الرائع كالدقة والانضباط والمثابرة والجهد والالتزام وكل مايخطر على بال أحد من هذه المفردات، الشعب الألماني يعلمك كيف تكون فخوراً بنفسك، معتزاً بإنسانيتك وعندك قدرة على أن تعمل ولا يقف أمامك أي عائق . متناولاً في حديثه عدة أمثلة مازالت عالقة في ذهنه ومفكرته الشخصية أهمها بروفة أحدى المسرحيات الألمانية عندما أراد المخرج أن يناول الممثل شيئا ما كيف يقدمها بطريقة سلسة وكأنه جزء من البروفة ولا يشوش المشهد أذهله المشهد ومازال يستحضره في ذاكرته إلى الآن عن كيفية التكامل بين المخرج والممثل وكل منهما يضيف للأخر وتحدث عن أشياء كثيرة وخلال الدورة لابد من مشاهدة كل يوم للطلاب عرض مسرحي أو سينمائي أو أوبرا أو غنائي مقرر عليهم . وبرنامج الفعالية باليوم التالي ، عرض مسرحي للأطفال من مسرح جيربس الألماني والحديث عن تاريخ هذا المسرح . وبعد ذلك قدم د. عبدالسلام عامر ورقة عمل بعنوان "الفن والأدب الألماني في حراك المسرح اليمني قال فيها:( من يقرأ تاريخ المسرح العالمي بإمعان سيجد بصمة الألمان ، ومن يخوض في قراءة أدبه وفلسفته سيتوقف كثيرا أمام الفلاسفة والكتاب الألمان ، ومن يدرس معارف علوم الثقافة والاجتماع سيشهد بحراً من الإبداع في مختلف العلوم الإنسانية والفنية الألمانية لذلك من الطبيعي البديهي أن تجد ثقافة هذا البلد العريق والعظيم بأدبه وفنه وفلسفته منتشرا في كافة أصقاع العالم وبما فيها بلد نا اليمن . البعض يعتقد أن الأدب الألماني بمختلف فنونه قد عرفناه مؤخراً، بينما في حقيقة الأمر إن المثقف اليمني عرف الكثير عن الثقافة الألمانية في الجامعات والكليات والمعاهد العالمية خارج الوطن وداخله عبر مختلف الدراسات والمناهج العلمية وفي كافة التخصصات .وعندما يأت الحديث تحديدا عن المسرح اليمني وعلاقته بالأدب الألماني يتوجب علينا أن نشير إلى بعض من الحقائق التاريخية المهمة في تاريخ المسرح اليمني والذي كان لألمانيا الريادة في صنع بدايات الحركة المسرحية الحديثة وتحديدا في منتصف السبعينات بعدن . وعن بداية العلاقة الحقيقية تطرق إلى أن بداية العلاقة الحقيقية مع الأدب والفن الألماني بالمسرح اليمني والذي استعرضه "سعيد عولقي " في كتابه ، كان بعيد عودة المخرج اليمني الراحل الأستاذ فيصل عبدالله ،بعد أن أجتاز دورة تخصصية في القاهرة الذي يعتبر أول مخرج يمني في تاريخ المسرح يعين مخرجاً كوظيفة رسمية في الدولة ، وهو من حمل لواء المسرح الحديث وأدخل للمسرح أسلوباً جديداً والذي يعتمد على هدم الحائط الرابع أوكسر الإيهام المتعارف عليه مسرحياً بين المسرح والجمهور، فأن هذا الأسلوب أو المدرسة الفنية أو النظرية في الإخراج والتأليف ، هي من قدمها للعالم وتبناها وأكدها الكاتب والمخرج الألماني الشهير برتولد بريخت، هذا في الجانب التقني والفني أما، في الجانب الأدبي فالتاريخ يسجل أن عمل من الأدب الألماني كان (مسرحية الأم ) لبرتولد بريخت وهي عن رواية" الأم شجاعة "للكاتب الروسي مكسيم غوركي والذي أخرجها فيصل عبدا لله عام 1976م ويمننها الأستاذ عتيق سكاريب .لذلك لم تتوقف المعلومة والمعرفة من المنهل الثقافي والفني الألماني عند هذا الحد بل تجاوزت ذلك عندما تم تأسيس معهد الفنون الجميلة وتحديدا افتتاح قسم المسرح عام 1976م على يد الأستاذ والفنان المسرحي الكبير أحمد محمد الشميري الذي تميز في أعماله الفنية بالمدرسة البريختية واعتماده على أسلوب ونظرية برتولد بريخت العالمية . وواصل حديثه قائلاً: واليوم يشهد المسرح وتحديدا في عدن عودة جديدة وإنبثاق جديد للأدب الألماني وبفكر جديد من خلال التجربة المسرحية ومسرحية "معك نازل" المسرحية المأخوذة من المسرح الألماني بعنوان "الخط رقم واحد " أعدها وأخرجها الشاب المبدع عمرو جمال وذهب بها إلى بلدها الاصل وفرقته خليج عدن بروحها ولباسها اليمني . والتجربة الثانية الثلاث المسرحيات "فقدان الذاكرة الأدبية " و" ابتسامات ولكن " و"مبروك جالك ولد" من الأدب الألماني واعدها وأخرجها الشاب أختر عبد الملك هذه المسرحيات تعالج قضايا إنسانية ترتقي أدبيا وفنيا بذوق المشاهد والذي افتقدناه كثيرا في مثل هكذا مسرحيات والفضل يعود أولا للمخرج نفسه وثانيا للمادة الأدبية المتميزة والتي دائماً مايصر ن يتعامل مع القصة الألمانية بروح اليمنية. وبعد انتهاء قراءة أوراق العمل ومشاهدة العروض دارت نقاشات وحوارات من قبل الفنانين والمهتمين والمشاركين حيث أصر المشاركون أن يحيون مثل هكذا فعاليات وأثناء النقاش قالوا: في ظل الغياب الكامل لدور قيادة مكتب عدن والذي للأسف دائما مايكون غائباً عن النشاط الثقافي والذي من المفترض أن يكون ذلك ضمن مهامه الأساسية، بل على العكس أنه يساهم في أضعاف العمل المسرحي والموسيقي والثقافي بمدينة عدن والتي تعتبر منبع العطاء الفني وعميد ة الثقافة والفن اليمني، إلا أن الغيورين على ثقافة وفن عدن وأصحاب الضمائر الحية يقفون كسد منيع في وجه من يحاول طمس هذا التاريخ الفني وإضعافه ، ومن هذا المنطلق وإيماناً منهم بالهدف السامي والنبيل للحفاظ على هذا الإرث الإنساني والعظيم تم بحمد الله إقامة هذه الورشة . وأشاد المشاركون بالدور الممتاز الذي يقدمة البيت الألماني في بلادنا من خلال تنشيط الجانب الفني والمسرحي الملتزم والذي افتقده المسرح في عدن كثيرا بسبب ضعف العمل الثقافي والفني الرسمي في المحافظة، مما جعل الجميع يقرون أن الإبداع إذا ما وجد له أرضية خصبة ودعماً معنوياً ومادياً سنشاهد العديد مثل هكذا أعمال ترتقي بالمستوى الفكري والفني بالمشاهد وإذا ما أرادت قيادة مكتب الثقافة في المحافظة بالفعل لتنشيط العمل المسرحي ليخرج الجميع بحصيلة ايجابية تخدم السياسة الثقافية والفنية في بلادنا . ومن المتحدتين نوجز أهم ماقيل ولأهمية الطرح كان لابد من الإشارة له: الفنان قاسم عمر : أختر عبد الملك كسر الإيهام في النشاط المسرحي، أكد المخرج قاسم عمر على تطور الأعمال المسرحية الثلاثة التي قدمها المخرج أختر وأشار رغم وجود هفوات هنا وهناك وهذا ليس عيبا بخاصة ونحن في عدن أصبحنا نمارس المهنة عندما تتوفر الظروف الملائمة لتقديم عمل فني ونبقى خلال أعوام في ركود تنشيط المسرح الوطني وغيره وبالرغم من عدم وجود التقنية المسرحية لعدم وجود المسرح المؤهل علميا ومواصفات خشبية المسرح الحقيقي إلا أن ذلك يعتبر نجاحاً كبيراً حققه زميلنا أختر في هذا المضمار وعمل على قاعدة كسر الإيهام بين المسرح والجمهور وإحياء للمسرح الملتزم . وتطرق الفنان علي يافعي : على ضرورة اجتهاد الممثل في دوره رغم ماشاهدناه من مستوى طيب إلا أن اجتهاد الممثل في الدور ضروري ومهم وهذه نصيحة لجميع الممثلين في بلادنا .. عليهم بحب العمل وحب الشخصية التي يؤديها من أجل تطويعها لتصل إلى المتلقي أكثر إتقانا وأعتبر عميد المسرح اليافعي تجربة الفيلم السينمائي بأنها خطوة أولى في المسلك الصحيح طالما وأن هذه المحاولة قد خرجت للنور ، ذلك يعني أن لدى هذا الفنان مخزون وشيء مالم نشاهده بعد .. وطلب منه بالاستمرارية وحيا فيه هذه الجراءة في العمل السينمائي والمسرحي في ظل أوضاع ثقافية راكدة نعاني منه كافة المبدعين والفنانين في عدن لغياب دور مكتب الثقافة الذي من المفترض أن يكون حاضراً. الفنان محمد ثابت : في إجراء المزيد مثل هكذا ندوات فنية وورشات عمل تخدم للثقافة والتي تشهد ركود غير طبيعي وغياب تام لمكتب الثقافة وما نقوم به هو الاتجاه الصحيح لإحياء النشاط الثقافي . سهل بن إسحاق :نائب مدير عام معهد الفنون الجميلة عدن مرة أخرى مكتب الثقافة يفشل والفنان ينتصر نتمنى أن تعتبر هذه الفعالية بمثابة صرخة من قبل كافة المثقفين والفنانين بإعلان وجودنا على الساحة واستمرارنا في بقائنا كمثقفين وفنانين عدن وإننا سوف نستمر في إبداعنا برغم مايمارس علينا من سياسة التذمر والتطفيش وقتل للإبداع والمبدعين من قبل قيادة مكتب الثقافة عدن، فمن خلال الغياب لمكتب الثقافة لهكذا فعاليات ماهو إلا دليل على أن قيادة مكتب الثقافة لاتعي أهمية العمل الثقافي والفني والتفرغ لأعمال القروض البنكية وكمتعهد حفلات فقط!!! وعليه يجب علينا إيصال أصواتنا إلى قيادة محافظة عدن وقيادة وزارة الثقافة ، بسرعة تغير قيادة مكتب الثقافة بعدن حتى تلبي طموحاتنا وإعادة النشاط الإبداعي لعدن . وأضاف أن المكتب في عدن فشل فشلا ذريعا في أداء دوره الوطني تجاه الثقافة والفن إلا أن هذه الفعالية تعتبر انتصاراً للفنان عموماً ...