أعلنت إيران، أمس السبت، عن تغيير سفيرها في دمشق أحمد موسوي وسط تقارير تؤكد أن السلطات السورية أعربت عن قلقها من هذا التغيير الذي تزامن مع سحب سفراء عدد من الدول الخليجية والعربية. ونقل موقع "كلمة" الإخباري العائد إلى الزعيم المعارض المعتقل مير حسين موسوي عن مصادر في السفارة الإيرانية في سوريا، أن السلطات السورية عبرت عن معارضتها لقرار تغيير السفير بشدة لأنها اعتبرت القرار تأييداً لتفاقم الأزمة في البلاد، كما أنه رافق سحب سفراء السعودية والكويت وتونس والبحرين احتجاجاً على قمع المعارضين. وذكر موظفو السفارة أن المسؤولين السوريين طلبوا من أحمد موسوي تأجيل العودة إلى بلاده إلى ما بعد شهر رمضان، لكنه أبلغهم بأن الخارجية الإيرانية قامت بالفعل بتعيين السفير الجديد. وأعلنت إيران أن محمد رضا شيباني مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط هو السفير الجديد لها في سوريا. وكان أحمد موسوي نائباً عن الأهواز في البرلمان ومساعداً للشؤون القانونية لرئيس الجمهورية ورافقت فترة توليه منصب سفير إيران اعتقال العشرات من اللاجئين الأحوازيين في سوريا وتسفيرهم إلى إيران. وذكر أحد الدبلوماسيين الإيرانيين في سوريا أن "موظفي السفارة الإيرانية في سوريا قاموا بإخلاء منازلهم في دمشق خوفاً من تبعات سقوط نظام بشار الأسد ونقل بعضهم أعضاء أسرته إلى إيران وبعضهم إلى الحدود السورية اللبنانية لتوفير أرواحهم في حال سقوط النظام السوري". وأضاف الدبلوماسي في حوار مع موقع "كلمة": "الدعم الإيراني للحكومة السورية في عمليات القمع ضد الشعب أدى للأسف إلى إثارة الغضب لدى السوريين تجاه الرعايا الإيرانيين الأمر الذي أدى إلى تقليص عدد الزوار إلى هذا البلد، كما أن بعض الرعايا الإيرانيين العاملين في السفارة الإيرانية وملحقياتها قاموا بتحديد خروجهم من منازلهم وغادر بعضهم البلد الذي يعيش أزمة مستمرة". وانتقد الدبلوماسي - الذي رفض الكشف عن اسمه - خوفاً على حياته وصف "زعماء إيران ما جرى في الدول العربية بأنه يقظة إسلامية واعتبروا ما يحدث في سوريا مؤامرة أمريكية، في حين أن الصبغة الإسلامية لتطورات سوريا أكبر من أي بلد آخر؛ حيث يخرج الناس بعد صلاة التراويح من المساجد التي أصبحت ملجأ لهم للتعبير عن رغبتهم بالتغيير". وتابع يقول: "الوضع السوري سينتهي إما بسقوط بشار الأسد أو تحويله إلى حاكم ضعيف ومنصاع إلى الغرب وكلا الحالتين لا تخدم مصالح إيران".