كشفت صحيفة (لو فيجارو) الفرنسية عن محاولات إيران التقرب من كافة أطياف المعارضة السورية. وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الخميس - إلى الاجتماعات التي عقدها مؤخرا بجنيف ممثلو النظام الإيراني مع قادة العديد من منظمات المعارضة السورية. ونقلت الصحيفة عن هيثم مناع أحد زعماء هيئة التنسيق الديمقراطية الوطنية المعارضة السورية قوله "إنه اجتمع في جنيف خلال الفترة الماضية مع نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد الهيان". وقال مناع "إن الإيرانيين لا يعارضون التغيير لرأس السلطة في سوريا إذا ما حدث ذلك وفقا لانتخابات يكون لبشار الأسد الحق كما باقي أعضاء المجتمع لطرح نفسه فيها". وأوضحت أنه بينما تغرق سوريا في حرب أهلية، وبعد 20 شهرا من القمع الدموي، حذر نائب وزير الشئون الخارجية الإيرانية بصفة خاصة من "تدمير الجيش السوري" المستهدف اليوم من المتمردين الذين يطالبون بالأسلحة لمواجهة أفضل للقوات التي لا تزال موالية للأسد. ولفتت إلى ما أكده الدبلوماسي الإيراني خلال اجتماعه مع مناع من أن تدمير الجيش (النظامي السوري) ضد مصالح الشعب السوري الذي يحتاج هذا الجيش في المستقبل، كما شدد نائب وزير الخارجية الإيراني على ضرورة التمييز بين الدولة والنظام. وأوضح الدبلوماسي الإيراني - خلال اللقاء - أنه إذا تم تدمير الدولة السورية، فإن الإخوان المسلمين لن يصلوا إلى السلطة بسوريا .. ولكن ستسود الفوضى في البلاد .. ومن الأفضل الحفاظ على الدولة أما فيما يتعلق بالنظام فيجب أن نترك الانتخابات تحكم". وذكرت صحيفة (لو فيجارو) أن هذه ليست هى المرة الأولى التي يجتمع فيها مسئولون من الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع المعارضة السورية .. حيث أن طهران لديها أيضا اتصالات ومحادثات مع ممثلي جماعة الإخوان المسلمين السورية الذين يمثلون المجلس الوطني السوري، إحدى المكونات الرئيسية للمعارضة، فضلا عن عضو من المعارضة السورية التي تسعى للاطاحة بقوة ببشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن طهران تعتزم إجراء "حوار وطني" الأحد المقبل بين طرفي الصراع في سوريا بحسب ما أعلنه نائب وزير الخارجية الإيرانية أمس الأول الثلاثاء من أن "ممثلي الحكومة السورية سيجتمعون مع ممثلي الأحزاب السياسية والأقليات والمعارضة". وذكرت (لو فيجارو) أنه منذ بداية الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد في مارس 2011، فإن الحلفاء من إيران وروسيا يدعون إلى حل سياسي للصراع، من خلال فتح مفاوضات بين نظام دمشق والمتمردين .. لكن المعارضة السورية، التي اجتمعت الإسبوع الماضي في الدوحة لتوحيد صفوفها في "الائتلاف الوطني السوري" ترفض أي تدخل إيراني في حل النزاعات وترفض أي حوار دون رحيل بشار الأسد.