وعلى ضوء الشموع أكتب هذه السطور بعد أن عقدت يمينا منذ أيام أن أعطي لقلمي استراحة المحارب ليرتاح قليلا من ثقل هموم الوطن لكني وأمامكم الآن اعترف أني لم أستطع الاستمرار في الوفاء ليميني وأزمة الكهرباء الخانقة الذي نعانيها هذه الأيام تحط بثقلها أكثر على ظهورنا المثقلة بإرث سياسي مستبد لنظام أرهقنا لأعوام وأعوام.فهاهو(علي صالح) مجددا على شاشات التلفاز ليترك تساؤل :هل سيوقع الرجل وأخيرا على نقل السلطة؟؟ أم سيناور ويراوغ كعادته أم أن وضعه اليوم لا يسمح بالمماطلة أكثر وأكثر في حين أن الوطن ينزف من أقصى الشمال لأقصى الجنوب ولم يعد المواطن يجد في قلبه متسع من الوقت ليتحمل ويصبر على هذا العقاب الجماعي البشع الممارس ضدنا..تخيلوا أني في اليومين الفائتين لم يعد في ذاكرتي سوى هاجس واحد(يوقع؟؟ لا لن يوقع؟؟ سيوقع؟؟ لا لن يوقع..سيعود؟؟لا لن يعود؟؟ بتقرح حرب أهلية؟؟لا لا مش ممكن؟؟) ولعل المواطن اليوم يتساءل ماذا بقي للرجل من مبررات ليتمسك بأحقيته وشرعيته في البقاء؟؟ فالرجل واقتبس عنه ما قاله في آخر ظهور له يوم الثلاثاء الماضي قوله هذا :(إن شعار السلطة أو الموت غير وارد، فنحن لسنا متمسكين بالسلطة ، بل أرغمنا بالمجئ إليها في عام 2006 من قبل جماهيرنا وشعبنا، وعلى كل القوى السياسية اختيار مرشحيها للانتخابات)أي .وبعدين يا جماعة أي شرعية دستورية أرهقونا بها من جمعة لجمعة ويا قلبي لا تحزن. فالمادة (116) من دستورنا الكريم العظيم القابل دوما للتمدد والانكماش كلما رغب الحاكم بذلك تلك المادة تنص التالي: (في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية أو عجزه الدائم عن العمل يتولى مهام الرئيس مؤقتا نائبه لمدة لا تزيد عن الستين يوما من تاريخ خلو منصب الرئيس) هذا هو نص المادة لكن نص الواقع يقول أن جذور النظام متجذرة في الحكم وانه هناك اعتبارات أكبر في نظرهم من كرامه الانسان وحقه في الحرية والحياة..فبعد شد وجذب المجلس الانتقالي تمخض الأربعاء الفائت عن تشكيلة أسماء المجلس الوطني والذي يهدف لإدارة البلاد بعد رحيل النظام..هذا المجلس والذي ضم توليفة مشكلة من كافة الأطياف سيسعى بعد أيام للوصول إلى اعتراف دولي به كونه سيكون الممثل الشرعي للجمهورية اليمنية,عليه أن يسعى أولا للوصول لاعتراف شعبي واقتناع عن كل الأسماء المقترحة حتى لا تلتهم الثورة التهام الوحوش والقصة معروفة للجميع ويعيد التاريخ نفسه مثلما حدث في الثورات السابقة التي أفرزت لنا حكام اليوم فماذا ستفرز لنا ثورة اليوم ومجالس اليوم من حكام بالغد؟؟ جذور النظام والقوى الداعمة له لا يتعاطون في قراراتهم بان الشعب ثار وانتفض في حوالي سبعة عشر محافظة وبأن من المنطلق نفسه كانت هبة شعبية وثورة أبيه هزت العروش وأعادت تشكيل الحسابات وأربكت موازيين القوى واللاعبين السياسيين في المنطقة والإقليم..هي ثورة وليست(ثور) لتشهروا سكاكينكم لذبحه واكل لحمه أو شويه على النار,صحيح أن ثورة شباب التغيير قد طالت وقد أرهقتنا ونحن قد (هرمنا) في انتظار الحسم الثوري لكنها ثورة بكل المقاييس وهي منصورة بإرادة الله وبعزيمة الأحرار..ذلك التراب الذي يغطي أجمل الجواهر لا يلغي جمالها ولا يهدر قيمتها وحتى أن رمت الأحزاب بثقلها السياسي على الساحات لتصبح القضية لدى البعض(قضية كرسي وحقد شخصي) لا قضية وطن وكرامة إنسان من حقه التمتع بأبسط مقومات العيش الكريم. نعم ثورة التغيير كانت كالصخرة التي رميت من مرتفع على مستنقع الفساد والاستبداد والتهميش والإقصاء..على هذه الصخرة أن تستعيد قوتها وأن ترمي بثقلها من جديد لأزاله الجمود ولضمان حراك الإرادات الحرة التي تخيم في الساحات متحملة كل الصعاب وثاقبة عين السماء في انتظار الأمل والنصر.وفي انتظارنا لثورة الثورة من جديد, نرجو أن المجلس الوطني يصبح ويمسي وطنيا بحتا لكنه قد وقع في عثرة المجلس الانتقالي وقد ضم أسماء قيادية أعلنت استنكارها لورود اسماها في المجلس دون إشعار مسبق, وامتدادا إلى الحراك في الجنوب على قادته توحيد الصف ورأب الصدع على وجه السرعة وعليهم أيضا الاتفاق لتشكيل مجلس وطني يستطيعون من خلاله التحدث عن قضيتهم بصوت واحد وثابت فالأصوات المتشتتة تشتت الفكرة والقضية ولا يقول البعض أن الإطاحة ببقايا النظام لا يعنينا بل هو أمر يعني الجميع والنظام هو عدو الجميع فافتحوا صفحة للتسامح في رمضان, أمر جميل أن يكون حل القضية الجنوبية بنداً أساسيا من بنود الثورة والأجمل أن يفهم الجميع في الشمال والجنوب , في الشرق والغرب , من هم داخل الوطن أو خارجه أن الحل الأمثل للقضية الجنوبية ينطلق من إرادة الشعب وحده بعيدا عن ضغوط البعض وبعيدا عن أنصاف الحلول وبعيداُ عن المزايدات والمناقصات لأن الوضع النفسي والصحي والاجتماعي ووووو.... لم يعد يسمح بالمماطلة أكثر فالشعب وحده يملك الحق في تقرير مصيره بنفسه وهو الأقدر على ذلك وساعتها على العالم بأسره احترام إرادة الشعب..المهم انقطعت الكهرباء الآن وأنا أكتب كالعادة لكن لن تنقطع أبدا الإرادة الحرة للسعي نحو الوطن الحقيقي الذي ينشده الجميع وفي رحاب الشموع تهطل الدموع كمدا وحزنا وحبا وشوقا لذلك الوطن المنشود فمتى سيعود لنا الوطن؟؟ تساؤل لا أملك الآن الإجابة عنه واني اكتب على ضوء شمعة وفي جنح الظلام,أو هو تساؤل ليس من حق قلمي الصغير أن يجيب عنه سنترك جوابه للغد الذي سيحمل لنا الكثير مما هو متوقع ومما هو غير متوقع وسأكتفي الآن بكتابتي أبياتا من وحي الفن اللحجي الأصيل وسأهديها لكل القراء الأعزاء: سألت العين الوطن فين؟؟ أجاب الشعب:راااح منك هذا النظام مش سال عنك ولا تهمه ولا يهمك وصبرك يا شعبي لفين؟؟وسألت العين الكهرباء فين؟؟ أجاب الشعب: رااااحت منك , بقى لي في الليل ثلاث شمعات وقلب مجروح بالآهات وخد تجري عليه الدمعات وفانوس اشتريته بس دين وضاع الفرح والسمرات وحبيبي تاه في الظلمات وجيبي فاضي من يومين وصبري بس أنا لفين؟؟ سالت العين الرئيس فين؟؟ هل هو واجي أم بيتأخر؟؟ هل هو ماشي أم بيتكبر؟؟ هل عنده الكهرباء تسرج ولا مقطوعة مثلي من يومين وليش ذا الكبر في وجهه؟؟ وفي قلبه ما لقينا رحمه ولا يرحل عنا من بحين وصبري بس أنا لفين!! مين قال اني بستكين وأنا من زمان أتحمل ولا أشكي بس أتكظم وأنا قدني مواطن مسكين ولا حد داري بي لوين!! سألت العين وفلوس العيد فين؟؟ وبيجي العيد وأنا طفران بلا ماء وأنا حران ومن جمعة لجمعة ولا كسوة ولا لحمة والمسؤل يذبح من ثورين؟؟ وصبري بس أنا لفين؟؟؟ وسألت العين الوطن فين أجاب الشعب: رااح منك؟؟