تذكرت المثل القائل "العياذ بالله من البرد والخوف والمجاعة " إذ اجتمعوا في آن واحد وأنا أزور مدرسة حمزة في مديرية المعلا بناء على طلب النازحين وأكتشف أن هناك مثل آخر يتشكل في هذا المكان وهو العياذ بالله من" النزوح والخوف والإهانة "، النازحون قالوا كلاماً قد لا يصدقهُ الكثيرون. واليكم نص الحوار الذي أجريناه مع بعض منهم: أصبحنا أشبه بالشحاتين سعيدة قاسم علي:(نحن نازحو أبين في مدرسة حمزة - مديرية المعلا - أصبحنا أشبه بالشحاتين، نتلقى الصدقات من بعض فاعلي الخير من التجار، عددنا (45) أسرة في المدرسة والغذاء والكساء لا يكفينا وصابرون على حكم الله.. أنا أرملة، لدي ستة أولاد وما أتحصل عليه من مواد غذائية لا تكفيني، أنا وأولادي في هذه المدرسة لا يوجد مطابخ عامة لكافة الأسر بل أعطوا لكل مجموعة" تنورا" وأنبوبة غاز وبالنسبة لوضعنا الحالي نحن نريد العودة الآن إلى أبين، لكن الأخبار التي ترد إلينا من هناك تفيد بأن الضرب مازال قائما، لقد تعرضت بيوتنا للسرقة وتعرضنا نحن كبني آدم للشتات ونحن هنا ننتظر ما ستقدمه لنا الدولة بعد أن سمعنا الملايين المخصصة لنازحي أبين ولكن نسمع جعجعة ولا نرى طحينا والوضع الحالي الموت أفضل منه" أحسن يموتونا " هكذا اختتمت الحجة سعيدة حديثها متمنية الموت بدلاً من الموت البطيء. عايشين على مساعدات فاعلي الخير: قال خالد محمد: نتلقى قليلاً من الصدقات من فاعلي الخير، والحكومة غير متواجدة وأنا متأكد بأن فاعلي الخير لم يأتونا عبر السلطة أو الحكومة بل عبر أناس يسعون لفعل الخير في هذا الشهر الفضيل، تلقينا منهم سبعة أكياس دقيق وسبعة أكياس سكر نتقاسمهما كلنا (45) أسرة.. بالمختصر نحن عايشين على مساعدات فاعلي الخير. ووزعت عدد من الكروت لتنظيم صرف المواد الغذائية ولكنها وزعت فقط أسرة فقط وسحبت في وقت لاحق بعد أن تم تسليهم الدفعة الأولى وهذا تم قبل رمضان. والذي يقوم بعملية توفير المساعدات ألينا الشيخ/ سعيد عمر إمام المسجد - العيد على الأبواب ولا يوجد لدينا الغذاء الكافي، ناهيك عن الكساء والدولة غائبة غائبة. قال أحدهم: سمعنا أنهم - أي الدولة - سينزحون بنا إلى مخيمات في منطقة خرز ونحن نقول من الآن لم نخرج إلا إلى بيوت إيجار زي بقية خلق الله لأن الحكومة هي المسؤلة على كل ما يجري ورصدت مبالغ سمعنا عليها بأجهزة الإعلام وإلى أين ذهبت تلك المبالغ؟ إذا كنا بلا غذاء ولا كساء وأيضاً بنسكن في خيمة؟ أو يعملوا على تهدئة الوضع ويرجعونا إلى منازلنا، نحن ما ذنبنا ! عايشين على مساعدات فاعلي الخير؟ عبدالكريم أحمد صالح - الملقب العصفوري، مندوب نازحي أبين لمدرسة حمزة المعلا قال: كل الذي يقدم الدعم فاعلو خير ومنظمة "اليونسيف" قدمت من فراشين وإناء فقط قبل رمضان بشهر وبفضل الشيخ/ سعيد وفضل التجار استطعنا أن نوفر الشيء القليل وأنا بصفتي مندوباً من قبل لجنة النازحين المشكلة من الحكومة أقول: إن هذه المدرسة التي يسكن فيها زهاء (45) أسرة لم تستقبل أي مسئول محلي أو من العاصمة للسؤال عن هؤلاء البشر المنكوبين. وهنا أتسأل أين دور الحكومة؟ وهناك عدد من الأسر النازحة تسكن في بيوت في الشيخ إسحاق تصل عددها إلى (64) أسرة وحُرم الكثير منها من تقديم العون الحكومي وأكثر الأشياء التي وصلت إليهم من التجار رغم قلتها من قطمة سكر وقطمة رز، الدولة خصصت مبالغ كبيرة جداً، لكنها لم تصل إلى مستحقيها من النازحين ونحن نعمل ضمن جهود فاعلين الخير فقط. يوجد بها طحالب: أحد النازحين عدنان صالح واستطرد بالقول: البيوت المجاورة للمدرسة تمد إلينا وجبات خفيفة رمضانية أصبحنا نعيش على الصدقات فقط، ويعاني البعض منا أمراض نفسية جراء هذا الوضع الردى لاسيما ونحن نشعر بأن هناك من يفسد ويذهب بالأموال المخصصة لنا إلى أماكن أخرى نجهلها، نحن الآن أشبه بالقطعان الغنم، تركونا في حوش لصدقة الناس. أما بخصوص مياه الشرب لقد تحصلنا مرة واحدة على ماء معدني، والآن نشرب فقط من الخزانات الذي يوجد بها طحالب وبين حين وآخر ننقل شخصاً منا إلى المستشفى والإسعاف واصل لعندنا بسبب المياه الملوثة، الدولة لا تستطيع أن توفر لنا خزانات لمياه الشرب وعندما شكونا حالنا إلى اثنين من المسؤولين عن النازحين نحتفظ بأسمائهم لدينا قال بالحرف الواحد "أنتم نازحون وتحمدُو الله وبوسوا رجولنا " وأنتم نازحون عادكم "تتزنطوا علينا" وعندما شكونا من سقوط أسمائنا من الكشوفات ردت علينا نفس الجملة ثانياً وأنا رديت لهم نحن لا نريد منكم أي شيئاً بل أخرجوا من مكاننا. هدموا علينا منازل بملايين و يعطونا خيماً نعيش فيها لا يمكن أن نعيش في مخيمات، نحن نعيش أزمتين أزمة خروجنا من منازلنا ومحافظتنا وأزمة معيشة هنا.