فضلاً عن كونه تحفة معمارية فريدة في المنطقة، يلعب جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي عبر مركزه دور المرجع العالمي للعمارة الإسلامية، ويدأب القائمون عليه لتثبيت هذه المرجعية والتأكيد على دوره العلمي التراثي على مستوى العالم عموماً والمنطقة العربية خصوصا. يقوم المركز بنشر وتوفير عدد غير قليل من أهم الكتب العالمية المتخصصة في موضوعات العمارة الإسلامية والتصميمات الحضرية المرتبطة بالحضارة الإسلامية والكثير من المفردات الخاصة بالحياة العربية في عصورها الإسلامية المختلفة رئيس مجلس إدارة المركز والخبير في عالم النشر علي بن تميم، من خلال ترؤسه لمشروع "كلمة" التابع لهيئة أبوظبي للثقافة التراث والذي بنشر سنوياً ما ينوف عن 150 عنواناً مترجماً من مختلف أصقاع العالم، يتوقع أن تكون مكتبة المركز في غضون العشر سنوات المقبلة واحدة من المكتبات المميزة على مستوى العالم في نوعية مقتنياتها العالمية الخاصة بموضوعة الحضارة الإسلامية كما تتبدّى في مرايا الآخرين، ومركزاً علمياً مرموقاً للحوار والتسامح والتفاعل بين الحضارات مكتبة المركز التي تضم أهم كتب العمارة الإسلامية وفنونها وعلومها، تحتوي أكثر من سبعة آلاف كتاب في مختلف المجالات العلمية والثقافية بأكثر من 12 لغة، إضافة إلى مجموعات من نفائس الكتب النادرة، وتعتبر أول مكتبة في تاريخ المساجد الإسلامية التي تقام في مئذنة منارة وقرر القائمون على المكتبة أن تكون نواة معرفية متخصصة في هذا المجال في أبو ظبي لتساعد على توفير فهم مشترك يعزز الفكر المتسامح ويشجع على التفاعل مع الآخر ويرسخ جسور التقارب الثقافية إصدارات المركز من الكتب المختصة بهذا الحقل كثيرة وهامة، وتعنى بالعمارة والفنون والثقافة العربية الإسلامية، ولا تخلو من صبغة جمالية انطلاقاً من بداهة أن هذه المواضيع لابد من أن تُحفظ بين دفتي كتاب أنيق. ومن أهم هذه الإصدارات موسوعة عن عمارة المساجد في الأندلس، وكتب عن الحدائق الإسلامية، وأخرى عن المنسوجات الإسلامية والفخاريات، وكتاب بديع حول القمر والمئذنة، وكتب عن علاقة العمارة بالأساطير والروحانيات، وموسوعات مصورة عن عمارة الجامع وجمالياته، وكتاب حول جامع الشيخ زايد الكبير نفسه يضم صوراً فوتوغرافية للتحفة المعمارية التي باتت من أهم المقاصد الروحية والسياحية والثقافية في العاصمة الإماراتية. يتعاون مركز جامع الشيخ زايد الكبير مع نخبة من الباحثين العرب وغير العرب، وله صلات بأهم المراكز البحثية المهتمة بالشأن المعماري الإسلامي، في الشرق الأوسط والمغرب العربي وأوربا وآسيا. ويرعى المركز محاضرات وندوات ثقافية حول الأديان والتنوع والتسامح، ويتعاون مع مراكز البحوث والمجامع والمؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية، كما يدعم مبادرات اجتماعية ودينية وثقافية تسعى إلى نشر الاحترام والفهم المتبادل بين الأديان، وتستأنف مكتبة الجامع دور خزائن الكتب الإسلامية التقليدية بمنظور معاصر. وفي سابقة على المستوى العربي يقدّم الجامع خدمة إعلامية وبحثية توفّر قراءات لما يصدره من كتب وترجمات عن المركز وغيره لتسهيل الإفادة منها من خلال توفير هذه المراجعات النقدية للصحف وللباحثين والمراكز المختصة على خد سواء لتيسير الاطلاع على الإصدارات بما يخدم الباحثين ويسهل عليهم الوصول إلى مراجعهم، وسيقوم المركز بإنجاز قراءتين لكتابين أسبوعيا. وحول هذا المشروع يقول بن تميم "نريد أن نسهم في ترسيخ فكرة الاطلاع على الكتاب من ناحية نقدية للتشجيع على قراءته، هناك بعض العناوين المهمة تظل غائبة عن القراء نظراً لعدم وجود مقالة نقدية تهدف إلى التعريف بها وتقديمها للقراء ونحن نحرص إجمالاً على أن يكون القارئ العربي مطلعاً على إصداراتنا وما تقتنيه من المكتبة من كنوز معرفية". ويشار إلى أن جامع الشيخ زايد في العاصمة الإماراتية يحظى مع مركزه برعاية خاصة ورفيعة من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وهو يتسع لأربعين ألف مصلٍ، وتم استخدام مواد بناء جُلبت من شتى أصقاع العالم لبناء هذه التحفة المعمارية الذي يعتبر أحد أكبر المساجد في العالم، وهو يضم أربع مآذن بطول 107 م، بالإضافة إلى 82 قبة. "آكي"