ارتفع عدد شهداء التظاهرات السلمية بصنعاء إلى 53 شهيداً، و642 مصاباً منهم 250 بحالة اختناق منذ يوم الأحد الفائت. وتعرضت ساحة التغيير بصنعاء للقصف بالأسلحة الثقيلة من جهة شارع الرباط، مخلفة سقوط شهداء وجرحى في صفوف المعتصمين، كما تعرضت منازل مواطنين للقصف بالقذائف المدفعية . وقال شاهد عيان إن عدداً من المعتصمين قتلوا برصاص مسلحين بلباس مدني أقدموا على قتلهم بالقرب من قسم الجديري. وذكر شهود عيان ان عشرات القناصة التابعين لقوات الحرس يتمركزون على أسطح البنايات العالية الواقعة في محيط ساحة التغيير وان دوي الانفجارات جرت ليلا في شارع الزبيري وضرب كثيف بمعدلات ورشاشات وبشكل عشوائي وبدون توقف، كما شهد شارع الزبيري مواجهات عنيفة وضرب رصاص كثيف وبالرشاشات أمام وزارة النفط ودوي انفجارات. وجراء التصعيد العسكري من قبل القوات التابعة للنظام ولوحظ نزوح لأهالي شارع الزبيري والجامعة بسبب الاعتداءات والقصف بالدبابات والأر بي جي ومضادات الطائرات والرشاشات وبشكل عشوائي، تركزت بشكل مكثف بالمنطقة المحيطة بشارع الزبيري، في ظل انقطاع للتيار الكهربائي عن أغلب أجزاء العاصمة. وارتفع عدد الشهداء في مجزرة أمس الاثنين إلى أكثر من 20 شهيداً، في الوقت الذي شهدت فيه ساحة التغيير من عدد من مداخلها قصفاً عنيفاً بالأسلحة الثقيلة. وقامت قوات الحرس بقصف المتظاهرين في جولة كنتاكي بالأسلحة الثقيلة, ما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء، وقال شهود عيان بأن جثث القتلى مرمية في الشارع ولا أحد يستطيع إسعافهم. كما تعرض المدخل الغربي للساحة من جهة شارع الرباط للقصف بالأسلحة الثقيلة, ما أدى إلى تضرر العديد من منازل المواطنين التي أصابتها القذائف. وتواصلت الانفجارات العنيفة، في شارع الزبيري، حيث قصفته قوات الحرس وشارع 16، وشارع 20، وشارع بغداد، ومعظم الشوارع الفرعية في المنطقة بالأسلحة الثقيلة. وقال شهود عيان بأن بلاطجة يتمركزون فوق فندق التاج وعمارة القباطي في شارع بغداد ويطلقون النار بالمعدلات والقذائف الصاروخية باتجاه المعتصمين في كنتاكي، وجنود الفرقة في شارع هائل. وأشارت المصادر إلى أن القذائف التي تطلقها بالعشرات قوات الحرس المتمركزة في شارع بغداد تسقط على منازل المواطنين في شارع هائل، والرقاص، والدائري، وشارع 16 وحسب مصادر ميدانية تواصل القصف العنيف مساء الليلة الفائتة من قبل قوات بقايا النظام على منافذ الساحة الجنوبية والغربية، فيما تواصلت الاشتباكات من جهة شارع الزراعة بجوار مدرسة الفرات التي يتمركز فيها البلاطجة. وجراء ما أقدمت عليه قوات الحرس من مجازر دموية تناثرت أشلاء الضحايا في الشوارع المحيطة بجولة كنتاكي، بعد تعرض المعتصمين هناك للقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل تلك القوات ، في ظل عجز المسعفين عن الوصول لانتشال جثث الشهداء، والجرحى، من ميادين المواجهات، الممتدة من منطقة القاع شرقي ساحة التغيير، إلى جولة عصر وشارع الستين وشارع هائل غربي الساحة، مرورا بجولة كنتاكي والمناطق المحيطة بها. وأكد المستشفى الميداني بصنعاء أن جميع المستشفيات المتعاونة مع ساحة التغيير أصبحت عاجزة عن استقبال الجرحى الذين يتوافدون بالعشرات إلى جميع مستشفيات العاصمة بشكل متواصل. اعتداءات الحرس استهدفت بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة والثقيلة، كل شيء أمامها، من المنازل إلى المعتصمين إلى معسكر الفرقة الأولى مدرع وجنودها المنتشرين على كافة مداخل ساحة التغيير، وحتى الأطفال الرضع لم يسلموا من رصاص قناصتها، حيث استشهد ظهر أمس طفل لم يتجاوز العشرة أشهر من العمر، وهو في حجر أمه، عندما كانت برفقة والده، في شارع هائل، لشراء بعض الحاجيات، وقال والد الرضيع الشهيد، محمد عبد الله السعيدي ل«مأرب برس» بأنه ترك الطفل في سيارته مع اثنين من إخوانه ووالدته في شارع هائل، وعند عودته وجد ابنه الأكبر وهو يبكي ويخبره بأن شقيقه قد استشهد برصاص البلاطجة المنتشرين في كافة الشوارع المحيطة بساحة التغيير. وأضاف والد الشهيد الرضيع بأن ولده قتل برصاص قناصة تابعين لنظام صالح، كانوا يعتلون سطح عمارة مرتفعة في شارع هائل، ويستهدفون كل من يمر أمامهم بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة طفله الرضيع الشهيد أنس. وقتل جراء أحداث الأمس في كنتاكي الزميلين: مصور قناة الإخبارية السعودية حسن وضاح برصاص قوات الحرس.
