نظم فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في محافظة عدن بالتنسيق مع الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار مساء الثلاثاء فعالية رمضانية بعنوان"عدن محمية تاريخية" شارك فيها عدد من الأدباء والاكادميين والمثقفين بعدن. واستعرض المشاركين في الندوة عدداً من الملامح الأثرية والتاريخية لمحافظة عدن، داعين الجهات المختصة الحفاظ على تلك المعالم الأثرية وإزالة التشوهات والاختلالات العمرانية التي لحقت بالمدينة. وأشار المشاركون إلى أن معالم مدينة عدن الأثرية أصبحت تتعرض للطمس بشكل مقصود وغير مقصود ومنها جزيرة قلعة صيره بمدينة كريتر تحت مسمى تأهيل الطريق، كما دعا المشاركون الدولة إلى استخدام الاسمنت في إعادة تأهيل المواقع الأثرية بدلاً من استخدام "البومس "الاسمنت الابيض المعروف ب"الجص". وكانت نقابة المهندسين اليمنيين بمحافظة عدن في ندوة علمية بقاعة المجلس المحلي بمديرية صير نظمتها الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار الشهر الماضي تحت عنوان "معاً لإعلان عدن "كريتر" محمية تاريخية تنفيذاً لقرار المكتب التنفيذي رقم"46"لعام 2006م القاضي بإعلان عدن القديمة"مدينة كريتر" محمية تاريخية اتهمت السلطة بالعمل على خلق تشوهات عمرانية في مدينة كريتر التاريخية وطمس معالمها التاريخية والأثرية. وقالت النقابة في ورقة عمل بعنوان"التشوهات والاختلالات العمرانية في مدينة عدن " والتي شاركت بها في ندوة المعالم الأثرية لمدينة كريتر - بان استحداث مباني وطرق كالطريق المؤدي إلى قلعة صيره الأثرية يتنافى مع النمط المعماري القديم للمدينة وهو ما أدى إلى خلق تشوهات في المعالم الأثرية. ودعت الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بعدن الحكومة إلى ضرورة الإسراع بإعلان مدينة عدن القديمة محمية تاريخية تنفيذاً لقرار المكتب التنفيذي رقم "46" لعام 2006م القاضي بإعلان عدن القديمة "مدينة كريتر" محمية تاريخية. وطالبت د/ أسمهان عقلان العلس - الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بعدن -السلطة بالحفاظ على تاريخ عدن وعمارتها الأثرية المتنوعة التي تزخر بها خلال استعراضها أمام المشاركين في الندوة عدداً من المعالم الأثرية في مدينة كريتر. وتأتي هذه الفعالية للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بعدن بمشاركة عدد من المفكرين والباحثين والإعلاميين وممثلي منظمات المجتمع المدني وأساتذة الجامعة المتخصصين في شؤون التاريخ والآثار والعمارة في إطار سلسلة فعاليات سابقة لتنفيذ قرار 2006م بإعلان مدينة كريتر محمية تاريخية للحفاظ على ما تبقى من معالمها الأثرية وصيانتها من الاندثار. وتعد مدينة كريتر التاريخية المعروفة باسم عدن القديمة هي أقدم المدن أطلق عليها الانجليز إبان حقبة احتلالهم لعدن اسم كريتر وهي كلمة انجليزية تعني فوهة بركان كون المدينة تقع على فوهة بركان وتحيط بها سلسلة من الجبال من كل الجهات ولها منفذان رئيسيان فقط هما العقبة وصيرة. وتحتضن مدينة كريتر أبرز المعالم التاريخية وأقدمها والتي من أهمها قلعة صيرة وصهاريج عدن التي يرجع تاريخ بناءها إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد أثناء حكم السبئيين، وتتكون حالياً من 18 صهريجاً تتسع لعشرين مليون جالون من مياه الأمطار، وقد أُنشأت قديماً لتخزين مياه الشرب وتغذية آبار مدينة عدن الجوفية وحماية المدينة من أضرار السيول. وتوجد في مدينة كريتر ثلاثة متاحف تاريخية وهي متحف العادات والتقاليد والمتحف الوطني للآثار والمتحف العسكري ويعود تاريخ بناءها إلى بداية القرن الماضي، وتحتوي هذه المتاحف على أدوات ومحتويات قديمة يعود تاريخها إلى العصر الحجري والبرونزي ونماذج من العادات والتقاليد اليمنية ونماذج من الأسلحة التقليدية القديمة التي استخدمت في مقارعة المستعمرين. وتشتهر كريتر بالمنارة الواقعة وسط المدينة وهي عبارة عن مئذنة طويلة تقف على قاعدة مغلقة تتخذ شكلاً مخروطياً ولها سلم حلزوني ذو 86 درجة تقود الصاعد إلى مكان الأذان، ويعود بناءها إلى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز في القرن الثامن الميلادي.