بعيدا عن الأحداث التي مر بها منتخبنا الوطني للشباب في مواجهته الثالثة في تصفيات مجموعته الآسيوية الرابعة التي خسرها أمام منتخب الإمارات، فقد كان المواجهة تفرض نفسها في مسار تاريخي خاص ارتبط باسم فقيد كرة القدم اليمنية عارف عبدربه نجم الشعلة ومنتخبات الوطن - رحمه الله - الذي قضى نحبه قبل أكثر من (11) عاما في الحادث المؤسف الذي تعرضت له حافة الفريق الكروي أثناء عودتها من صنعاء. فقد كان التاريخ الكروي يستعيد شيئا، ويضرب موعدا بدلالة وخصوصية أظن أنها غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم.. حين تجلى نجل الفقيد (عبدالله) ليكون بين الثلاث خشبات لمرمى منتخبنا الوطني، ليبدأ مسيرة نتمناها ظافرة وعلى خطى الأب وتألقه كواحد من أفضل حراس الكرة القدم في بلادنا. ظهور عبدالله بألوان منتخب الوطن.. وفي هذه الفئة كانت - بلا شك - بالنسبة للكثيرين ومن تواجد خلف شاشات التلفاز موعدا اختلطت فيه الأحزان والأفراح.. مابين استعادة ذكريات الأب الراحل والابن الواعد الذي سيكون - بإذن الله - رقما مهما في مشاوير الكرة ومنافساتها التي عشقها أبوه وبرع فيها، وقدم فيها المستويات الكبيرة النادرة. من شاهد اللقاء قد لا يرضى عن هذه السطور من زاوية ظروف اللقاء التي كان فيها عبدالله يطرد بالكارت الأحمر للمسه الكرة خارج الجزاء.. ليكمل منتخبنا اللقاء بنقص عددي.. وفي هذا قد يكون البعض يتجنى على هذا الشاب الذي اعتقد أنه قد تفاجأ بمباراته الدولية الأولى التي فاجأتنا حتى نحن بعد أن كان زميله صدام هو من يخلف الحراس الأساسي حين أصيب في لقاء سوريا.. ما يهمنا نحن أن عبدالله الذي عرفنا أباه متألقا ونجما كبيرا.. قد وضع قدماه وبدأ مشواره مع كرة القدم, ليستعيد التاريخ ولو في ظروف مغايرة شيئا ما.. بتلك اللحظة التي لا أتذكرها حين ظهر عارف ليبدأ مشواره حارسا أمينا مع المنتخبات الوطنية بكل فئاتها. هذا هو عبدالله عارف عبدربه.. الابن الأكبر لفقيدنا وفقيد رياضة الوطن بأكملها.. عارف عبدربه.. كونوا معه ودعموه لنرى إخطبوطا جديدا في كرة القدم اليمنية.. ورحم الله عارفا.. وأهلا بنجله عبدالله في ساحات وملاعب المستديرة.. ومستقبل واعد ومشرق نتمناه له.