استقبل عشرات الآلاف من أبناء محافظة تعز صباح أمس مسيرة راجلة قدمت من مدينة القاعدة ومديرية ذي السفال بمحافظة إب سيراً على الأقدام إلى المحافظة للتعبير عن تضامنهم مع تعز وللتأكيد على المضي قدوماً في سبيل إنجاح أهداف الثورة اليمنية وفاء لدماء الشهداء وتقديم مرتكبي جرائم تعز وكل المدن اليمنية إلى المحاكمة . وكان المحافظة قد شهدت صباح أمس مسيرة حاشدة جابت عدة شوارع تعز عبر من خلالها المتظاهرون عن رفضهم لأي ضمانات تمنح للقتلة، مطالبين اللجنة الأمنية بسرعة تغيير مدير أمن المحافظة عبدالله قيران ومراد العوبلي المتهمين بارتكاب مجازر دموية ضد المدنيين . وهتف المتظاهرون بالنصر للثورة السورية، مرددين العديد من الشعارات التضامنية مع إخوانهم في سوريا . بدورها واصلت قوات النظام يوم أمس انسحابها التكتيكي من عدة مواقع في المدينة بما ذلك جبل جرة , كما شهدت المحافظة منذ مساء أمس الأول هدوءاً نسبياً.. وكان من المقرر أن تنهي قوات النظام سحب قواتها من جميع الأماكن المستحدثة يوم أمس غير أن مصادر مؤكدة أفادت ل"أخبار اليوم " في ساعة متأخرة من الليلة الفائتة أن نقطتين عسكريتين في المطار القديم قبل مصنع السمن الصابون وعلى شارع الخمسين ما زالتا على حالهما مع كامل عدتهم العسكرية . إلى ذلك وصلت إلى مطار تعز العسكري صباح أمس طائرة يوشن و 3 أخريات من نوع الانتوف محملة بالجنود والأسلحة. وعصر أمس نظم أطفال تعز مسيرة نوعية في ساحة الحرية طالبوا من خلالها بحقوقهم بالعيش الكريم والتعليم والصحة , مؤكدين على حقهم بالأمن والاستقرار . إلى ذلك صدر بيان عن نقابة الخطباء اليمنيين فرع تعز بشأن استهداف دور العبادة والمساجد والأئمة والخطباء في المدينة , وقال البيان إن : نقابة الخطباء اليمنيين بتعز تستنكر الاعتداءات المتكررة والاستهداف المباشر لمجموعة من المساجد في تعز من قبل قوات الحرس الجمهوري واللواء 33، ومن تلك المساجد: مسجد التقوى ومسجد الرأفة بالروضة، ومسجد السعيد بعصيفرة، ومسجد الصحابة بالمسبح، ومسجد الأنصار بجولة المرور، وغيرها، والتي تعرضت جميعاً لمجموعة من القذائف وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي جراء الاستهدافات المتكررة على المناطق السكنية والمزدحمة في المدينة. كما أدانت نقابة الخطباء تعرض مجموعة من الخطباء وأئمة المساجد للاعتداءات متكررة من تلك القوات، آخرها تعرض الشيخ الدكتور عقيل المقطري لاستهداف بالرصاص على سيارته في حوض الأشراف قبل أسبوع من أشخاص يلبسون ملابس الحرس الجمهوري، وكذلك الاعتداء على منزل الشيخ أحمد عبدالجليل سيف إمام وخطيب جامع الأنصار والملحق بالمسجد بجولة المرور من قبل جنود اللواء 33، وسرقة أثاثه على ثلاث مراحل في ليلة الاثنين التاسع من المحرم وصبيحتها وبعد الظهر، وأمام أنظار المواطنين وفي تحد سافر للشرع والقانون. ونؤكد أن تلك الجرائم المتعددة لن ينجو مرتكبوها من العقوبة في الدنيا والآخرة، ونطالب جميع الشرفاء من المواطنين والعسكريين والمنظمات الأهلية والسياسية والشخصيات الاعتبارية الداخلية والخارجية استنكار تلك الجرائم، والعمل على محاسبة فاعليها، ومنع تكررها. وفي سياق مماثل صدر بيان عن تكتل حماة الثورة الشعبية السلمية – تعز , ونص على التالي : يثمن تكتل حماة الثورة الشعبية السلمية بتعز الدور الهام والكبير للجنة الشؤون العسكرية وللجنة التهدئة لما قامت به من جهود مضنية وعمل إنساني يقضى إلى إيجاد الاستقرار والهدوء لمدينة تعز هو مما نحرص عليه جميعا , إلا أننا نطالب منها تواصل جهودها حتى يتم الانسحاب الجدي والكامل وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل إقدام عصابة العائلة العسكرية على إحراق ساحة الحرية في 29 مايو الماضي . وتابع البيان : ومن أجل ذلك نود أن نضع اللجنة أمام الوضع الحقيقي للمواقع التي تم الانسحاب منها وما تبقى فيها وهى على النحو الآتي . 1. موقع معسكر مستشفى الثورة لا يزال أفراد الحرس كما هم، ولكن بلباس أمن مركزي وعددهم 60 فرداً، كما لا تزال الأسلحة المتوسطة وهي كالتالي: 3 آر بي جي، 3 معدات رشاشة، مدفع بي عشر . 2. موقع المجمع القضائي في جبل جرة لا يزال فيه 30 فرداً من اللواء 33 بلباس شرطة عسكرية مع آلياتهم بقيادة الرائد/ عبده الربيعي ونائبه الرائد/ محمد حيدر الحكمى مع وجود أسلحة متوسطة وهى كالتالي: 7معدات – 4 آر بي جى – 3 قناصات – 1 مدفع أربع عشر ونصف وعززت هذه القوة ب4 أطقم عسكرية من الشرطة العسكرية بكامل معداتها، خلافاً على ما تم الاتفاق عليه . 3. موقع وادى الدحى المتمركز فوق منطقة الحصب وبئر باشا لا يزال فيه 21 فرداً من الحرس الجمهوري مع أسلحة متوسطة هي 2 معدات ومدفع بي عشر . 4. مديريات المظفر لا يزال فيها أربع عربات مدرعة مع أفرادها . وعليه فإننا نطالب لجنة الشؤون العسكرية ولجنة التهدئة الوقوف بحزم ومسؤولية أمام الألاعيب المخالفة لما تم الاتفاق عليه، والتي تثير المخاوف وتهدد الاستقرار والسكنية العامة في المدينة . من جانب آخر نقل موقع "يمن فويس للأنباء" أن هيئة العدالة القانونية بمحافظة تعز تحمل الشيخ/ سلطان البركاني وشخصاً يدعى عبدالرزاق الخليدي مسؤولية قتل 5 متظاهرين وجرح 6 بواسطة قناصة كانوا يعتلون منزليهما بمسيرة 1 ديسمبر الشهر الجاري . ويذكر أن الشهيدة رجاء علي عبدالله شمسان كانت آخر شهيدة نتيجة الاعتداء الذي طال منزل المواطنين في ذات اليوم وفارقت الحياة يوم أمس الأول متأثرة بجروحها .