في وقت بات الشارع اليمني متوجس من تحركات جماعة الحوثي التوسعية في محافظة صعدة شمال اليمن ومحافظات أخرى أيضاً في الجهة الشمالية، بات القلق من سعي هذه الجماعة لجر اليمن إلى حرب طائفية ومذهبية، خاصة في ظل الحصار المطبق الذي تفرضه عناصر الحوثي على منطقة دماج ذات التوجه والفكر السلفي، بالإضافة إلى الهجمات المسلحة التي تنفذها عناصر هذه الجماعة بين الحين والآخر على مناطق بمحافظة حجة.. ذهب زعيم حركة الحوثي - وعبر تسجيل صوتي بثه إعلام الحركة يوم أمس – ذهب إلى التحذير مما وصفه بخطر الفتنة الطائفية والمذهبية على الأمة الإسلامية وعلى اليمن.. وهاجم الحوثي من وصفهم بالمنحرفين والتكفيريين وبعض قوى المعارضة التي يرى أنها تنفذ المؤامرة الأميركية الصهيونية للحصول على مكاسب سياسية ومادية – حد وصفه. وفي هذا السياق يرى أستاذ أصول التربية وفلسفتها بجامعة صنعاء، والخبير في شؤون الجماعات والحركات الإسلامية د. أحمد الدغشي، يرى أنه كان من الممكن أن يصبح كلام عبدالملك الحوثي مقبولاً بعض الشيء قبيل استيلاء الحوثيين على صعدة، أما وقد أصبح كل شيء في صعدة، بيد جماعة الحوثي فكيف له أن يتهم الآخرين بالإقصاء ومحاورة إثارة النزعات الطائفية، مشيراً إلى أن هناك ضيقاً من الحوثيين بالفكر السلفي بعد أن تمكنوا من السيطرة على صعدة.. وقال د. الدغشي في تصريح ل"أخبار اليوم": إذا كان الحوثيون في بداية مشوارهم يسلكون هذا المسلك مع مخالفيهم، فالأمر مخيف جداً جداً، فيما إذا كان لهم تمدد واتساع، ومن الواضح أن الحوثيين يسعون إلى السيطرة والتوسع ولم تعد المسألة دفاعاً عن النفس، كما كان في السابق، وكنا نقف متعاطفين مع مطالبهم بدعوى أنهم فعلاً ظلموا لأنهم أصحاب رأي وفكر، موضحاً بأنهم يسعون للتوسع في حجة والجوف.. متسائلاً عن الدافع لهم للقيام بذلك؟ مؤكداً أن الدافع هو حب السيطرة والاستيطان.. وأضاف: كلام عبدالملك الحوثي أو سواه من جماعة الحوثي لم يعد مقبولاً اليوم، والكلام فعلاً هو كلام سلطة تمتلك القوة والنفوذ والمال والسلاح، تقتل بشكل بشع وغير مبرر على الإطلاق، الأطفال، الرجال، النساء في دماج على وجه الخصوص لأنهم أصحاب رأي أو فكر آخر، وهذه هي الحقيقة.. مؤكداً أن من يتبنى النزعة الطائفية هي جماعة الحوثي وتتبناها بامتياز – حد قول د. الدغشي – الذي يعتبر أنه لم يعد هناك ما يدرئ عن الحوثي هذه الشبهة.. وحول حديث الحوثي عن المؤامرة الأميركية والصهيونية قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية: من المحزن أن تظل نغمة أميركا قائمة اليوم، فأميركا أدرجت جماعات تحررية مثل حزب الله على سبيل المثال وحركة حماس، رغم أن كلتي الجماعتين لم يدعيا يوماً أنهما يستهدفان أميركياً أو أجنبياً، ولا يمكن أن يستهدفا، ومع ذلك تم إدراجهما في قائمة الجماعات الإرهابية، بينما الحوثي كل حديثه عن القضاء على أميركا والشيطان الأكبر، ولم يحدث يوماً ما أن هناك أميركياً قد قتل على أيديهم، ولم تفكر أميركا مرة واحدة بإدراج جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، وهذا يضع علامات استفهام كثيرة. وأضاف د. الدغشي: بل إنه من المخجل عندما ذهب المبعوث الأممي السيد جمال بن عمر، تحدثت الصحافة أن صعدة نظفت من كل الشعارات التي تسيء لأميركا، لأن هناك استقبال لمبعوث أميركا والأمم المتحدة هي الوجه الحقيقي لأميركا كما يقولون، وهناك احتفاء كبير به والحديث له عن أنهم مظلومون، وهذا الكلام لم يعد مقبولاً بعد كل ما يجري في دماج.