أبدت مصادر قيادية في تكتل أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز مخاوفها من عودة الأوضاع بالمدينة إلى مربع الصفر، وذلك على إثر تحركات أمنية وعسكرية بالمحافظة من قبل اللجنة الأمنية وهو ما يبدو أنه مساعي للالتفاف على خطوات التهدئة وإخلاء المدينة من المظاهر المسلحة هو ما يعد التفافاً على اللجنة العسكرية.. وقالت المصادر القيادية في المشترك إن لديها رصداً دقيقاً لتحركات أمنية وسط المدينة وإعادة تموضع وكذلك عودة بعض النقاط الأمنية إلى وسط المدينة وهو ما يبدو أنه خطوات تهدف إلى إعادة تفجير الأوضاع من جديد من خلال ما يمكن وصفه إعادة انتشار لإحكام السيطرة على المدينة أمنياً وعسكرياً.. وأضافت المصادر بأن الجميع في مدينة تعز باتوا ينتظرون من الجنة العسكرية اليوم خطوات إجرائية جديدة لإخلاء المدينة من المظاهر المسلحة وتفكيك القبضة الأمنية والعسكرية من السيطرة عليها بعد أن أصبحت عبارة عن سجن كبير تطوقه إجراءات أمنية وعسكرية معقدة، وأن أبناء المدينة أُعيد إليهم أمل الأمن وإعادة الاستقرار من خلال ما تم من سحب للمعدات العسكرية وإخلاء المسلحين ورفع المتاريس إلا أن ما تم خلال الساعات الماضية من إعادة انتشار للنقاط الأمنية واقتحامها لعدد من المؤسسات الحكومية أعاد إلى نفوس المواطنين حالة القلق والشعور من جديد الذي أصاب الناس بصدمة وخيبة أمل. ودعت المصادر القيادية - في تصريح ل"أخبار اليوم" طلبت عدم ذكر أسمها - حتى ينتهي اجتماعها باللجنة العسكرية اليوم وتتمكن من الاستيضاح حول ما يحدث في المدينة من تحركات مريبة. وحول الوعود بإقالة كل من قيران وقائد الحرس الجمهوري وقائد اللواء "33" قالت المصادر القيادية في المشترك إن أبناء تعز لا ينتظرون إقالة هؤلاء المسؤولين عن قتل الشباب وإنما ينتظرون المحاكمة العادلة لهم، وأن مسألة الإقالة هي مقترح من سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن ودول الخليج كخطوة إجرائية للتهدئة وهي مقبولة إن لم تكن بديلة عن المحاكمة. وفي إطار انتفاضة المجتمع في وجه الفساد من المقرر أن تشهد اليوم العديد من المكاتب التنفيذية والمرافق الحكومية بمحافظة تعز موجات اعتصامات غاضبة للمطالبة بإقالة العديد من مدراء هذه المكاتب على ذمة قضايا فساد ارتكبوها في عهد النظام السابق. وعلمت "أخبار اليوم" أن مئات العسكريين والأمنيين سينفذون صباح اليوم مسيرة احتجاجية للمطالبة بإقالة قيران وضبعان والعوبلي وسرعة هيكلة الجيش وإعادة الموقوفين إلى أعمالهم وصرف مرتباتهم. وفي السياق ذاته ولأول مرة،من المقرر أن تشهد المؤسسة العامة للاتصالات اليوم اعتصاماً مشابهاً للمطالبة بإقالة المدير على ذمة قضايا فساد كما يعتزم موظفو مستشفى الثورة ومستشفى الجمهوري تنفيذ اعتصامات مماثلة وللمطالب ذاتها ومن المحتمل أن يدخل مكتب الصحة على خط هذه الموجات الاحتجاجية. وحسب مصادر " أخبار اليوم " سيواصل موظفو العديد من المكاتب التنفيذية والمرافق الحكومية اعتصامهم الذي بدأوه الأسبوع الماضي بهدف تحقيق العديد من المطالب أهمها القضاء على الفساد في المنشآت التي يعملون فيها. ومن المقرر أيضاً أن ينفذ طلبة كلية الطب اعتصاماً مفتوحاً للمطالبة بتحسين أوضاع الكلية وتنفيذ العديد من المطالب التي ينادي بها الطلاب منذ عدة سنوات.. وفي ذات الصعيد من المقرر أيضا أن تشهد المدنية اليوم موجة احتجاجات طلابية للمطالبة بتغيير مدير مكتب التربية والتعليم. وكانت مديرية موزع قد شهدت أمس الجمعة اعتصاماً مفتوحاً أمام مؤسستي الكهرباء والمياه للمطالبة بإعادة الخدمتين إلى المدنية وإقالة مديريها اللذان اتهموهما بالفساد. إلى ذلك وبالولوج إلى الوضع الأمني بتعز فقد أبدى العديد من المواطنين امتعاضهم من عودة بعض النقاط العسكرية إلى بعض شوارع المدنية، معتبرين عودة هذه النقاط والمتاريس محاولة لخرق الهدنة بهدف إعادة الوضع السابق للمدنية. وأبدى المواطنون خوفهم من عودة الأمور إلى نقطة الصفر بعد هدوء دام قرابة الشهر وذلك بعد عودة النقاط المستحدثة إلى أماكنها، علاوة على انتشار الكثير من النقاط العسكرية عند مداخل المدينة والمعززة بالآليات الثقيلة. وفي سياق منفصل في المحافظة ذاتها فقد احتشد مئات الآلاف من أبناء محافظة تعز أمس إلى ساحة الحرية و"14" ساحة أخرى منتشرة في عموم مديريات المحافظة لتأدية صلاة جمعة " معاً لتحقيق أهداف الثورة ". وعقب صلاة الجمعة والصلاة عليه شيعت جموع المصلين جثمان أحد شهداء مسيرة "الحياة" وهو نشوان سعيد سيف إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بمنطقة كلابة. وهتف المشاركون في موكب التشيع بمحاكة القتلة، متعهدين بالوفاء لدماء الشهداء. وواصلت ساحة الحرية أمس استقبال الوفود المشاركة بمسيرة "الحياة" وكان الشيخ/ محمد صبر - أحد قادة المسيرة - على رأس القافلة العائدة بعدما كانت هناك محاولة لاختطافه ومصادرة سيارته من في منطقة دار سلم. ويوم أمس استشهد الشاب/ وسيم سيف محمد الشرعبي في أحد مستشفيات القاهرة بجمهورية مصر متأثراً بجروحه جراء إصابته برصاصة قناصة أثناء مشاركته بمسيرة سلمية مرت من أمام مبنى اليمنية في جولة حوض الأشراف الموافق 19/9/2011م . وفي سياق مماثل أقدمت قوات الحرس بمفرق ماوية أمس الأول على قتل أحد المواطنين بذات المنطقة دون إبداء الأسباب، الأمر الذي أثار استياء واسعاً لدى الأهالي كما أقدمت القوات ذاتها على منع امرأة وهي في حالة وضع من دخول مستشفيات المدنية مما أدى إلى وفاتها وجنينها. وأصيب أمس الأول عدد من المحتجين من الطلاب والمعملين في مدرسة النور في منطقة الصرم بمديرية خدير إثر قيام أحد وجهاء المنطقة على استقدام مسلحين وبلاطجة لفض الاعتصام الذي قام به طلاب المدرسة ومعلموهم للمطالبة بتغيير المدير.