أكدت مصادر مطلعة, الحصار الذي تعرضت له اللجنة العسكرية في القصر الجمهوري وسط مدينة تعز من قبل أتباع إحدى القيادات في السلطة المحلية بالمحافظة.. وقال الشيخ/ صادق البعداني عضو لجنة التهدئة بتعز في تصريح ل"أخبار اليوم" إن اجتماع اللجنة العسكرية أمس بتعز كان بشأن عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل يناير 2011، حيث تسير اللجنة في هذا الاتجاه " خطوة تلو أخرى" حد قوله، لافتاً إلى أن القوة الثقيلة التابعة لقوات بقايا النظام انسحبت من المواقع التي كانت تتمترس فيها بمستشفى الثورة وجبل جرة وقال إن ذلك حسب ما جاء في الاجتماع. واعتبر النائب البرلماني/ صادق البعداني, ما تحرزه اللجنة العسكرية على أرض الواقع والذي يبدو متواضعاً أو غير كافٍ في نظر البعض يأتي في سياق أن اللجنة تتعامل مع أكثر من طرف في محافظة تعز. ووصف البعداني الأوضاع في مدينة تعز بأنها شبه طبيعية، نافياً أن يكون هناك عودة للنقاط العسكرية في شوارع المدينة. وكان حشود جرارة من العسكريين والأمنيين المواليين للثورة قد نفذوا يوم أمس مسيرات غاضبة بزيهم العسكري في شوارع المدنية للمطالبة بسرعة إقالة قيران والعوبلي وضبعان وتقديهم للمحاكمة لما ارتكبوه من مخالفات قانونية وجرائم إبادة جماعية بحقهم وبحق أبناء تعز. وطالب المتظاهرون حكومة الوفاق بسرعة دمج الجيش وإعادتهم إلى وحداتهم السابقة وكذا صرف مرتباتهم التي تم مصادرتها من قبل هذه القيادات. ونفذت المسيرة العسكرية التي انطلقت من شارع جمال مروراً بعدة شوارع, وقفة احتجاجية بجولة "حوض الأشراف" على بعد عشرات الأمتار من مبنى ديوان المحافظة وفيها استهجن المشاركة في المسيرة, حكومة الوفاق وعدم الاستجابة لمطالبهم التي عبروا عنها من خلال مسيرة مماثلة منتصف الأسبوع الماضي. وأكد العقيد/ فهد عباس الخليدي أن أبطال القوات المسلحة والأمن من مختلف الوحدات العسكرية والأمنية ومن مختلف المديريات خرجوا اليوم ليكملوا مشوار إخوانهم في الساحات والميادين بثورتهم ضد الفساد والظلم والقهر والطغيان, مشيداً بذات الوقت بصمود أبناء تعز من عسكريين ومدنيين أمام غطرسة الطغاة والقهر والقمع. وأشار الخليدي في سياق كلمته إلى أهمية محاكمة رموز النظام السابق وعدم منحهم أي حصانة, مؤكداً على مطالبهم التي خرجوا من أجلها والمتمثلة بإقالة من سماهم محور الشر الثلاثي (قيران, والعوبلي, وضبعان) وإطلاق مرتبات الموقوفين والمستبعدين وبأسرع وقت وسرعة هيكلة الجيش والأمن. وفي الوقفة الاحتجاجية التي اختلط فيها المدنيون مع العسكر وسط هتافات مشجعة من قبل المواطنين لجيش الثورة وحماة اليمن تم تلاوة نداءً عاجلاً إلى كل من اللجنة العسكرية وكل المنظمات الحقوقية وإلى كل الأحرار والشرفاء من أبناء محافظة تعز من ضباط وصف وجنود الأمن العام الذين تعرضوا لتصفير الرواتب وللسجن والتعذيب والطرد من المعسكرات ومضايقة البقية وتسريح الكثير منهم لا لشيء إلا لأنهم رفضوا المشاركة في محرقة ساحة الحرية في 29/5 / 2011م وفي قتل أبناء تعز, يطالبهم فيه بالوقوف والتضامن مع هؤلاء الجنود. ودعا النداء العاجل, نائب رئيس الجمهورية رئيس اللجنة العسكرية ورئيس حكومة الوفاق الوطني إلى سرعة التدخل وتسوية أوضاع أولئك العسكريين. وفي نهاية الوقفة أكد المحتجون في بيان صادر عنهم على مطالبهم السابقة, متطرقين إلى أهمية وسرعة هيكلة الجيش والأمن لتصبح المؤسستين العسكرية والأمنية حماة للوطن لا ملكاً للفرد وأسرة وكذا تفعيل قانوني الدفاع والداخلية في الحقوق والتقاعد والتأمين الصحي والمعيشي والتعليمي وإطلاق الترقيات والعلاوات والبدلات المستحقة والمنهوبة, متوعدين في نهاية البيان بالتصعيد في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم . من جانب آخر من المقرر أن تشهد ساحة الحرية بتعز اليوم الأحد وصول مسيرة راجلة أعلن عنها أبناء مدينة التربة بمديرية الشمياتين "60" كم وذلك للتضامن مع أسر شهداء مجزرة مسيرة "الحياة" وكذا للمطالبة بمحاكمة النظام وعدم منحه أي حصانة. وبدورها وجهت الحركة الطلابية بتعز دعوة مفتوحة لجميع طلاب وطالبات المحافظة لجعل اليوم الأحد الموافق 1/1/2012 يوماً للغضب الطلابي والمشاركة في المسيرة الكبرى التي ستنطلق من كافة المدارس إلى شارع جمال الساعة "10" صباحاً. إلى ذلك وفي إطار انتفاضة المجتمع في وجه الفساد والتي تشهدها معظم محافظات الجمهورية فقد أقدم موظفو وعمال مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني يوم أمس وفي خطوة جريئة على طرد ودحر مدير المصلحة احتجاجاً لما وصفوه بعمليات الفساد التي ارتبكت خلال فترة عمله كما طالبوا بمحاسبته. وبدورهم نفذ موظفو وعمال المؤسسة العامة للاتصالات يوم أمس اعتصاماً مفتوحاً أمام الفرع الرئيسي للمؤسسة للمطالبة بإقالة المدير على ذمة قضايا فساد, كما عبر المحتجون من خلال اعتصامهم عن تضامهم مع أحد زملائهم الذي تعرض للتهديد بالقتل لعدم صرفه مبالغ مخالفة للقانون وعدم اتخاذ السلطات الأمنية والقضائية بالمحافظة أي إجراء ضد الجاني الذي أصاب زميلهم بعدة طعنات بسلاح الجنبية. وفي سياق مماثل نفذ العديد من موظفي فرع شركة النفط بتعز أمس اعتصاماً أمام مكتب الشركة طالبوا فيه بتغيير مدير الفرع وإحالة المدير التنفيذي للشركة إلى نيابة الأموال العامة لما ارتكبه من فساد في أثنا ممارسته لعمله حسب اتهاماتهم. وطالب المحتجون حكومة الوفاق إيقاف عملية التلاعب بحصص المحافظة من المشتقات النفطية وخاصة مادتي الغاز والديزل والتي يتم توزيعها بصورة مخالفة للقانون, كما طالب موظفو الشركة بتسوية أوضاعهم المعيشية. كما نفذ العشرات من موظفي المؤسسة العامة للكهرباء يوم أمس وقفات احتجاجية في باحة الإدارة العامة بالمجلية وآخرين في أمام محطة التشغيل الرئيسية بعصيفرة للمطالبة بإنهاء الفساد المشتري بالمؤسسة وتغيير القائمين عليها وأيضاً تحسين أوضاعهم المعيشية. وبالولوج إلى القطاع الصحي بتعز فقد اعتصم يوم أمس العشرات من أطباء وموظفي مستشفى الثورة في باحة المستشفى للمطالبة بإقالة مدير المستشفى الدكتور/ عبدالملك السياني ومدير الحسابات ومدير الشؤون المالية وكذا إيقاف الفساد المستشري في أهم المرافق الصحية بالمحافظة. ورفع المحتجون العديد من اللافتات المعبرة عن مطالبهم ومن ضمنها " نريد مدير دكتور وليس ديكتاتور ". وفي صعيد مشابه نظم كادر مستشفى الجمهوري هو الآخر يوم أمس اعتصاماً مماثلاً وغلب عليه المطالبة بتغيير مدير الشئون المالية وهدد طاقم المستشفى من أطباء وممرضين وعاملين بالتصعيد من احتجاجاتهم حتى الاستجابة لمطالبهم . إلى ذلك واصلت يوم أمس العديد من المكاتب التنفيذية والمرافق الحكومية اعتصامها والذي بدأ الأسبوع الماضي ومن هذه المنشآت موظفو وعمال مصنع أسمنت البرح, موظفو الضرائب, موظفو الجهاز المركزي للرقابة المحاسبة, جامعة تعز, المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي …الخ وركز معظم هذه الاعتصامات على المطالبة بإقالة المدراء السابقين على ذمة قضايا فساد.