قتل مواطن وولده أمس الأول في مدينة العدين محافظة إب برصاص نجل أحد مشائخ المديرية النافذين في حادثة مروعة لاقت استنكار وغضب شعبي واسعاً. وقال شهود عيان إن المواطن/ أحمد محمد غالب المعروف ب"جعوش" من أهالي قرية الساحكة إحدى قرى ضواحي العدين قتل برصاص كلاشينكوف أصابته بمنطقة الصدر أطلقها نحوه نجل أحد المشائخ النافذين في المنطقة أثناء شجار بينه وبين والده أمام محطة الأمل في حين كان الجاني قد فرغ بلحظات من قتل عيسى جعوش الإبن الذي فارق الحياة فور إصابته برصاصتين بالرأس لتصبح الحصيلة أب وابنه أعزلين في عداد الموتى لم يفصل بين وفاتهما سوى دقائق معدودة. وأضاف شهود العيان إن الجاني ووالده وأخاً له مسلحاً كان برفقتهما غادروا مسرح الجريمة على الفور في محاولة للفرار باتجاه مركز المحافظة إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بعد أن تعذر عليهم الحصول على سيارة تقلهم، وإنهم لجأوا حينها إلى مستوصف قريب من مكان الحادث بأمتار واحتموا فيه عنوة بعد أن كانت مجاميع من الأهالي تطاردهم وترميهم بالحجارة في محاولة للإمساك بهم إلا أنها لم تتمكن من الوصول إليهم بعد احتمائهم بالمستوصف وإطلاقهم الرصاص على الأهالي. وأكد ذات المصدر أن مناوشات حادة كانت قد حدثت بين الجناة والمجني عليهما بسبب خلاف على إيجار أرض تعود ملكيتها إلى الشيخ وواقعة تحت انتفاع أسرة المجني عليهما لم تفلح تدخلات الحضور في فضها بسلام قبل أن يتمكن الجاني من فضها وحسمها ببندقيته القاتلة. وكان أفراد من أمن مديرية العدين تواجدوا للتو في المستوصف مكان احتماء الجاني ووالده وأخيه وباشروا تطويق المكان من جوانبه دون معاينة مسرح الجريمة أو تكليف أنفسهم بمباشرة إجراءاتهم القانونية المعمولة في مثل هكذا جرائم جسيمة ما فُهم منه وقتها أنه تواجد أمني لحماية الجناة وليس للقبض عليهم كما عبّر مواطنون حضروا المشهد. وفي استيضاح من عناصر أمنية حول عدم قيامها بواجبها ردت أنها تنتظر وصول تعزيز أمني بعد أن رفض الجناة تسليم أنفسهم مغادرة المكان. إلى جانب ذلك كانت تعزيزات أمنية (طقمين من قوات النجدة وثالث من الأمن العام) وصلت إلى ذات المستوصف وسط إطلاق متقطع للرصاص في الجو من قبل مسلحين متمركزين في الجبال إلا أنهم لم يزيدوا على ما فعله زملاؤهم من أمن المديرية شيئاً سوى الانتشار الأمني حول المكان وإبعاد المواطنين عنه ما جعل آمال أولياء الدم والمحتشدين تتضاءل في الحصول على إنصاف عادل تقوم به الأجهزة المختصة. وقال شهود عيان إن عدداً من المسلحين من قرية المجني عليهما كانوا يحاصرون المستوصف مكان احتماء الجناة منعاً لفرارهم فيما تمركز آخرون منهم في الجبل المطل على المستوصف والقريب من مساكنهم, بالمقابل أخذت مجاميع مسلحة أخرى من أسرة الشيخ بأعداد كبيرة وبأسلحة متنوعة تتجمع في منطقة المفرق على بعد "1" كم من مكان الحادث ومجاميع أخرى انتشرت على جبل التمارة أعلي قرية الساحكة، في محاولة لتحرير الشيخ وولديه من الحصار فيما لو عجزت قوات الأمن, لينتهي الأمر بعد حوالي "4" ساعات من الحصار إلى إخراج الجاني ووالده الشيخ وأخاه من المستوصف إلى سيارة هيلوكس بصحبة رئيس لجنة التخطيط والمالية بالمجلس المحلي بمحافظة إب الشيخ جبران باشا والأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية الشيخ/ عبدالواحد الشهاري ليتم نقلهم إلى دار الشيخ/ صادق باشا في عزلة قصع حليان وأطقم الأمن تتبعهم. وفي اتصال هاتفي بررت مصادر من إدارة امن المديرية عدم القبض على الجناة وتقاعسهم عن واجبهم أن بعض أولياء الدم وأهالي من قرية القتيلين طلبوا منهم عدم التدخل وأن قضيتهم لدى الشيخ الباشا وهو ما نفته مصادر مقربة من أولياء الدم تماماً، مؤكدة أن تواطؤاً امنياً حدث بفعل تدخلات مشيخية ضاغطة. وبحسب مصادر مطلعة فإن جثتي القتيلين تم نقلهما إلى مستشفى الثورة العام في إب بعد أن ظلت في المكان لساعات، في حين أبدت عدد من المنظمات المدنية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الحريات استعدادها التام لتبني القضية وملاحقة الجناة حتى إيصالهم إلى العدالة ومعاقبتهم وفقاً للشرع والقانون، مستنكرة ومنددة بالحادثة.