إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ان غابت الصورة فليس للسلمية فائدة ولا جدوى للاستمرار
المصور يوسف القارئ...
نشر في أخبار اليوم يوم 16 - 01 - 2012

استشهد جمال الشرعبي وهو يوثق ما يحدث في جمعه الكرامة ليكون أول مصور صحفي يلتحق بركب الشهداء، ليتبعه شهيد الحقيقة المصور حسن الوظاف حاملاً لكاميرته ممارساً لعمله، ناهيك عن استشهاد وجرح الكثير من هواة التصوير الذين يقومون بتصوير أحداث المسيرات حتى بهواتفهم النقالة بغية إظهار الحقيقة فسالت دماؤهم ثمناً لها .. أعتقل المصور أحمد فراص لأشهر دون أي مبرر سوى أنه من أصحاب الكاميرا واحتجاز مصورين كُثر تعرضوا لانتهاكات وصادروا كاميراتهم وانتهاكات عدة تطول الصحفيين لاسيما المصورين خلال الثورة اليمنية.. فمن يحميهم ويحمي الحقيقة معهم.؟.
أخبار اليوم رصدت عدة انتهاكات لمصورين تعرضوا لها أثناء تغطيتهم للمسيرات والاحتجاجات السلمية.
عنوان رئيسي- المصور يوسف القارة: إن غابت الصورة فليس للسلمية فائدة ولا جدوى للاستمرار.. التصوير في زمن الثورة.. مهنة المخاطر
المصور صلاح الهتاري الذي أصيب في قدمه برصاصة قناصة في مسيرة السبت 15/ 10/ 2011 وهو يقوم بتصوير أحداث تلك المسيرة، ما يزال يعاني من الإصابة حتى اليوم، إلا أنه يقوم بالتقاط الصور بين الحين والآخر متحديا إصابته.
يقول صلاح: كالمعتاد خرجت لتغطية مسيرة تم الإعلان عنها مسبقاً من قبل اللجنة التنظيمية للثورة، كان انطلاقها من شارع الرباط متجهاً لشارع الستين إلى جولة عصر من ثم شارع الزبيري، خرجت ذاك اليوم وكان أول يوم أتجهز فيه من كل النواحي "الخوذة وواقي للصدر ضد الرصاص الخاص بالصحفيين" لأن قبل المسيرة بيوم وصلتنا أخبار بأن هناك تجمعات لبلاطجة مدججين بالسلاح للتصدي للمسيرة كالمعتاد منهم في المسيرات التي سبقتها، تقدمت المسيرة حتى وصلت جولة عصر، عند بوابة وزارة الخارجية كان هناك رجال يرتدون ملابس مدنية قاموا بالرمي بالحجارة على الشباب الذين في المسيرة، فقام بعض الشباب بالرد عليهم بالحجارة بعدها قام عدد من المسلحين المتواجدين عند بوابه الوزارة بإطلاق النار فسقط بعض الجرحى، بعدها توقف إطلاق النار فواصلت المسيرة طريقها وعند جولة عصر وجد هناك رجال أمن مكافحة الشغب ورجالاً من الأمن المركزي والحرس الجمهوري، البعض منهم يحمل السلاح والبعض يحمل قاذفات الغازات، تم رمي المسيرة بالقنابل الغازية مما اضطرني للتأخر إلى ما وراء المقدمة حتى أتمكن تصوير ما يحدث، بعدها سمعنا إطلاق رصاص على الشباب الذين كانوا بجولة عصر، قمت بتصوير الشباب الذي يتم إسعافهم منهم من أصيب بالرأس والأقدام والصدر، عندها تقدمت سريعاً لأني كنت أعتقد أني أملك ما يحميني وحين وصلت لوسط الجولة صورت بعض البلاطجة من جهة جولة عصر يطلقون النار المباشر على الشباب وأيضاً من جهة مستشفى ابن سيناء بالستين رجال من الأمن المركزي يطلقون النار المباشر على الشباب، حينها أدركت لخطورة الوضع، فانخفضت على ركبتيّ خوفاً من الرصاص الكثيف، عندها سمعت صوت رصاص بالقرب مني، حاولت الاستقامة على قدمي فلم أستطع، فعلمت أن رصاصة أحد القناصة قد أصابت ركبتي بطلقة غادرة حاول أحد الشباب الأصغر مني سناً مساعدتي لكن تم إطلاق النار عليه فلم يستطع إسعافي عندها، حاولت سحب نفسي بصعوبة بليغه رغم شدة إصابتي إلى الطرف الآخر من الشارع فتقدم بعض الشباب لإسعافي وقتها لم يكن هناك وجود لأي سيارة إسعاف أو دراجة نارية لإسعافي، لكن من حسن حظي ذاك اليوم كان بالقرب مني وقت إصابتي زميلي المصور خالد راجح وقام بأخذي على كتفيه وأسعفني من جولة عصر إلى قبل شارع الزبيري ما يقارب مسافة خمسة كيلومتر وأنا على كتفيه ومن هناك حصل على سيارة تاكسي وتم إسعافي للمستشفى الميداني.
تعددت المخاطر
نصر النمر، رغم أنه ما زال في الثامنة عشر من عمره إلا أنه يعلم الكبار معنى الإصرار على إيصال الرسالة بأي ثمن ورغم كل الإصابات التي تعرض لها مراراً وتكراراً نتيجة حمله للكاميرا وتغطيته للاعتصامات والمسيرات إلا أنه ما زال مواظباً على تغطيتها.
نصر الذي تعرض لخمس إصابات يقول: كانت الإصابة الأولى صباح يوم السبت يوم هجوم القادسية كنت أقوم بتصوير الاعتداء على المعتصمين من الساعة الخامسة فجرا حتى الساعة السابعة صباحا ورميت بقنبلة غازية وقعت في راسي سلم الله ولم تكن مباشرة أسفرت عن 4 رقع في الرأس والإصابة التالية كانت في الهجوم الذي طال الساحة من جهة شارع العدل وقت الظهيرة كنت قريب من موقع الاعتداء كنت ما زلت أعاني من إصابتي في اليوم السابق ولم أتحسن بعد وفجاءة أصبت برمية حجر في مقدمه راسي من فوق إحدى المنازل القريبة من مكان الاعتداء، أما إصابتي الثالثة فهي يوم جمعة الكرامة الأولى منها قريب الجدار حيث الملحمة الفدائية كنت أصور تلك الأحداث فرميت بحجر وصلت إلى فمي مما أدى إلى تمزيق لثتي وكسرت السن الأمامية وثم بعد كسر الجدار استشهد احد الشباب أمامي نتيجة رميه بحجر ثقيل ورميت بنفس النوع ولكن كان الحجم أصغر، فكانت الضربة في مقدمة الرأس نزفت حينها بشدة نتيجة ضربه الحجر القوية.
أما الإصابة الرابعة كانت في مسيرة الليل إلى كنتاكي، فكنت أصور وبعد أن قمت بالتصوير أسرعت لأسلم البطارية لأحد زملائي المصورين بعدها كان بعض الجنود قد اقترب مني وأنا لا اعرف حيث كنا على ركن الشارع حاولوا اختطافي لكني نفذت منهم في آخر لحظة بعد أن تمكنوا من ضربي ثلاث ضربات بهراواتهم إحداها خدشت رأسي لكنها بسيطة والأخريتان كانتا في اليد اليمين والأخرى في المرفق.
وكانت الخامسة في يوم 18/9 في القاع قريب مبنى الكهرباء أصبت بطلقة قناصة اخترقت الأذن اليمنى وخدشت القنوات الهلالية مما أدى إلى فقدي للسمع بها لمدة 3 أسابيع مع ألمٍ شديد بين الحين والآخر نتيجة الإصابة حتى الآن.
اعتقال وجرح
أما كمال المحفدي مدير قسم التصوير في قناة سهيل درس على يديه مصورون كُثر أحبوا هذه المهنة واتقنوا قوانينها، تعرض كمال للاعتقال في 29 5 2011 يقول: ذهبت مصطحباً كاميرتين أحداها تلفزيونيه كبيره وأخرى صغيره بغرض توثيق ما يحصل في الحصبة حينها كانت الساعة التاسعة صباحا وعندما كنت في طريقي إلى الحصبة تمت ملاحقتي من قبل بلاطجة حاولت الفرار منهم وتمكنت من ذلك بعدها تمت ملاحقتي من قبل رجال من الأمن المركزي وتم الإمساك بي وتنازع علي كل من البلاطجه ورجال الأمن كل منهم يريد حجزي وبسبب القصف الشديد تم حجزي في أحد أقسام سجن الحصبة وبعد أن عرفوا بأني مصور لقناه سهيل تم الاعتداء علي بالضرب بشكل كبير لم يتركوا جزء من جسدي إلا وتم ضربه حتى أني أنهكت بعد ذلك الاعتداء لمدة شهر صادروا كل شيء مني المال والبطاقات والكاميرات وحتى الآن تم إرجاع إحداها والأخرى ما زالت محجوزة لديهم وبعد تأكدهم بأني أتبع قناة سهيل هددوني بالتصفية الجسدية وفي الساعة السادسة مساء تم نقلي إلى مقر البحث الجنائي حيت عملوا معي استجواب ولم يجدوا شيء يدينني فتم الإفراج عني الساعة الثانية صباحا.
أما الجرح فقد كان لي نصيب منه في مسيرة الحياة في دار سلم أثناء الاعتداء على المسيرة فكنت أصور المسيرة من بدايتها في ذاك اليوم حتى وصلت إلى الجهة المقابلة للمسيرة باتجاه شارع خولان وكنت أقوم بتصوير الاعتداء على المسيرة من هناك حتى وقت العصر من ثم قررت أن أعود إلى دار سلم مجدداً حيث الملحمة والضرب كان بعنف وشدة فتسللت إلى احد الحارات لادخل إلى دار سلم ولكن عندها كان الشباب قد كسروا الحاجز الأمني وكان رجال الأمن يردون على الشباب الذين يرمون بالحجارة بالحجارة سقطت إحداها على رأسي وأسعفت بعدها إلى المستشفى الميداني.
قذائف الحصبة
من يرى مقطع الفيديو الذي يعرض فيه المصور محمد المخلافي وهو في المستشفى بعد إصابته بقذيفة في الحصبة يدرك جيدا معنى جمله (انكتب لك عمرا جديدا ) ذهب محمد لتوثيق حرب الحصبة ، يروي محمد: في يوم 23-5-2011 بالضبط وهو اليوم الذي أرسل فيه علي صالح الوساطة إلى بيت الشيخ الأحمر في الواقعة المشهورة ، كنا في داخل بيت الشيخ الأحمر عندما سمعنا دوي انفجار ضخم بالقرب من أسوار البيت تماما وصل نداء استغاثه بأن هناك عدد من القتلى والجرحى الذين يحتاجون إلى مساعدة فهرعت طواقم الإسعاف إلى مكان الحادثة فذهبت معهم كي أوثق الانتهاكات والجرائم التي وقعت كوني صحفي وفور وصولنا إلى مكان الحادث كان المشهد مروعا.. الأشلاء متناثرة في كل مكان من الانفجار ناهيك عن أنات المصابين.. وبدأ المسعفون في إسعاف المصابين وانا بدأت بالتوثيق ولم يكن يخطر ببالنا أن القصف سيتجدد، كون الوساطة كانت موجودة في بيت الشيخ في ذلك الحين.. شارف المسعفون على الانتهاء من عملهم فقررنا المغادرة ولكن ما إن بدأنا المشي حتى دوا انفجار صم أذناي وكدت افقد وعيي تطايرت بعض الأحجار على فانحنيت لكي اتقيها وما أن رفعت رأسي حتى هالني وأرعبني ذلك المشهد الذي لم أرى أشنع ولا أبشع منه في حياتي جثث متطايرة في كل مكان وأنات مرعبة وصراخ بشده يخلع القلوب من شدة ألم أصحابه ولم استطع استيعاب ما يجري أمامي وعقلي بالكاد يترجم تلك المشاهد التي تذهل لها العقول.. حاولت أن استجمع قواي وأحاول أن أتحرك افاجأ من خلال تلك المحاولة التي قمت بها أني قد أصبت ولم أكن أرى حينها إلا الدماء وهي تسيل بغزارة من تحتي وبضيق شديد في التنفس وكذلك دوار حاولت أن امشي إلى أقرب مكان يوجد فيه مسعفين فاكتشفت أن رجلي اليمنى كانت مصابة بشدة بالكاد تحركت عدة أمتار وبعدها فقدت وعيي ولم أصحُ إلا في غرفة الإنعاش في مستشفى جامعة العلوم بعد أن أجريت لي ثلاث عمليات كبرى علمت بعدها أن الإصابات كانت متفرقة في أنحاء عديدة من جسدي في الصدر والبطن وأشدها كان في قدمي اليمنى .. وعلمت فيما بعد أن قذيفة مدفع أطلقها الحرس الجمهوري كانت قد استهدفتنا ذلك اليوم ..
إصرار وتحد
خالد راجح من أبرز المصورين وأكثرهم عرضه للخطر نتيجة مشاركته بالمسيرات بكثرة، غير مبالٍ بما سيعترضه من خطر وهو أخو الشهيد عبدالعزيز راجح الذي حاول كسر باب الكهرباء ليتمكن من إمساك البلاطجة فدفع حياته ثمناً لذلك.
يقول خالد: أعتبر استهداف المصورين من قبل النظام شيئاً طبيعياً لأنه يريد إخفاء الحقيقة، كما أنه يهدف إلى تعليم المصورين الدرس القاسي كي لا يعودوا ويقوموا بكشف الحقيقة مجدداً بكل حرية.. وبالنسبة لي نجوت ولله الحمد في كثير من المواجهات ففي جمعة الكرامة عندما كنت أختبئ خلف الجدران لكي أصور وكنت أصور الكثير من الانتهاكات والقتل وكان البلاطجة يترصدون لي ويلاحقوني حتى عندما حاولت الهرب من جدار لآخر حاول أحد القناصة قتلي لولا أن أحد الشباب مر من أمامي فأصيب هو بالرصاص التي كادت أن تقع فيني هذا موقف واحد من مواقف كثيرة في جمعة الكرامة وهناك الكثير من المواقف نجوت منها بأعجوبة حتى إنني عندما أشاهد الفلم الذي صورته لا أصدق أني ما زلت على قيد الحياة رغم كل ضرب النار الذي نتعرض له.
أما عن المسيرة التي جابت شارع الجزائر فقد صعدت على أحد المنازل لأصور من فوق السطوح وعندما بدأت الاشتباكات كنت أصور من أعلى المنزل وعندما اقترب الجنود والبلاطجة قاموا بضرب المسيرة بالقنابل الغازية رايتهم قريبين مني فصورت لقطات واضحة تفضح قسوتهم، لكني اختنقت بالغازات، فحاولت الهرب لم استطع بسبب أن الجنود حاصروا المنزل ولولا لطف الله ثم شهامة صاحب المنزل الذي أخفاني في منزله حتى استقر الوضع ثم تركني فأوصلت الفيديو.
وبعد يومين في جولة عصر عندما صعدت على أحد الفنادق لأصور وكنت أصور البلاطجة، فشكوا فيني فاخبروا صاحب الفندق فقال لي صاحب الفندق رجاءً لا تصور فاصريت حتى بدأت المواجهات صورت كذالك لقطات روعة واللقطة المشهورة لقطة ضرب العسكر لاحد الثوار واختطافه ثم بعد ذالك حالو قتلي واطلقو النار باتجاه النافذة حتى كسرة، لكن سلم الله ثم تسللت وهربت والتحقت بالثوار وأوصلت الصورة.
أما في جولة عمران حيث لم أستطع التركيز على التصوير بسبب القناصة الذين كانوا يترصدون لي، فقد تم إصابة الكثير من الشباب بجانبي بسبب الكاميرا مما جعلني ألتحق بالمسيرة وأصور الجرحى فقط.
أما عن المسيرة التي كانت إلى رئاسة الوزراء عند بنك الدم تم إطلاق النار بشدة فسقط الكثير من الشهداء والجرحى وفي الليل أطلقوا النار والغازات وتمت ملاحقتنا حتى أصبنا بالغازات، عندها فقدت وعيي وصحيت بعد ساعات وأنا في المستشفى.
في 18 / 9 قبل استشهاد أخي بساعات كنت أصور في القاع عند الكهرباء وكان أحدهم يحميني بصدره ويقول لي تعال من خلفي صور والله إنه موقف شجاع لن أنساه، عندها كنت أنطق بالشهادة وأنا أصور جرمهم، لأني لم اعد أثق أني سأعود سليماً، لم أكن أعرف حينها أني سأعود وقد فقدت أخي .
وللحصبة قصة أخرى عندما كنت أصور مبنى السعيدة واليمنية وهو يحترق من مكان مرتفع كنت أصورها والرصاص والله من فوق رأسي، كنت بصحبة الزميل المصور نصر النمر الذي كان يساعدني وسلم الله .
حقيقة مسيرات كثيرة في كل مسيرة تعرضنا للكثير من الانتهاكات لا استطيع إجمالها فلم اترك ولا مسيرة إلا وكانت فيها الاشتباكات بشكل كبير من ذلك ما حصل في القاع عندما حاصروني أنا والزميل كمال الهتاري نجونا بسلام رغم إني أصبت بالماء والغازات وما حصل في الزبيري عندما حوصرنا فوق الجسر وحديقة القاع والعنف الذي وقع علينا في شارع القيادة تحت جسر جولة سبأ عندما صورت الجريمة التي وقعت على الشباب الذين أصيبوا فوق الباص وسائق الباص الذي كانوا يهتفون بالشعارات منه وسلمني الله من رصاصة كادت أن تصيبني.
وآخر إصابة لي كانت في مسيرة الحياة عندما أصبت بالغازات وأصبت في يدي اليسرى برصاصة.
إصابات وافتراءات
المصور رضوان الحيمي يقول:" تعرضت للضرب المبرح في شارع الزراعة أمام بنك الدم بأعقاب البنادق والهراوات الكهربائية.. واصبت بالغازات في مسيره شارع الجزائر ومسيرة عصر وفي مسيره الحياة مما أدى إلى مصادرة كاميرتي.. وفي مسيرة عصر أصبت بشظية في فخذي الأيمن.. وفي المسيرة التي أعقبت توقيع المبادرة أصبت في رأسي بشظية وفي ساقي رصاص وقنصت عدسة شاشة كاميرتي".
إلى ذلك تعمد الإعلام الرسمي تشويه سمعة رضوان في أكثر من برنامج، حيث استخدموا الفيديو الذي يعرض فيه رضوان وهو مصاب بالغاز والأعراض التي تتبعه من تشنجات وإغماء ووصفوه بأنه مدمن مخدرات والكثير من التهم .
إيصال الصورة أولاً
المصور يحيي السواري مصور في المركز الإعلامي لساحة التغيير بصنعاء، أصيب في 24/11/2011في المسيرة التي خرجت بعد توقيع المبادرة الخليجية بيوم واحد رافضة للحصانة الموهوبة لصالح.
المصور يحيي هو من قام بتصوير المشهد الذي عرض بأكثر من قناة يعرض فيه صور للبلاطجة وهم يقومون بضرب النار مباشره على المسيرة وفيها أصيب.
يقول يحيى:"كانت المسيرة في مسارها الطبيعي بهدوء وعندما وصلت إلى مدخل ما بعد جولة كنتاكي يساراً سمعت إطلاق نار بصوره كثيفة فأسرعت إلى مقدمه المسيرة وامتدت أرضاً فوق الرصيف وقمت بتصوير البلاطجة وما هي إلا عشر طلقات حتى كانت التالية على كتفي بعد أن كان يشير احد البلاطجة على القناص الذي بجانبه أن يقوم بقنصي لأني أقوم بتصويرهم".
يضيف:" فعلاً الموت كان أقرب لي من أي شيء آخر في تلك اللحظة لكني نسيت ذلك فقد كان تفكيري كيف أصور أولئك الذين يرمون الشباب السلميين بتلك الشراسة، وأول عمل قمت به بعد الإصابة هو إيصال الكاميرا إلى المركز الإعلامي، وبعد ذلك ذهبت برفقة زملائي إلى المستشفى لأقوم بالمجارحة".
بندقية العصر
يوسف القارة مصور لا تكاد تخلو يداه من الكاميرا، يحملها ليست كأداة للتصوير فحسب بل مؤمناً بأنها بندقية هذا العصر -حسب قوله- لذا فإنه يشارك في الكثير من المسيرات والاحتجاجات السلمية بقوة طالما وأنه بصحبه بندقيته الفريدة من نوعها، لكن بندقية يوسف ليس لها إلا إظهار الحقيقة على عكس بندقية المتربص الساعي لقتلها.
يقول يوسف عن الصورة: كان للصورة في ثورتنا دور كبير وفي ثورة ليبيا كان للبندقة الدور الكبير وقد حسموا ثورتهم بالبندقية ولكن ثورتنا ستحسم بالسلمية ، والسلمية بحاجة للصورة لكي يشاهد العالم من هو علي صالح الذي يتهم شعبة بالهمجين والمخربين وغيرها من التهم، فلنجعل العالم يرى الشعب اليمني على حقيقته وكيف يواجهون كل أنواع الأسلحة بصدورهم العارية بل ويستقبلونها بالورود والابتسامة .
يقول القارة إن الكثير من الأحرار انضموا للثورة حين شاهدوا جرائم صالح في الصورة، فقد كان للصورة الدور الأول في إظهار سلمية ثورتنا ونجاحها وجعلت العالم يتحدث ويتابع ثورتنا المتميزة ولو كان لا يوجد صورة ليس للسلمية أي فائدة ولا جدوى للاستمرار.
وتعرض القارة للغازات في أكثر من مسيرة وفي مسيرة شارع الجزائر كان يوسف احد الذين حوصروا في جامع الرحمن حتى الساعة التاسعة والنصف ليلاً ثم تم الإفراج عنهم.
يقول القارة للثوار: أثبتوا واصبروا فإن النصر قريب إن شاء الله وأنا وجميع المصورين معكم في كل شدة ورخاء لنقل حقيقتكم للعالم وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي أصوركم وأنتم تحتفلون بالنصر بنجاح الثورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.