ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن البحرية الأميركية تقوم بتحويل سفينة حربية قديمة لجعلها قاعدة انطلاق مؤقتة لقوات "الكوماندوز" وإن السفينة قد تتجه نحو منطقة الخليج العربي، حيث هددت إيران بعرقلة الحركة الملاحية في مضيق هرمز وهو ممر ملاحي حيوي للكثير من إمدادات النفط في العالم. ويأتي ذلك بحسب الصحيفة استجابة لطلبات القيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط. وعلقت الواشنطن بوست في تقريرها المعنون؛" البنتاغون سينشر قاعدة عائمة في الشرق الأوسط " بالقول: يسارع البنتاغون في إرسال قاعدة عائمة كبيرة لفرق الكوماندوز إلى الشرق الأوسط مع ارتفاع حدة التوتر مع إيران والقاعدة في اليمن والقراصنة الصوماليين، من ضمن تهديدات أخرى. وأطلق على السفينة لقب غير رسمي (الأم)، ويمكن للقاعدة العائمة أن تستوعب قوارب صغيرة فائقة السرعة ومروحيات يتم استخدامها عادة من قبل قوات البحرية. وتشكل قوات العمليات الخاصة جزءاً أساسياً من إستراتيجية إدارة أوباما لتكوين جيش أصغر حجماً وأكثر مرونة في مواجهة خفض إنفاقات وزارة الدفاع بحوالي 487 مليار دولار على مدى العقد القادم حسب الصحيفة الأميركية. ورفض المتحدث باسم قيادة القوات البحرية/ مايك كافكا، توضيح الغرض من هذه القاعدة العائمة أو أن يحدد بالضبط أين سيتم نشرها في الشرق الأوسط، غير أن مسئولين آخرين في البحرية اعترفوا بأنهم يتحركون بسرعة غير عادية لاستكمال التجهيزات وإرسال السفينة إلى المنطقة بحلول بداية الصيف، ووفقاً لمسح مقترح من قيادة النقل البحري العسكري مؤرخ ب22 ديسمبر ونُشر على الانترنت، فإنه يستلزم نقل القاعدة العائمة إلى الخليج العربي. وفيما أشارت وثائق أخرى لم تحدد المكان إلى أن السفينة الأم سيتم استخدامها "لدعم فرق كاسحات الألغام".. قال مسئولون في البنتاغون إنه إذا حاولت إيران إغلاق مضيق هرمز، فإنها ستعتمد على الألغام لعرقلة الممر الملاحي. وتحضى البحرية الأميركية بوجود كبير في الخليج العربي والمياه المحيطة بها، في ظل وجود قاعدة بحرية كبيرة في البحرين وعادة ما يتم تخصيص مجموعة أو اثنتين من حاملات الطائرات إلى المنطقة، وإضافة السفينة الأم سيعمل القليل نسبياً لدعم القوة البحرية الأميركية بشكل عام، لكن يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في مهمات بحرية سرية. وحسب تقرير الصحيفة فإن نشر قاعدة عائمة يمكن أن يشكل عودة إلى المهام البحرية التي قضت معظم أوقاتها على الأرض في العراق وأفغانستان على مدى العقد الماضي. ولفت إلى أن التفاصيل الأخرى للمشروع تم الكشف عنها يوم الثلاثاء عندما أنزلت قيادة النقل البحري العسكري مناقصة لطلب تحديث السفينة "يو إس إس بونس" وهي سفينة نقل برمائية. وقال التقرير: "حتى شهر ديسمبر، كان سلاح البحرية يعتزم إخراج بونس من الخدمة بعد 41 عاماً من العمل من بين مهام أخرى، تم نشرها في البحر الأبيض المتوسط العام الماضي لدعم الحرب الجوية لحلف الناتو على ليبيا، وبدلاً من ذلك، سيتم تعديل السفينة لتحويلها من الناحية العسكرية إلى قاعدة انطلاق عائمة. وقال كافكا إنه سيتم استخدامها لدعم سفن إزالة الألغام وسفن وطائرات الدوريات الأصغر حجماً، وقد سعت قيادة العمليات الخاصة الأميركية إلى بناء قاعدة عائمة منذ عدة سنوات، قائلة إن السفينة ستوسع نطاق فرق كوماندوز تعمل على زوارق سريعة صغيرة، لاسيما في المناطق الساحلية النائية. وقال مسئولون في البنتاغون إن السفينة بونس ستكون بمثابة تدبير مؤقت حتى يمكن بناء قاعدة جديدة للقوات البحرية من الصفر، وبحسب وثائق الميزانية التي صدرت الخميس، قالت البنتاغون إنها ستمول هذا المشروع اعتباراً من العام المقبل. وأضافت الواشنطن بوست أن القاعدة العائمة يمكنها أيضاً أن تكون مناسبة لسواحل الصومال، الدولة الفاشلة التي هي موطن لأحد فروع القاعدة وعصابات القراصنة وإن وجود السفينة العائمة هناك ستعطي القوات البحرية وغيرها من قوات الكوماندوز مزيداً من المرونة في تنفيذ مزيد من المهام مثل إنقاذ رهينتين أميركي ودنماركي يوم الأربعاء الذين تم احتجازهم لأشهر من قبل القراصنة الصوماليين. ورفض مسئولون عسكريون أميركيون الكشف عن الأسباب التي شجعتهم لإعطاء السفينة بونس فرصة جديدة للبقاء على قيد الحياة لكن وثائق العقود والمناقصات تؤكد على الحاجة الملحة للمشروع حسب الصحيفة.