يصر الطفل ميلاد ست سنوات أن يغادر المنزل إلى المدرسة دون أن يتناول شيئاً, لكنه يأخذ معه سندوتشا بالجبنة وعلبة عصير في حقيبته ليتناولها في المدرسة وقت الراحة بين الحصص.. لكن أم ميلاد تبدي مخاوفها على ابنها الصغير من السقوط أثناء الطابور, لهذا تضطر لأن تجري اتصالاً هاتفياً بالمُعلمة لتطمئن عليه هل أكل السندوتش أم لا!. تقول أم ميلاد إنه عنيد جداً ولا تستطيع أن تقنعه ليتناول وجبة الإفطار في البيت قبل المغادرة إلى المدرسة. دراسة تقول دراسة صدرت في وقت سابق عن المركز القومي للأبحاث في دولة الإمارات: إن الغذاء الذي يحصل عليه التلميذ الصغير يعد شرطاً أساسيا لأن يجعله متفوقاً أو أن يسقط في مستواه التعليمي لعدة مرات، وإن الأطفال الذين يحصلون على إفطار جيد في وقت مبكر يحصلون على درجات عالية في الامتحان ويكونون أكثر إبداعا ونشاطا. رفض ومثل أم ميلاد يعاني أيضا عزيز وياسر من أن أبناءهم أيضاً يرفضون تناول وجبة الإفطار قبل مغادرة البيت إلى المدرسة. وأحياناً يضطر الأطفال إلى مغادرة المنزل بدون أن يأخذوا ساندويتشات, نظراً لأن أمهاتهم يواصلن النوم إلى وقت متأخر من الصباح، أو أنهن يقمن بعمل الساندويتشات لهم ثم يعدن للنوم من دون أن يتأكدن.. هل أكلوا وجبة إفطارهم قبل أن يغادروا إلى المدرسة أم لا؟. اختصاص يفيد اختصاصيو التغذية أن الطفل في المرحلة الأولى بحاجة إلى أكثر من 1200 وحدة حرارية يومياً, لهذا يقولون إن وجبة الصباح لابد أن تقتصر على ساندويتش صغير من الجبنة إلى جانب الفاكهة، ويضيفون أنه إذا تقدم الطفل عن الأول أساسي فإنه بحاجة إلى أكثر من 1500 وحدة حرارية وإنه لابد من قسمة وجبة الإفطار إلى قسمين.. الأول: ربع رغيف مع الجبنة، والثاني: فاكهة مع قطعة بسكويت. ويفضل الاختصاصيون في هذه المرحلة أن تخلو وجبة الإفطار من البهارات أيًا كانت، كما لابد أن يكون الغذاء متوازناً من حيث كمية البروتين والدهون والكربوهيدرات. لا يأكلون في المدرسة وأحيانا تعاني الأمهات من عودة أطفالهن وما تزال الساندويتشات في حقائبهم ولا يتناولونها في المدرسة، وهنا يحذر الاختصاصيون ويقولون إن عدم تناول الأطفال لوجباتهم يؤثر على أدمغتهم وصولاً إلى حد تدني تحصيلهم العلمي. فوائد الإفطار وتعدد الدراسة الإماراتية السابقة فوائد الغذاء الجيد للتلاميذ الصغار والتي أهمها أنه ينشط الجسم والفكر ليتقبل التلميذ العادات والمعلومات والأفكار التي تقدم إليه بسهولة ويسر. وتضيف الدراسة أن الأطفال الذين يتناولون إفطارهم يكونون أكثر انتظاماً وأقل غياباً عن المدرسة وأقل عرضة للإصابة بالتعب والإجهاد أثناء الدراسة واللعب، كما يكونون أيضاً أقل عرضة للإصابة بالسمنة وزيادة الوزن. همسة للأمهات لتحقيق النجاح والتفوق والحفاظ على صحة أبنائنا التلاميذ الصغار لابد من التخطيط لوجبات مغذية لهم ومفيدة ومتوازنة .. ودام أطفالنا سالمين..