القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «الأخيرة»    الأمم المتحدة.. الحاضر الغائب!!    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    تبعات الضربة الإيرانية على إسرائيل    خلال تفقده الانضباط الوظيفي في وزارتي النقل والأشغال العامة والنفط والمعادن    صحيفة امريكية تنشر تفاصيل عن عملية الموساد في إيران    الكيان الصهيوني و «تدمير الذات» سيناريو الحرب الكبرى وعبث نتنياهو الأخير!!    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    الصحة العالمية: ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بحمى الضنك في محافظتين يمنيتين    عراقجي: امريكا واوربا تشجع عدوان اسرائيل والدبلوماسية لن تعود إلا بوقف العدوان    ثابتون وجاهزون لخيارات المواجهة    مسؤول روسي يؤكد أن موسكو يمكنها التوسط بين "إسرائيل" وإيران لتسوية الصراع وماكرون يعلق    إيران تستهدف العقل العلمي للاحتلال    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    مرض الفشل الكلوي (8)    الرزامي: أكبر صرح طبي في اليمن ينهار    تعيين غاتوزو مدرباً للمنتخب الإيطالي    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    إيران تستهدف اسرائيل برشقة صاروخية جديدة    الاطلاع على سير العمل في الوحدات التنفيذية التابعة لمصلحة الضرائب    الحلف والسلطة يخنقون الحضارم بقطع الكهرباء    شعب حضرموت يفسخ عقد الزريقي    بدء حملة كلورة للمياه في ذمار    رئيس الوزراء يوجه بسرعة إطلاق العلاوات للجامعات والتربية والتعليم والصحة    البكري يرأس اجتماعًا لوكلاء القطاعات العامة ويناقش إعداد خطة ال (100) يوم    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    يوفنتوس يجهز عرضًا ضخمًا لجيوكيرس    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    معهد وايزمان تدميره أفقد إسرائيل مكاسب كثيرة    نائب وزير الخدمة المدنية ومحافظ الضالع يتفقدان مستوى الانضباط الوظيفي في الضالع    قوات الجيش تعلن إفشال محاولة تسلل شمال الجوف وتكبّد المليشيا خسائر كبيرة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 15 يونيو/حزيران 2025    محافظ ابين يوجه بمعاينة طريق ثرة والرايات البيضاء تواصل حوارتها لفتح الطريق    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    انهيار جزئي في منظومة كهرباء حضرموت ساحلا ووادي    الضالع.. رجل يفجّر قنبلة داخل منزله ويصيب نفسه وثلاثاً من أسرته    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    كسر وجراحة.. إمام عاشور خارج المونديال    العرب ومآلات الحرب الإيرانية الإسرائيلية:    اسبانيا تخطف فوزاً من رومانيا في يورو تحت 21 عاماً    اليغري كان ينتظر اتصال من انتر قبل التوقيع مع ميلان    حضرموت.. خفر السواحل ينقذ 7 أشخاص من الغرق ويواصل البحث عن شاب مفقود    بعد أيام من حادثة مماثلة.. وفاة 4 أشخاص إثر سقوطهم داخل بئر في إب    صنعاء.. التربية والتعليم تحدد موعد العام الدراسي الجديد    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    - اليك السلاح الفتاك لتقي نفسك وتنتصر على البعوض(( النامس))اليمني المنتشر حاليآ    اغتيال الشخصية!    الأستاذ جسار مكاوي المحامي ينظم إلى مركز تراث عدن    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    اليابان.. اكتشاف أحفورة بتيروصور عملاق يقدر عمرها ب90 مليون عام    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلاب المدارس هدف مباشر للأمراض
نشر في الجنوب ميديا يوم 02 - 12 - 2012

يقضي الطفل فترة زمنية لا بأس بها من حياته في المدرسة، تبدأ من طفولته حتى سن المراهقة، ومن المعروف أن للبيئة المدرسية أثراً كبيراً في نمو الطفل فسيولوجياً، فإذا توافرت الشروط الجيدة للبيئة المدرسية كان نمو الطفل طبيعياً وجيداً . فصحة الطلاب جزء أساسي من صحة المجتمع، حيث ينبع اهتمام الصحة المدرسية بصحتهم وتأكيدها تنفيذ البرامج التثقيفية والوقائية والعلاجية إلى عوامل عدة مهمة .
كما يشكل الطلاب نسبة كبيرة من المجتمع، فضلاً عن أن أجسامهم حساسة أكثر تجاه الأمراض المعدية، مع وجود أعداد كبيرة منهم في المدارس، ووجودهم خلال فترة الدراسة في مساحة محدودة يزيد من القابلية للعدوى، وأن غياب الطلاب عن المدارس في حالة إصابتهم بالأمراض المختلفة يؤدي إلى تدهور المستوى التعليمي العام، ومن المهم جداً والضروري أن يتلازم التعليم ويسير جنباً إلى جنب مع استقرار الصحة الجسمية والعقلية والنفسية للطلاب .
ويتعرض الطلاب للإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة منها حدوث اضطرابات القدرة البصرية، وتتضمن العديد من أمراض العين وللوقاية من إصابات العين وأمراضها يكون ذلك بالسلوك الصحي القويم وتأمين الإضاءة الجيدة في الفصل والمنزل والتغذية الجيدة .
وهناك أيضاً اضطرابات السمع ولها العديد من طرق الوقاية تتمثل في الوقاية من الالتهابات التي قد تؤثر في السمع كالتهاب اللوزتين والتهاب الأذن الوسطى والحصبة، والتهاب السحايا المخية الشوكية، ويجب الحذر من الالتهابات المختلفة خصوصاً التهاب الأذن الوسطى الحاد، وهنا يجب علينا الوقاية من هذه الإصابات التي قد تلحق بالأذن والناجمة عن الالتهابات البكتيرية والفيروسية والرضوض المختلفة .
كما توجد أيضاً أمراض نقص التغذية وفقر الدم وبعض الأمراض النفسية والأمراض المعدية حيث تعد المدرسة من أكثر البيئات تعرضاً لانتشارها بسبب شدة قابلية الطلاب للعدوى لعدم وجود مناعة كافية لدى الطلاب، وبزيادة عدد الطلاب في الفصول تزداد إمكانية العدوى المباشرة، خصوصاً عندما لا تتوافر التهوية الجيدة، وهنا يجب على المدارس الاهتمام كثيراً بتهوية الفصول بفترات الاستراحة أو ضمن الحصص حتى يتم تخفيف العدوى بين الطلاب، كما تنتشر بعض العادات السيئة بين الطلاب في المراحل الأولية مثل وضع الأقلام في الفم وإعارة الأقلام لطلاب آخرين، وعدم غسل الأيدي جيداً بعد الخروج من الحمام وتبادل الأطعمة، وتناول بعض الأطعمة غير النظيفة وغير ذلك .
والاهتمام هنا يأتي من الإدارة المدرسية بوضع بعض الخطط لمراقبة تنظيف الحمامات وتعقيمها .
أما بالنسبة إلى المقاصف، فيجب أن تكون هناك رقابة دائمة عليها حتى لا تكثر الأمراض، ويكون ذلك بمراقبة ما يباع فيها ومطابقته للشروط والقواعد الصحية المطلوبة لتفادي أمراض الغذاء الفاسد وغير الجيد وأمراض سوء التغذية، ومراقبة صحة العاملين فيها .
وهنالك بعض المدارس التي لا يوجد تكييف ضمن حافلاتها مما يزيد بأشهر الحر إصابات الإجهاد الحراري والإعياء، ويسبب قلة التركيز للمواد الدراسية لدى الأطفال ويصلون منازلهم منهكين، وقد تؤثر هذه الحالة أيضاً في طعامهم، فأحياناً كثيرة تكون شهيتهم للطعام قد خفت .
وقد استطلعت مجلة "الصحة والطب" آراء عدد من الأطباء المختصين حول أكثر الأمراض انتشاراً بين الطلبة في مدارس الإمارات بمختلف الفئات العمرية، وماهية أعراضها وكيفية علاجها، وقد اتفقت معظم الآراء على أن منع انتشار الأمراض المعدية في البيئة المدرسية له أشكال عدة، منها الاهتمام بالتغذية الصحية واللياقة البدنية للطلاب، والاهتمام بالحالة الصحية للمباني المدرسية والعمل على إصلاحها باستمرار، مع وجوب التهوية الصحية ونظافة الحمامات وصنابير المياه والمياه ذاتها .
وفي ما يلي ابرز الأمراض التي تنتشر بين الطلاب في المدارس:
التهاب السحايا وجدري الماء
غالباً ما يقضي الأطفال إجازتهم السنوية مع أسرهم في الخارج، وتختلف الأمراض الوافدة مع العائدين من السفر باختلاف جهات السفر وأوضاعها المناخية .
ويقول الدكتور شعيب خان، رئيس وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة، في هذا الصدد: إن أكثر الأمراض التي قد يصاب بها الأطفال بعد عودتهم من السفر هي التهاب السحايا وجدري الماء، وفي السنوات السابقة كانت العديد من حالات جدري الماء تحدث خلال فصل الشتاء وأوائل الربيع بين أطفال المدارس، ولكن هناك لقاحات متوفرة للوقاية منها، وأنصح أن يأخذ الطفل جرعتين من لقاح الجدري قبل الذهاب إلى المدرسة.
الأمراض المعدية
وعن الأمراض المعدية التي يصاب بها بعض الطلاب ويكون لها تأثير في زملائه، أوضح الدكتور خان أنه يجب الإشارة أولاً إلى أن البيئة المدرسية ليست ملوثة بحد ذاتها، لكنها تسهم في انتشار الأمراض المعدية بسرعة كبيرة لأنها تجمع عدداً كبيراً من الناس . فمن المحتمل أن يلتقط الأطفال عدوى فيروسية أو بكتيرية شائعة مثل الإنفلونزا أو الجدري أو التهاب السحايا، ومن أكثر الأمراض المعدية شيوعاً التي يمكن للطفل أن يلتقطها هي عدوى الجهاز التنفسي بسبب الفيروسات .
وأشار إلى أن الآباء يلعبون دوراً مهماً في منع انتشار العدوى ويجب عليهم عدم إرسال أطفالهم إلى المدرسة عند إصابتهم بالمرض، وأخذهم إلى الطبيب للتأكد من عدم إصابتهم بمرض معدي . كما أن على الآباء التأكد من أن طفلهم قد أخذ جميع التطعيمات اللازمة .
وأضاف: "من الضروري جداً إكمال برنامج التطعيم للأطفال قبل بدء المدرسة واستشارة اختصاصي وفقاً لسنهم . ويجب إعطاء الأطفال لقاح ضد الإنفلونزا فهو متوفر من سن 6 شهور وما فوق، وجميع اللقاحات مهمة بالنسبة إلى الطفل في سن المدرسة، ويجب على الآباء متابعة برنامج الحكومة للقاحات، إضافة إلى ذلك يمكن إعطاء الأطفال لقاحات اختيارية أخرى مثل الإنفلونزا والتهاب الكبد (أ) وجدري الماء وغيرها" .
السمنة
وفي ما يتعلق بالسمنة قال الدكتور خان: "هناك ما يدعو للقلق جراء الارتفاع المستمر للسمنة والتي تتميز بزيادة نسبة الدهون في الجسم وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 35% من أطفال الإمارات يعانون السمنة في سن 4 سنوات" .
ويتمثل العلاج في التوعية حول أضرار السمنة وإمكانية الشفاء منها والسيطرة عليها، والمساعدة على الإشراف الطبي والتدخل النفسي، وتطوير نظم الدعم والاستعانة بالاستشارات واختصاصي التغذية والأصدقاء والأسرة للتحفيز، ممارسة التمارين الرياضية، وتعديل نمط الحياة واتباع نظام غذائي صحي وتقليل الوقت أمام التلفزيون والكمبيوتر زيادة الأنشطة خارج المنزل.
أما بالنسبة إلى الإجراءات الوقائية، فيجب على الآباء أن يكونوا قدوة لأطفالهم في اتباع نمط حياة صحي، والاستعانة بسبل مبتكرة لجعل الطعام الصحي مثيراً للاهتمام وتحضير الوجبات الخفيفة في المنزل، أيضا يجب على المدارس إيلاء اهتمام كبير بالأنشطة البدنية واختيار الغذاء الصحي، وتضمين الأعمال الروتينية اليومية ما لا يقل عن ساعة من الأنشطة البدنية والسماح للأطفال بالاستمتاع بركوب الدرجات والمشي ولعب الرياضة التي يحبونها .
وللوقاية من الأمراض سابقة الذكر، يقول الدكتور خان إن من المهم جداً تعليم الأطفال قواعد النظافة بالطريقة التي يفهمونها، واتباع أسلوب حياة صحية يساعد على الوقاية من أغلب الإصابات .
إذاً ينبغي المحافظة على قواعد النظافة وغسل اليدين باستمرار وعدم التماس المباشر مع الأشخاص المصابين بالعدوى، لذلك فإننا نوصي بإعطاء الأطفال لقاحات الحمى حتى لمن هم في سن الحضانة . وبالرغم من أن بعض الآباء يخشون إعطاء أطفالهم هذا النوع من اللقاحات لأنه يسبب الحمى، فإن هذا اللقاح يخفض إلى حد كبير نسبة إصابة الطفل بالحمى بعد أخذه .
كما أن على المدارس أخذ الاحتياطات اللازمة في حال حدوث العواصف الرملية وتجنب وجود الأطفال في الملعب لأن ذلك قد يؤدي إلى ظهور الربو بسبب الطقس المغبر .
رهاب المدرسة
أما عن المخاوف التي تصيب الأطفال في المدرسة، قال الدكتور في أم ماثيو - استشاري الأمراض النفسية، انه قد يشعر الأطفال بخوف من المدرسة أو المعلمين أو الطلاب الآخرين، وهو ما يعرف باسم "رهاب المدرسة"، ولتجنب ذلك يمكن البدء بالحديث عن أنشطة المدرسة قبل أسابيع من الذهاب إلى المدرسة، وأخذ الطفل إلى الطريق الذي سيسلكه أثناء الذهاب إليها، وإجراء زيارة إلى الصفوف الدراسية والمعلمين قبل بدء المدرسة، وإشراك الطفل في شراء الأدوات المدرسية وترك له حرية اختيار الحقيبة والأقلام وغيرها، مع ضبط الجدول الزمني اليومي للطفل مثل ساعة النوم والاستيقاظ والإفطار وغيرها من الأنشطة .
قلق الانفصال
وهو رفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة بسبب الخوف والقلق من حدوث شيء سيىء لأحبائهم بمجرد الانفصال عنهم .
وتحدث الدكتور ماثيو عن عوارض قلق الانفصال قائلا إنها تتمثل في آلام في المعدة أو عوارض جسدية أخرى من دون وجود سبب طبي واضح، ورفض النوم منفصلين عن الوالدين، تكرر الكوابيس، والقلق المفرط بشأن سلامة أفراد الأسرة، والخوف الدائم من أن الضياع وعدم الرغبة في البقاء وحيداً، وأخيرا نوبات ذعر وغضب عند الانفصال عن الوالدين، وتتم إدارة هذه الأعراض من خلال العلاج النفسي السلوكي الذي يتيح تعليم الطفل التعبير لفظياً عن مخاوفه وقلقه تجاه الأبوين أو المعلمين وغيرهم، وأخذ نفس عميق عند الشعور بالخوف، العد من 1 إلى ،10 وتعليمه تذكر مكان رائع يحبه عندما يشعر بالخوف أو القلق.
آلام الظهر
يعاني بعض الطلاب آلاماً في الظهر ويرجع السبب إلى ثقل وزن الحقيبة المدرسية أو طريقة الجلوس الخطأ سواء في الصفوف المدرسية أو في المنزل مما يؤذي العظام والمفاصل .
وحول هذا الأمر قال الدكتور أيمن المصري اختصاصي أمراض الروماتيزم وآلام المفاصل العظمية، إنه يجب فحص الطلبة المستجدين فحصاً شاملاً، والكشف على العمود الفقري من قبل طبيب المدرسة، وفي السنوات الأولى للطفل يجب الكشف على الأمراض الموجودة عندهم حفاظاً على الطفل والتأكد من عدم وجود تشوهات أو عيوب خلقية "مثل اعوجاج الساقين والجهاز الحركي"، وإذا اكتشف أحدها تتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للعلاج .
وقال: "إن حمل الحقيبة المدرسية على الظهر هو الوضع الصحيح، ولكن بشرط ألا تكون ثقيلة بهدف منع حدوث انحناء الظهر للأمام أو للخلف، حيث إنه وفي كلتا الحالتين يؤدي الأمر إلى اعوجاج في العمود الفقري، وبالتالي يعمل على ضعف وتشنج في العضلات، والحقيبة بأوزانها الثقيلة إذا لم تؤد إلى انحناء تؤدي إلى آلام وتؤثر سلباً في الحياة العلمية والعملية ومنها مزمنة قد تحتاج إلى حزام طبي وعلاجات طويلة الأمد، إلا أن ثقل الحقيبة أمر نسبي يعتمد على البنية الجسمانية للطالب، وبذلك يجب توازن محتوى الحقيبة مع بنية الطفل وتخصيص خزائن للطلاب مع أرقام معينة للأطفال اللذين يعانون آلاماً أسفل الظهر أو مشكلات مرضية" .
ونصح الدكتور أيمن بفحص مرض نقص فيتامين "د" الذي يظهر عند عدم التعرض للشمس بشكل كاف، ونقص الكالسيوم واتباع نظام غذائي والكشف عن أمراض أخرى مثل فقر الدم والتهاب اللوزتين المتكرر الذي يؤدي إلى حرارة وتعب ويؤثر في قدرته ونشاطه وذكائه.
وأشار إلى أنه يجب أثناء الدوام إجراء فحص للعمود الفقري والجهاز الحركي بشكل عام وخاصة الساقين للفحص على التقوس وتسطح الأقدام ومتابعة نشاط وذكاء الطالب كل 6 أشهر، وفي آخر الفصل يجب فحص إذا ما كان هناك آلام في أسفل الظهر، وناصحاً بضرورة ممارسة الرياضة .
وأكد أهمية الكشف المبكر للمرض عن طريق الفحص الطبي مع بداية دخول الأطفال العام الدراسي، وفي حال الاشتباه بالإصابة في العمود الفقري يجب إخطار الأهل ومراجعة الطبيب المختص، وعلى الأهل متابعة الطفل بشكل يومي، والكشف اذا ما كان لديه عوارض مثل عدم قابلية الطعام وعدم النوم وتغيير لون الجلد - ما إذا مال للاصفرار - حيث للكشف المبكر على الأمراض أثناء الفصل الدراسي، ويجب اقتراح وسيلة جديدة لحمل الحقيبة عند الأطفال .
وأوضح الدكتور أيمن المصري أن اكتشاف آلام الظهر في البداية وعلاجها يقلل من حدوث مضاعفات، والكشف عن العوامل الخطرة مثل الانحناء في العمود الفقري، والكشف عن بقية الإخوة والعائلة لأنه يعد مرضاً وراثياً، وتخصيص برامج خاصة غذائية ورياضية، متابعة هوايات الطفل، إخضاعه لتمارين رياضية معينة في المنزل بشكل سهل من 2-3 مرات يومياً على الأقل للوقاية من الانحناءات إذا وجدت، وممارسة الرياضة في المدارس.
تأثير التغذية الصحية
تلعب التغذية الصحية واللياقة البدنية دورا مهما في الوقاية من الإصابة بالأمراض التي تنتشر من خلال التجمعات الطلابية في المدارس .
ويصف اختصاصي التغذية الدكتور محمد يوسف محمد التغذية الصحية والجيدة بأنها التي تحتوي على الكربوهيدرات، الدهون، الماء، الفيتامينات والمعادن، العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة، والألياف . ويقول إن الحصول على هذه المواد الغذائية يضمن صحة جيده وقيام الجسم بأداء وظائفه بشكل صحيح.
ويوضح الدكتور محمد يوسف أن تقديم التغذية السليمة والنشاط البدني للأطفال في سن دخول المدرسة أي بعد سن الروضة وقبل سن المراهقة يجب أن يكون في مقدمة الأولويات من أجل أن يتمتعوا بصحة طيبة ووزن صحي، مشيراً إلى أنه في هذه الفترة يبدأ الأطفال بالابتعاد عن منازلهم أكثر وقت، وبالتالي يوجد أناس من خارج الأسرة يكون لهم دور في تشكيل اختيارهم للأطعمة .
وأشار إلى دراسة أجريت على الأطفال في سن المدرسة توصلت إلى أن الأطفال يقدرون معلميهم ومدارسهم ثم آباءهم بعد ذلك في الحصول على معلوماتهم ثم يأتي بعد ذلك دور الإعلام المرئي .
وعن العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل قال الدكتور محمد يوسف: "لا يحتاج الأطفال لأية أطعمة خاصة من أجل نموهم وطاقتهم وصحتهم، بل هم يحتاجون إلى العناصر الغذائية نفسها التي يحتاجها الكبار، ولكن بمقادير مختلفة وهناك ثلاثة عناصر غذائية يجب الاهتمام بها وهي الحديد والكالسيوم والزنك للنمو" .
أما أطفال المدارس من الفئات الحساسة تجاه بعض الأطعمة فقد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض سوء التغذية، ولذلك لابد من الاهتمام بتصحيح العادات والسلوكات الغذائية في المنزل والمدرسة .
ومن أهم هذه الأمراض
* فقر الدم: الناجم عن نقص الحديد، يعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً، خصوصاً عند البنات . ولذا يجب الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالحديد مثل الكبد واللحوم والخضروات الورقية .
* تسوس الأسنان: ولذا يجب تناول فيتامين A بوفرة وهو ضروري في تكوين طبقة المينا ويمكن الحصول علية من الأغذية التالية (البيض -الحليب - الجزر) وتناول فيتامين c وفيتامين D .
* الإصابة بالسمنة: ولذا يجب مراقبة وزن الأطفال والعمل على حل المشكلة مبكراً .
* والأطفال البدناء معرضون بنسبة نحو 50% أكثر من غيرهم للإصابة بحالة مقاومة الأنسولين، وتشير الدراسات إلى أن استهلاك الأغذية الغنية بالدهون مرتبط بالاكتئاب والخمول وتدهور الذاكرة وانخفاض في القدرة الذهنية .
ومن أسباب ذلك:
* الإفراط في استخدام أجهزة اللاب توب والكمبيوتر وتصفح الانترنت ومشاهدة التلفاز .
* والإفراط في تناول الوجبات السريعة، والمياه والمشروبات الغازية، والدهون، والحلوى .
ولعلاج هذه المشكلة الكبيرة التي تهدد صحة هؤلاء الأطفال المعرضين للإصابة بالأمراض الخطرة في الكبر يجب:
أولاً- تناول وجبة الإفطار: وهى الوجبة التي يتناولها في بداية يومه لتجديد نشاطه بعد فترة نوم قد تصل إلى 8 ساعات بدون طعام، وإهمالها يؤدى إلى عدم القدرة على التركيز والتحصيل، أيضاً يسهم الإفطار في الحفاظ على مستوى السكر في الدم ولذا يجب الاستيقاظ مبكرا في الوقت الذي يسمح بتناوله قبل الخروج من المنزل، ومثال على وجبة الإفطار:
* كوب حليب قليل الدسم أو بيضة مسلوقة .
* 2 شريحة خبز أسمر مع شرائح الخضار .
* كوب عصير برتقال .
ثانياً- التصرف بحكمة مع أنواع الطعام التي تجذب الأطفال وخاصة الوجبات السريعة .
ثالثاً- استبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطبيعية .
رابعاً- استبدال الحلوى والشبسي بالفاكهة .
خامساً- القدوة: علينا أن نرشد أطفالنا إلى عادات غذائية سليمة .
سادساً- التشجيع على ممارسة الرياضة من أجل بناء العضلات والتنسيق العضلي .
سابعاً- عدم توجيه تعليقات سلبية للطفل تتعلق بوزنه .
وفي المقابل هناك أطفال يعانون نقصاً في الوزن أو النمو .
أما إذا كانت المشكلة كبيرة فيجب استشارة طبيب الأطفال المختص لمعرفة إذا كان هناك حاجة طبية أم لا والعمل على إيجاد العلاج المناسب .
ولعلاج هذه المشكلة يجب اتباع التالي:
* تناول عدد 5 إلى 6 وجبات على الأقل يومياً إذا كانت الشهية ضعيفة .
* شرب الماء أو المشروبات الأخرى قبل أو بعد الوجبات بثلاثين دقيقة على الأقل وليس أثناء الوجبات .
* التركيز على الأطعمة والمشروبات الغنية بالعناصر الغذائية فيجب عدم ملء المعدة بأطعمة أو مشروبات قليلة أو عديمة السعرات .
* تناول الكثير من الفاكهة المجففة .
* جعل مواعيد ثابتة للأكل بدلاً من أن تجعلها مرتبطة بالجوع .
* إضافة العسل إلى الحليب .
* الإكثار من تناول المكسرات .
* تناول التمر حيث يعمل على تقليل نشاط الغدة الدرقية .
* كما يجب الإكثار من تناول فيتامين A لتحسين الشهية ومصدرة (الطماطم - السبانخ - الأسماك - الألبان)، وفيتامين B، والزنك وهو من المعادن المهمة للنمو وزيادة الشهية ومصدره اللحوم الحمراء والمكسرات .
وعما يجب أن تحتويه حقيبة المدرسة من المواد الغذائية، أوضح الدكتور محمد يوسف أنه يجب أن يتوافر فيها نوع من الفاكهة وكمية من الخضراوات مثل الخيار والجزر والأجبان أو الفول، وتجنب الزعتر أو الزيت أو الحلاوة أو الزبدة في تحضير السندوتشات حيث إن هذه الأغذية خالية من البروتين الذي يحتاجه الطالب للنمو والتركيز، أيضاً يحتاج الطلاب إلى تناول وجبات خفيفة من الوجبات الرئيسة لتوفير الطاقة والمواد الغذائية اللازمة للنمو والتركيز مثل مكسرات، فاكهة مجففة، لبن قليل الدسم .
وقد تكون وجبة الغذاء هي الوجبة الرئيسة في حياة بعض الأسر، وقد تكون وجبة العشاء هي الوجبة الرئيسة . وفي الحالتين يجب أن تحتوى وجبة الغداء على:
- البروتين (اللحوم - الأسماك - الدجاج - الفول)
- كربوهيدرات (الأرز أو البديل)
- الخضراوات (الخضراوات المطهية - سلطة)
وللمحافظة على صحة الطفل خلال وجوده في المدرسة يجب أن تبدأ من المنزل بتوفير احتياجاته الغذائية وإعطائه كل ما يلزمه لحين العودة إلى المنزل وتجنب شراء أغذية أو مشروبات من خارج المنزل .
أيضاً يجب على المدرسة توفير المشروبات الطبيعية والأغذية الصحية، بحيث يكون هناك اختيار على الأقل وعدم تعود الأطفال على شراء نوع واحد من الأطعمة والمشروبات الضارة بصحتهم .
أما وجبة العشاء فيجب أن تكمل وجبات اليوم .
وبالنسبة إلى المرحلة المتوسطة أو الثانوية، فإن طلاب هاتين المرحلين بحاجة أكثر إلى البروتينات لأن نموهم يزداد، كما أنهم بحاجة إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية وشرب الماء، وتتمثل الاحتياجات في:
- تناول بعض من اللحم أو الأسماك أو الدجاج أو الفول أو العدس .
- تناول في كل وجبة مصدراً من النشويات كالخبز أو المكرونة أو البطاطا أو الأرز .
- تناول 3 حصص من الحليب أو مشتقاته .
- تناول طبقاً من السلطة أو الخضار .
- تناول 3 حصص من الفاكهة يومياً .
- تناول الألياف لتجنب الإمساك .
- التقليل من تناول الدهون مثل إزالة الجلد .
- الجزر والافوكادو والحليب أطعمة تزيد الاستيعاب والتركيز لدى الأطفال .
وتتمثل الإرشادات في تعليم الأطفال عادات تناولهم للطعام عن طريق مراقبة الآخرين وليس آبائهم فقط، أما بالنسبة إلى الآباء، فإن اختياراتهم وسلوكات الطعام تنتقل للأطفال يجب على الآباء جذب أطفالهم للطعام الصحي، وبالتالي يجب الاهتمام بجماليات الطعام وطرق تقديمه، ومنافسة الوجبات السريعة، وذلك بتجهيز وجبات مرادف لها في المنزل، واتخاذ قدوة بحيث يحتذي الأطفال بهم في تناول الغذاء الصحي، والامتناع عن استهلاك مشروبات الطاقة والغازية والعصير المعلب والتي تعرض لمشكلات صحية مثل السمنة، أيضاً تناول 8 أكواب ماء يومياً بكثرة يحافظ على لياقة الطفل وتجنبه للإمساك وسوء الفهم .
والاهتمام بتناول الحليب ومشتقاته حيث توفر هذه المجموعة مستوى عالياً من البروتين والكالسيوم الضروريان لنمو وصحة العظام، وممارسة النشاط الرياضي حيث ترجع أهميته في التخلص من التوتر والضغوط، ومن أجل التمتع بصحة جيده يحتاج الأطفال حوالي ستين دقيقة يوميا على الأقل من النشاط البدني وأنواع الرياضة مثل المشي ولعب الكرة والسباحة .
وقد أفادت دراسة حديثة، أجرتها وزارة التربية والتعليم، بأن الغذاء غير الصحي للطلبة أيام الامتحانات، يؤدي إلى ضعف التحصيل العلمي، وعدم القدرة على التركيز أثناء المذاكرة .
وأوضحت الدراسة أن تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى قاعة الامتحان، يؤدي إلى ضبط مستويات السكر في الدم، ما ينتج عنه تزويد الدماغ بالطاقة بشكل منظم .
محذرة من عدم تناول الطلاب تلك الوجبة، واللجوء إلى تناول أغذية غنية بالسعرات الحرارية، من دون قيمة غذائية مثل (المشروبات السكرية، والغازية، والشيبس، والحلويات)، الأمر الذي يؤدي إلى رفع مؤشر نسبة بالسكر بالدم، فيلجأ الجسم إلى إفراز الأنسولين، لضبط مستويات سكر الدم، وغالباً ما تكون النتيجة انخفاض مستويات السكر في الدم، ما يؤدي إلى شعور التلميذ بالخمول والكسل، وعدم القدرة على التركيز والاستيعاب . وأشارت إلى أن الفطور المتوازن يساعد على الإنجاز في الامتحان، إذ توجد علاقة وثيقة بين الفطور المتوازن، وتحسين التركيز والاستيعاب، وكذلك تحسن عمل الذاكرة واسترجاع المعلومات، موضحة أن الطلبة الذين يتناولون فطوراً مكوناً من الكربوهيدرات والبروتينات، بكميات متوازنة، يتصرفون بشكل أفضل أثناء أداء الامتحان، من غيرهم الذين يتناولون فطوراً مكوناً فقط من البروتينات أو الكربوهيدرات .
وينصح خبراء التغذية باتباع نظام غذائي صديق للدماغ، من أجل زيادة القدرة على التركيز والاستيعاب، والشعور الدائم بالنشاط والحيوية، وتتمثل في الكربوهيدرات والسكريات، إذ يحتاج الدماغ إلى السكر، لأنه عندما يتلقى الدماغ السكر بشكل منتظم يعمل بشكل منتظم، لكن عندما يتأرجح مستوى السكر بالدم هبوطاً وصعوداً، يدخل السكر إلى الدماغ بشكل غير مستقر، ما يؤثر سلباً في السلوك والتعلم، لذلك ينصح بإعطاء الطلبة سكريات (مركبة)، تدخل إلى الدماغ بشكل منتظم، فيكون سلوكه وتعلمه منتظمين، لكن ما هذه السكريات؟ وشددت الدراسة على أهمية تناول الفاكهة مثل (التفاح، البرتقال، العنب، الموز، الكرز، الجريب فروت)، إضافة إلى التمر والأطعمة المصنعة منه، والحرص على تناول البقوليات والحبوب مثل (الأرز، الحمص، الفاصوليا، العدس، المعكرونة، رقائق الذرة (الكورن فلكس) المدعم بالعسل والحليب والفواكه المجففة، والابتعاد عن المغلفة بالسكر أو الشكولاتة .
كما ينصح أيضاً بتناول الحليب ومشتقاته، مثل (الحليب، واللبن واللبنة والأجبان)، ويفضل اللبن العادي عن اللبن مع نكهة الفواكه، مؤكدة أهمية تناول البروتينات لكونها المغذي الأهم لأجهزة الجسم، وتدفع الدماغ إلى التركيز، وتتمثل في (الدجاج، العدس، الفاصوليا، المأكولات البحرية)، كما تلعب دوراً مهماً جداً في قدرات الطفل التعليمية وتصرفاته .
وأوضحت الدراسة أن الطلبة يحتاجون إلى الدهنيات للنمو، فيجب الابتعاد عن المأكولات قليلة الدسم بل المأكولات التي تحتوي على الدسم الملائم، لأن النمو السليم لخلايا الدماغ يعتمد على التزويد السليم للدهنيات الصحية الموجودة في المأكولات، وهذه الدهنيات السليمة موجودة في المأكولات البحرية، وفي الزيوت النباتية، مثل، زيت الزيتون، زيت الكونولا، زيت السمم، الفستق، المكسرات، الأفوكادو، فول الصويا .
وحملت الدراسة وتربويون الآباء مسؤولية هذا الخطأ، مؤكدة تراجع التحصيل الدراسي للطلاب بنسبة كبيرة لعدم تناول تلك الوجبة، لوجود علاقة وثيقة بين الفطور المتوازن والتحصيل الدراسي، كونه يؤدي إلى زيادة الانتباه أثناء الحصص اليومية، وزيادة نسبة مشاركته في الأنشطة المدرسية، ما يعني أن النسبة السابق ذكرها من الطلاب يكونون عديمي الانتباه، ويعانون الخمول والكسل، ويكون معدل تحصيلهم الدراسي منخفضاً .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.