شارك الآلاف من شباب الثورة بمحافظة عدن عصر أمس الأربعاء في مسيرة سلمية جابت شوارع مديرية المعلا. وانطلقت المسيرة من عقبة كريتر باتجاه المعلا وصولاً إلى الشارع الرئيسي بالمديرية، ترفع الأعلام الوطنية وظهر الحماس على وجوه الثوار وهم يرددون الشعارات التي تدعو لسلمية عدن والمحافظة على أمنها واستقرارها وترفض العنف ومحاولة تكميم الأفواه من أي طرف كان، كما رفعت اللافتات المتضامنة مع الشعب السوري الشقيق وإدانة كل وسائل القتل الذي يمارسه نظام الأسد بحق شعبه. كما حمل المشاركون مهدي مقولة ومدير أمن عدن مسؤولية الاعتداء على مسيرتهم عصر الجمعة الماضي، مؤكدين أن تلك الممارسات لن تنال من عزيمة الثوار ولا من إصرارهم على اجتثاث بقايا النظام العائلي. وكان جموع الثوار قد توافدوا إلى استراحة أروى في عقبة كريتر وأدو صلاة العصر وبعدها انطلقت المسيرة نحو المعلا والعودة إلى ساحة الحرية بكريتر. وشارك في المسيرة العديد من الشخصيات الاجتماعية والوجاهات في عدن، واستقبل أهالي الشارع الرئيسي جموع الثوار بالزغاريد ورشوهم بالورود والتحايا المعبرة. وكان شباب الثورة بعدن قد نظموا مسيرة حاشدة مساء الثلاثاء في مديرية الشيخ عثمان، احتفاءً بالذكرى الأولى لانطلاق الثورة وتحقيق الهدف الأول, معاهدين جماهير الشعب بالوفاء لدماء الثورة والمضي حتى تحقيق كامل أهداف الثورة. وتأتي مسيرة الأمس بعد حادث الاعتداء على مسيرة سلمية لشباب الثورة بعدن بالمعلا عصر الجمعة والتي لاقت استنكاراً واسعاً من قبل الفعاليات والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة، في مؤشر على تنامي الوهج الثوري ومحافظته على خطه التصعيدي السلمي والالتفاف الجماهيري. إلى ذلك قال رئيس اللجنة التنظيمية لشباب الثورة في عدن إن الثوار الذين سبق وجابوا هذا الشارع وكل شوارع عدن مرات ومرات عديدة منذ اندلاع ثورتهم قبل عام، هم اليوم يواصلون ذات الدور ولم يدخلوا منطقة محرمة. وأضاف علي قاسم: هذا شارعنا وعدن كلها ساحتنا، واليمن بطوله وعرضه هو مكان الفعل الثوري لنا، لقد وجدنا الترحاب والناس يلوحون لنا من العمارات المطلة على الشارع العريق، وكلهم يهتفون بهتافنا ويرددون شعاراتنا، يتنفسون معنا. وتابع بالقول: نحن لن نتنازل عن حقنا أبداً، كما لا نسمح لأنفسنا أن نعتدي على حق الغير الذي يختلف معنا، فكما أن الثورة علمتنا الصمود والثبات والمقارعة، علمتنا أيضاً أن النضال قيم وأخلاق وشرف.