أكد المبعوث الأممي إلى اليمن السيد/ جمال بن عمر على ضرورة التهيئة لمناخات الأمن والاستقرار وسحب كافة المظاهر المسلحة والمليشيات من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى حتى يلمس الناس والمجتمع اليمني كله المعاني العظيمة لما أنجز في طريق الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة في اليمن. ووصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر إلى صنعاء أمس قبيل يومين من الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجرى في 21 من الشهر الحالي. وأشار بن عمر إلى أن المجتمع الدولي بأسره يتابع عملية «التسوية السياسية» في اليمن والتي قال إنها ستكون نموذجاً رائعاً في منطقة الشرق الأوسط. ونقلت وكالة(سبأ) الرسمية عن المبعوث الأممي قوله إن الانتخابات تمثل بداية مرحلة تاريخية مهمة، وإن هناك إحداثاً قادمة بعد الانتخابات كمؤتمر الحوار الوطني وإعادة صياغة الدستور وهي خطوات مهمة جداً جاءت في إطار التسوية السياسة بين الأطراف اليمنية، لافتاً إلى أن العملية الانتخابية الرئاسية المبكرة في اليمن جاءت في إطار ما تم الاتفاق عليه في نوفمبر الماضي، مؤكداً بأنها خطوة مهمة فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية القادمة وهي بداية مرحلة جديدة وحدث تاريخي مهم في اليمن. وفيما قال إن مجلس الأمن دعا - في بيانه الأخير- جميع الأطراف اليمنية للمشاركة في العملية الانتخابية الرئاسية المبكرة وتطبيق جميع بنود الاتفاق التي نصت عليها المبادرة الخليجية وتطبيق قراره رقم 2014، واحترام حقوق الإنسان وعدم استخدام العنف كوسيلة للوصول إلى أهداف سياسية".. أشار بن عمر إلى اهتمام الأممالمتحدة للانتخابات الرئاسية المبكرة وأن لدى الأممالمتحدة خبراء وفريق عمل موجودين في اليمن يعملون مع اللجنة العلياء للانتخابات، داعياً جميع اليمنيين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة. وتناول نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي خلال لقاءه بالمبعوث الأممي الخطوات التي تمت على طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014 والذهاب إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 من الشهر الجاري بحسب وكالة سبأ، وقال هادي «إن تلك الخطوات ستمثل منطلقاً للمستقبل الجديد والمرحلة التاريخية التي سيعبر منها الشعب اليمني الأبي إلى آفاق المستقبل المأمول بإذن الله». وعلى صعيد منفصل ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان - الذي وصل السبت إلى العاصمة اليمنية صنعاء والتقى نائب الرئيس- أنه نقل إلى هادي رسالة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما تضمنت «تأكيد الولاياتالمتحدة الوقوف إلى جانب اليمن حتى خروجه من الظروف الصعبة والأزمة الراهنة وبلوغ كامل أهداف المرحلة الانتقالية». ونسبت وكالة «سبأ» إلى برينان أن الرئيس الأميركي يتطلع إلى تهنئة هادي «بصفة شخصية» بعد انتخابه كرئيس انتقالي للبلاد. وأضافت الوكالة إن الرئيس الأميركي أعرب في الرسالة «عن تقديريه للدور الوطني الرائع الذي أدار به الأزمة المرشح الرئاسي التوافقي المناضل/ عبدربه منصور هادي، وصولاً إلى يوم ال21 من فبراير الجاري بوابة الولوج إلى اليمن الجديد والخروج من الظروف الصعبة إلى آفاق العمل الوطني والإصلاحات الشاملة بكل صورها وإبعادها، وبما في ذلك الحوار الشامل التي ستنضوي فيه كافة أطياف وعناصر المجتمع اليمني كله وبدون استثناء أو خطوط حمراء من المهرة وحتى صعدة بعيدا عن أي تحفظ أو استبعاد». وأكد برينان تقديم الولاياتالمتحدة «كافة أشكال الدعم والمساعدة خصوصاً في هذه الظروف الصعبة والدقيقة والعمل معاً نحو إخراج اليمن إلى مستقبل أفضل ومتطور ولولوج مرحلة تاريخية قوامها العدل والمساواة ومراعاة حقوق الإنسان». وذكر أن الرئيس أوباما يؤكد «أن الولاياتالمتحدة الأميركية تتابع عن قرب إنجازات التسوية السياسية في اليمن وتسجل الإعجاب والتقدير على مستوى ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014.. وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في الواحد والعشرين من الشهر الجاري وتحقيق الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة». ونسبت الوكالة اليمنية إلى مساعد الرئيس الأمريكي تأكيده أن عبدربه منصور هادي «يحظى بالثقة على مختلف المستويات إقليمياً ودولياً وهناك تفهم من المجتمع الدولي على أهمية دعم اليمن في المرحلة الانتقالية لتحقيق كامل الأهداف المرسومة». من جهته، عبر هادي عن شكره وتقديره البالغ للرئيس باراك أوباما «لتلك المشاعر الفياضة والطيبة التي أبداها وكذلك للمواقف المساندة والداعمة لمسيرة التسوية السياسية التاريخية في اليمن». وقال «نحن سعداء في اليمن لاهتمامات الولاياتالمتحدةالأمريكية بشئون اليمن على ذلك النحو المتابع للأهداف والمعالجات والشراكة الرائعة التي تمت في هذا الإطار». وبحسب وكالة «سبأ» فقد أشار هادي إلى أن «التحديات كبيرة ومتعددة الجوانب والمناقب وأهمها عملية استعادة تكريس الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع، ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية بكل أشكالها وأبعادها المختلفة». وشكر الرئيس اليمني المقبل مساعد الرئيس الأميركي جون برينان وسفير الولاياتالمتحدة لدى اليمن جيرالد فايرستاين لما قاما به من جهود وأدوار «بناءة» خلال مجريات الأزمة.