شهدت محافظة عدن يوم أمس ولأول مرة في تاريخيها الانتخابي أعمال عنف وشغب وفوضى وإطلاق رصاص واعتداء على اللجان وإحراق صناديق الاقتراع في بعض المراكز الانتخابية من قبل عناصر تنتمي للحراك المسلح حسب ما تفيد المعلومات الواردة من هناك التي حالت دون مشاركة المواطنين في عملية الاقتراع عدد من مراكز المنصورة والمعلا نتيجة لاستخدامها العنف وفرض المقاطعة بالقوة.. وأمام هذه المحاولات والتهديد إلا أن أبناء عدن تحدوا تلك الأعمال وخرجوا للمشاركة في عملية الاقتراع، حيث شهدت "التواهي وصيرة والبريقة ودار سعد وخور مكسر" إقبالاً كبيراً من قبل الناخبين بمحافظة عدن رغم فشل الأجهزة الأمنية من حماية اللجان الذي أضطرها فيما بعد للانسحاب من مراكزها إلى مقر اللجنة الإشرافية. وفي هذا الساق أكدت مصادر محلية في المحافظة أن بعض المراكز الانتخابية في المنصورة والمعلا تعرضت لإطلاق الرصاص منذ ساعات الفجر الأولى من يوم أمس الثلاثاء، كما قامت عدد من تلك العناصر التي تقاطع الانتخابات وتحاول فرض قناعتها على الآخرين قطع الطرقات وإحراق الإطارات والدخول في اشتباكات مسلحة أفراد اللجان الأمنية في المنصورة، حيث قتل ثلاثة جنود هم "محمد عباس السلمي" و"علي علي البحثي" و" عبد الله علي مهدي" وثلاثتهم من قوات الدفاع الجوي وأصيب كل من محمد ياسين وعبد الله الظراسي ومحمد قائد حسن وهم من أفراد الأمن المركزي، كما أصيب كل من عبد الله حسن سيلان وعبد الله علي سعد وعبدالله محمد درهم وصدام قائد وينتمون لقوات الدفاع الجوي وقد أصيب ثلاثتهم إثر حادث مروري على الطريق البجري أثناء توجههم إلى بعض المراكز الانتخابية لحمايتها.. المواجهات مع عناصر الحراك أسفرت عن مقتل أربعة مواطنين في كل من "صيرة والقلوعة والتواهي "أثناء تبادل إطلاق النار بين اللجان الأمنية ومسلحي الحراك، كما قتل طفل في منطقة دار سعد ويدعى أنور محمد إثر طلقة طائشة، كما أفادت المصادر أن عناصر مسلحة قامت بإحراق صناديق الاقتراع في منطقة حاشد بمديرية المنصورية بعد أن قاموا بسلبها من الجنود الذين كانوا في طريقهم إلى اللجنة الأصلية، كما شهدت مديرية المعلا عمليات قطع للطرقات بالحجارة وإحراق الإطارات. من جانبه حمّل عبد العزيز يحيى رئيس اللجنة الإشرافية للانتخابات في محافظة عدن المسئولية الكاملة للأجهزة الأمنية وقيادة المحافظة عن الانفلات الأمني الذي شهدته عدد من المراكز الانتخابية رغم إبلاغهم بضرورة حمايتها إلا إنها لم تتفاعل. وأضاف في تصريح ل"أخبار اليوم": إنه وإزاء عدم قدرة الأجهزة الأمنية حماية المراكز الانتخابية وانسحابها منها، فقد تم سحب المندوبين من تلك المراكز إلى اللجان الأصلية، مشيراً إلى أن بعض المراكز الانتخابية استمرت في الاقتراع، لم تتم في عدد من مراكز الانتخابات "بالتواهي وصيرة والبريقة ودار سعد وخور مكسر" مرجعاً ذلك نتيجة عدم قدرة الأجهزة الأمنية حماية تلك المراكز وقيام العناصر الخارجة عن القانون باقتحام المركز الانتخابية في مديرية المعلا والمنصورة. وأكد عبد العزيز أن نسبة الاقتراع رغم الصعوبات التي واجهت المواطنين للوصول إلى مراكز الاقتراع وصلت إلى أكثر من 50%. إلى ذلك حمل القاضي/ محمد حسين الحكيمي رئيس العليا للانتخابات الجهات واللجان الأمنية بمحافظة عدن مسؤولية ما شهدته المحافظة يوم أمس من اعتداءات على مراكز الانتخابات وأعضاء الجان، حيث أكد في مؤتمر صحفي مساء أمس على أنه تم وضع خطة أمنية مماثلة للخطة الأمنية التي وضعتها الدولة في خليجي "20"، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن الجهات المعنية لم تنفذها، متمنياً على الجميع تحمل مسؤولياتهم.