منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير، لجأ النظام الحاكم إلى استخدام القوة المفرطة في قمع الاعتصامات والمسيرات والمشاركين فيها، الأمر الذي اظهر وبما لا يدع مجالاً للشك أن ما يجري في اليمن انتهاك وقمع منهجي، يصنف ضمن الجرائم ضد الإنسانية، يقتضي من كافة المعنيين بحقوق الإنسان في العالم وفي المقدمة هيئات ومنظمات الأممالمتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وكل المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان التدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين اليمنيين المطالبين بالتغيير السلمي وإيقاف الانتهاكات المستمرة ضدهم، وإحالة المسئولين عن تلك الانتهاكات إلى العدالة. حيث اتبعت السلطات اليمنية أساليب ووسائل مختلفة في قمع الاعتصام والمسيرات والمشاركين فيها، منها الضرب بالهراوات والصعق بالكهرباء، والاستخدام المفرط لقنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع التي ثبت انتهاء صلاحياتها منذ فترة طويلة، واحتواء بعضها على مواد سامة وهي غازات بحسب إفادة عدد من الأطباء الذين شاركوا في تقديم المساعدات الطبية للمصابين ومتابعه حالاتهم تؤدي إلى تشنجات للأعصاب مع توقف لحظي للتنفس مصحوب بارتفاع في ضغط الدم وانخفاض عدد ضربات القلب، إضافة إلى اختلال الوعي. 17سبتمبر أصدر مركز أبعاد للدراسات والبحوث تقريراً عن الحالة اليمنية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح في فبراير 2011م. وأورد التقرير إحصائية وصفها بالتقديرية حول الضحايا في أحداث مختلفة بالبلاد خلال فترة الثورة الشعبية، وأشار إلى أن التقديرات الأولية تكشف عن مقتل 2195 من المدنيين والعسكريين والمسلحين بين فبراير وأغسطس 2011م. وفيما قدم التقرير قراءة خاصة حول سلمية الثورة، فقد قدر قتلى المعتصمين والمتظاهرين سلمياً نتيجة عنف النظام ضد ساحات التغيير بحوالي 238 شخصاً وبنسبة تمثل 11% من مجموع الضحايا، في حين كان غالبية القتلى في صفوف المسلحين المدنيين والعسكريين وبما يصل إلى 89% من مجموع الضحايا، فيما قتل 445 شخصاً من القبائل المسلحة التي تعهدت بحماية الساحات، بنسبة 21 في المائة. وقال بأن هؤلاء قتلوا في مواجهات مسلحة مختلفة البعض منها كان مع وحدات الحرس الجمهوري في تعزوصنعاء وبالتحديد في منطقة أرحب، والبعض الآخر مع تيارات أيديولوجية مسلحة كما حصل مع القاعدة في أبين والحوثيين في الجوف. وقدر التقرير عدد القتلى في أوساط العسكريين بحوالي 600 عسكري أي بمعدل 28% من مجموع الضحايا، مشيراً إلى أن ما يقارب ثلثيهم ينتمون لوحدات الحرس الجمهوري الموالي للنظام، فيما وصل عدد القتلى في صفوف الجيش المنضم للثورة حوالي 50 عسكرياً فقط نتيجة ضرب الحرس الجمهوري لمقرات الفرقة أولى مدرع المنضمة للثورة من جهة، ونتيجة المواجهات التي دارت في تعز والحصبة وأرحب. وحسب تقديرات التقرير فإن النسبة الأكبر من الضحايا خلال فترة الثورة السلمية هي في أوساط الجماعات الأيدلوجية المسلحة الذي تطرق لها المحور الثالث من التقرير. فالضحايا في أوساط الحوثيين وأعضاء تنظيم القاعدة في مواجهاتهم مع الجيش والقبائل من أنصار الثورة في الجوفوأبين إلى جانب ضحايا تفجير مصنع 7 أكتوبر للذخيرة في أبين بعد يوم من سقوطه في يد القاعدة، وضحايا الاقتتال الحوثي الداخلي بين رجلي الدين محمد عبد العظيم الحوثي وعبد الملك الحوثي قدرها التقرير بحوالي 862 قتيلاً وبواقع 40% من مجموع الضحايا. في الجانب الأمني أشار التقرير إلى أن جرائم الثارات تراجعت في أشهر الثورة السلمية إلى أدنى مستوياتها، وقال التقرير " منذ بداية العام الحالي 2011م وحتى يونيو 2011م تم رصد (25) حالة ثأر وهي أقل من معدل جرائم الثارات في شهر واحد من أشهر العام الماضي 2010 التي بلغت 373 حالة ثأر وبمتوسط 33 حالة شهريا". وخلص التقرير إلى أن هذا التراجع يعود إلى الهم الثوري لدى القبائل اليمنية التي وقفت إلى جانب الثورة الشبابية وتعهدت بحمايتها، بالإضافة إلى انشغالها بتحصين جبهتها الداخلية من اعتداءات النظام. كما أكدت مصادر ميدانية استشهاد جندي من الجيش المنضم والمساند للثورة و إصابة أكثر من "5" محتجين بجروح في هجوم شنته القوات الموالية للنظام على حراسة ساحة الاعتصام بالعاصمة صنعاء بعد منتصف الليل. وهاجمت قوات موالية للنظام في وقت مبكر ساحة التغيير بصنعاء، في حين تعرض منزل الأحمر بالحصبة لقصف مدفعي. وأوضحت المصادر بأن جنوداً تابعين لكتيبة في الفرقة الأولى مدرع منشقة عن قيادة اللواء/ وتدين بالولاء للرئيس صالح, مدعومة بأفراد من الأمن المركزي يعتلون بنايات شرقي ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء أطلقوا النار بكثافة على حاجز للتفتيش يتمركز فيه قوات من الفرقة المؤيدة للثورة، ما أسفر عن مقتل جندي و إصابة "5" من المعتصمين بجروح. وسُمع عند الساعة الثانية والنصف تقريباً بعد منتصف ليل الجمعة إطلاق الرصاص الكثيف باتجاه المدخل الشرقي لساحة التغيير (شارع الزراعة), فيما ذكرت بعض المصادر أن اشتباكات اندلعت في أعقاب ذلك بين قوات الفرقة أولى مدرع التي تتولى حماية الساحة والقوات الموالية للنظام. وعقب الهجوم شددت القوات الموالية للثورة من حراستها في كافة مداخل الساحة و عززت آلياتها العسكرية تحسباً لأي هجوم آخر للقوات الموالية لصالح. وحذر قيادي في القوات المؤيدة للثورة, القوات التابعة لبقايا النظام مما أسماه مغبة الاستمرار في استفزازاتها في محاولة منها لتفجير الموقف " عسكرياً " 18 سبتمبر تعرضت مسيرة سلمية في صنعاء لمجزرة دامية في جولة كنتاكي وارتفع عدد الشهداء إلى 26 شهيداً, و270 مصاباً بالرصاص الحي, وأكثر من 800 مصاباً بالغازات السامية, واستخدمت قوات الأمن القناصة لقتل المتظاهرين في القاع وشارع الزبيري, ولكن تدخل الفرقة ودحرها لقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري من جولة كنتاكي حال دون مقتل المئات الذين كان يخطط الحرس العائلي لقتلهم. وفيما يلي بعض أسماء الشهداء 1- محمد علي الخاشي - عمران 2- زكريا أحمد الشرفي - حجة 3- يوسف الدغبشي - المحويت 4- محمد صالح التبالي - إب 5- صالح أحمد يعيش - الحيمة 6- ماهر القرماني - الأمانة 7- عمار عبدالله محمد عبدالقادر - إب 8- صالح أحمد صالح البهلولي الامانة – سنحان 9- عبدالسلام حسين الحاشدي - الأمانة 10- رجائي الحمادي - تعز 11- موفق مساعد العظة صنعاء – أرحب 12- عبدالعزيز محمد عثمان العديني - إب 13- لؤي رشاد سالم - عدن 14- ياسر أحمد محمد يقام - عمران 15- حلمي ناصر مسعود اليافعي - شبوه 16- ناصر الاصبحي - تعز 17- زيد إسماعيل حسن مرح - صنعاء – حراز 18- جهاد صالح ناصر عبدالخالق - إب 19- أحمد علي أنعم العريقي - تعز 20- يحيى حمود على الرعيني - إب 21- عمار عبدالله سيف المياسي - إب 22- مظهر محمد مرشد عباد - إب 23- وائل راشد العزاني 24- مجهول وفي محافظة تعز سمع ذوي انفجارات قوية وسط مدينة تعز وإطلاق رصاص ومعدلات من مستشفى الثورة على ساحة الحرية بتعز. وقد أصيب بمحافظة تعز العديد من الشباب بحالة اختناقات ورعاف ( نزيف من الأنف) جراء استنشاق روائح منبعثة من قنابل تم إلقاؤها من قبل قوات الأمن المركزي بشارع الحوض, أثناء تجمعهم بذات المكان للتنديد بالجرائم التي ارتكبتها قوات النظام بالعاصمة صنعاء وقال شاهد عيان: إن بعض القنابل التي استخدمت في تفريق الشباب لم تكن كالمعتادة لعدم انبعاث أدخنة منها وإنما غازات غريبة تصيب مستنشقها, مرجحاً أن تكون غازات أعصاب كتلك التي تستخدم ضد الإرهاب, وصاحب إطلاق الغازات إطلاق الأعيرة النارية بكثافة في الهواء، كما استخدمت خراطيم المياه في تفريق المتظاهرين. وكان مساء أمس قد شهد تجمع عدة مسيرات انطلقت من عدة أحياء وشوارع بالمحافظة إلى حوض الأشراف وتنفيذ وقفة احتجاجية للتنديد بالجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام تجاه المتظاهرين سلمياً بالعاصمة صنعاء. من جانب آخر اغتال مسلحون في مفرق الذكرة, بالقرب من مطار تعز الدولي بمديرية التعزية الشيخ/ فيصل دحوه أحد مشائخ تعز المناصرين لثورة الشباب السلمية وذكر شهود عيان أن ثلاثة مسلحين باغتوا الرجل أثناء خروجه من منزله وقاموا بإطلاق وابل من الرصاص تجاهه كما أصيب مواطن بجواره وبعدها لاذ منفذو العملية بالفرار إلى نقطة تابعة لقوات الحرس القريبة من المطار والاحتماء فيها. وفي سياق متصل قامت قوات موالية للنظام ومعززة بعدة أطقم عسكرية صباح أمس أيضاً بالاعتداء على مسيرة حاشدة مناوئة للنظام في مدينة الراهدة, حيث قامت هذه القوات بإطلاق النار على المتظاهرين مما أدى إلى إصابة شخص واعتقال اثنين آخرين.